قصة رجل تركته زوجته بسبب تهديدات العريش
كتبت-شروق غنيم ودعاء الفولي:
تصوير-روجيه أنيس:
في ساحة بيت الشباب بمحافظة الإسماعيلية اجتمع أمس أصدقاء من مدينة العريش بعد فرارهم من موت محتم، ومع المصير المجهول الذي ينتظرهم إلا أن أعينهم قريرة برفقة زوجاتهم والأبناء، عدا صبري سعيد ( اسم مستعار بناءً على طلبه )؛ إذ استيقظ في أحد الأيام منذ شهر، ليجد زوجته غادرت العريش مستقرة عند أهلها في القاهرة "مقدرتش تستحمل اللي بيحصل هنا".
مكث سعيد في العريش لحوالي عشرين عامًا، عمل في البناء، استطاع بالكاد إنشاء منزله الخاص، ليسع أولاده الثلاث، وبالتالي عندما كان يسمع عن حوادث مقتل جيرانه من الأقباط، حاول تخطي الفزع، إذ لن يستطيع توفير يمكن بديل خارج شمال سيناء.
خلال الشهر الماضي حاول المواطن الأربعيني استرداد وِد زوجته "مش راضية تيجي.. خايفة أوديها العريش تاني". فقد سعيد الأمل في إقناعها بعد أسابيع، وبالتوازي بدأ جيرانه ينزحون "وقتها كان بيتقال اننا لو خرجنا هنلاقي ألف من يساعدنا".
ترك عامل البناء منزله راجيًا أن تعيد تلك الخطوة زوجته إليه "لكن من أول ما وصلنا الإسماعيلية واحنا تعبانين برضو ومش عارفين بكرة هيحصل ايه".كان سعيد على استعداد لتقبل الأخطار إلا أن أكثر ما واجهه هو كلمات قيلت له على مدار اليومين الماضيين "انتو لاجئين وجايين تقاسموا الناس في رزقها.. على آخر الزمن هبقى لاجئ في بلدي؟".
كان الطريق للإسماعيلية شاق ومحفوف بالقلق، تنفس الصعداء بالوصول إلى القنطرة، قضى أول يوم في الكنيسة الإنجيلية دون نوم، لعدم وجود مكان ملائم لذلك، فيما تناثرت شنط تحوي ملابس الأسر في فناء الكنيسة "حالتنا كانت وحشة، الصحافة جت صورتنا بالمنظر ده، اتمنيت إني كنت مت قبل اللحظة دي".
لم يذهب أبناء سعيد إلى المدرسة خلال هذا العام جراء الخوف عليهم "في بلدنا ومش عايشين في أمان"، ورغم خروجه من منطقة الخطر إلا أن الحزن يداهمه على فراق أبنائه وزوجته "حتى عيالي مش عارف أكلمهم". تشترط زوجته للعودة شراء شقة في القاهرة للاستقرار "بس أنا على قدي، مقدرش أجيب".
أغلقت الأبواب في وجه سعيد، حتى خيار بيع شقته التي يملكها في العريش بات صعبًا "مين هيشتري بيت مُهدد بالموت؟ ده غير إن الناس هناك خلاص حالتهم تعبانة ومش معاهم فلوس يشتروا"، لا يتبقى أمام الرجل الأربعيني سوى الانتظار في بيوت الشباب لحين تحسن أوضاعه المالية والعائلية.
فيديو قد يعجبك: