إعلان

بالعربي.. "اليوجا" تتسمع وتتشاف مع نجلاء قنديل

12:17 م الأربعاء 14 يونيو 2017

نجلاء قنديل

كتبت - دعاء الفولي:

منذ عام ونصف وقفت نجلاء قنديل أمام مجموعة، تعلمهم مبادئ اليوجا، إلى أن استوقفها سؤال أحدهم عما إذا كان هناك بديلا للمصطلحات الانجليزية التي تستخدمها. وقتها سطعت فكرة في ذهن الشابة "ليه موصلش للناس معنى اليوجا والتأمل بس بالعربي؟"، لتبدأ رحلة جديدة من محاولة تبسيط ما تلقنته على يد معمليها.

1

صفحة على موقع فيسبوك بعنوان "يوجا بالعربي" أنشأتها قنديل "بدأت أنزل فيها فيديوهات صغيرة عن التأمل ومعناه وكذلك اليوجا". سعت الفتاة إلى تسهيل المصطلحات الأجنبية المستخدمة وتعريفها، وعندما بحثت أكثر عن كتب مفيدة "لقيتها برضو مُترجمة للانجليزي"، ولم تجد كتابات بالعربية إلا نادرا "وكانت مُترجمة ترجمة حرفية وصعبة"، وكذلك الحال مع موقع يوتيوب.

كيف تؤثر اليوجا على حياتنا؟ هل تجعلنا أفضل؟ هل تساعدنا في علاج بعض الأمراض؟ ما المعلومات الخاطئة عنها؟.. أسئلة كثيرة تُجيب عنها قنديل "الناس فاكرة إننا بنقعد مغمضين وخلاص"، فيما أن نشاط اليوجا يحتاج مثابرة ووقت "اليوجا تدريب العقل على إنه يصفى ويكون أكثر اتزانا". تُشبه قنديل التأمل، والذي هو جزء من اليوجا، بالزهد، لكنه ليس تحكما في الشهوات، بل السيطرة على ازدحام العقل بالأفكار وتفنيدها والتخلص وطرد السلبي منها، ما يُوفر الطاقة الذهنية المستنزفة ويجعل ممرات العقل أكثر اتساعا، التأمل هو التركيز على اللحظة الحالية فقط، ليس الماضي ولا المستقبل.

2

لم تتخيل قنديل يوما نفسها كمدافعة عن اليوجا أو مهتمة بها، إلى أن مرت بتجربة سيئة في حياتها منذ أربع سنوات "وقتها واحدة صاحبتي اقترحت عليا أتفرج على فيلم طعام وصلاة وحب". أخذ الفيلم بعقلها "حبيت جدا إن جوليا روبرتس سافرت تتعلم يوجا وقررت أجرب أعمل زيها". حصلت قنديل على بعض الدروس في مركز بالزمالك "لقيت نفسي بقرب أكتر من المجال"، ثم قررت الانضمام لكورس امتد لثلاثة أسابيع في مدينة دهب.

3

"لما روحت كنت خايفة عشان مفيش مصريين غيري والأوضة بتاعتي كانت بدائية جدا"، لكنها فوجئت بالتغيير خلال أيام قليلة "كنا بنردد كلام سوا وبنعمل جلسات تأمل طويلة قدام البحر".. كانت الشابة ما أن تنتهي من الجلسة حتى تنهمك في بكاء شديد "بس عياط مريح.. بيطلّع كل الطاقة السلبية اللي رحت بيها"، عقب انتهاء رحلة دهب "حسيت إني لازم أتعلم يوجا". توجهت الفتاة للهند "هناك اتعلمت أنواع مختلفة من التأمل بس مكانش على بالي إني أنقل اللي اتعلمته لحد".

بعدما عادت لمصر، اقترحت عليها المعلمة التي قابلتها في دهب أن تُعطي درسا لأحد المهتمين. خافت من التجربة "لكن هي قالتلي فكري في إنك هتنقلي حالة السلام اللي بتحسي بيها لغيرك وهتساعديه يتخلص من التوتر"، أحبّت قنديل الخطوة "ولقيتني واحدة بواحدة بدرّس اليوجا في أكتر من مركز"، ثم دشّنت صفحتها على موقع فيسبوك، إذ كانت قنديل تشرح للمتابعين خطوات جلسة التأمل ليقوموا بها منزليا "مش مهم الناس تيجي تحضر معايا.. الفكرة إنهم يتغيروا فعلا بسبب التأمل واليوجا"، لكن بعض المتابعين أراد جلسات حية يسير على خطاها، فأنشأت حساب باسمها على موقع "ساوند كلاود" وبثّت ما تُدرسه.

غُرفة مُغلقة، جلسة مُريحة، وموسيقى خفيفة، يسمع معها الشخص صوت قنديل ينساب من التسجيلات، تطلب منه إغماض العين، وتخيل مشاهد مُبهجة؛ حديقة متسعة، أشجار زاهية الخضرة، بحر شديد الزرقة ناعم الأمواج، قبل أن تبدأ الجلسة التي لا تستمر أكثر من 15 دقيقة "عشان متبقاش مرهقة على الناس".

يزداد التفاعل يوميا مع ما تقدمه قنديل، سواء من خلال المقاطع المصورة على الصفحة أو تسجيلات الموقع الصوتي "قبل رمضان بيومين حد بعتلي فانوس هدية عشان كان مبسوط من الحاجات اللي بقدمها"، فيما تذكر أحد الفتيات التي راسلتها على الصفحة، تستشيرها في مشكلة شخصية، فوجّهتها لبعض التمارين التي قد تخفف التوتر "ولقيتها بعد فترة بتكلمني وبتشكرني.. أد إيه كلامها حسسني إني بعمل حاجة كويسة"، ورغم أن المغزى الحقيقي لليوجا لم يصل للجميع، إلا أن قنديل لاحظت تطور جيد خلال الأربع سنوات في استيعاب ما تفعله.

4

تنشر قنديل تجربة التأمل واليوجا في ظل الضغوط الحياتية قدر استطاعتها، تضرب المثل بنفسها "انا كان عندي قولون عصبي شديد من زمان.. راح بعد ممارسة اليوجا والتأمل بانتظام"، تتمنّى الفتاة أن تُنشئ مجلة عربية تتناول كل شيء عن اليوجا، وحتى ذلك الحين لن تتوقف عن تقديم نصائحها وتدريباتها عبر الإنترنت والحصص المباشرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان