إعلان

في إفطار جماعي.. شمل أهالي دوما السورية يجتمع بعد غياب 6 سنوات

03:26 م الجمعة 23 يونيو 2017

إفطار جماعي

كتبت- شروق غنيم:

تجمع نحو ألف وخمسمائة مواطنًا لسوريًا حول مائدة إفطار جماعي في مدينة دوما السورية، هذا التقليد الذي حُرم منه أهالي المنطقة طيلة 6 سنوات ماضية بسبب قصف النظام السوري على الحيّ، حققته مؤسسة عدالة للإغاثة والتنمية لهم الأحد الماضي.

لأول مرة منذ عام 2011؛ استطاعت "عدالة" إقامة إفطار في شوارع المدينة السورية، فيقول مؤيد محيي الدين، مدير العلاقات العامة في المؤسسة لمصراوي، إن "عدالة" كانت تنظم إفطارًا للصائمين ولكن داخل الأقبية والمساجد لتفادي قصف الطائرات، وحفاظًا على أرواح الأهالي.

1

"استغلالًا للهدوء النسبي الحالي في المنطقة، حبينا نعمل الإفطار الجماعية بالهواء الطلق" يضيف محيي الدين أنه لمس اختلافًا كبيرًا بين تنظيم إفطار داخل الأقبية والأحياء، إذ أن الأخير تميز بإشاعة روح الفرحة على الأهالي وشعروا أن الشوارع ملك لهم، في حين الخاص بالأقبية "كان في نوع من الظلمة والكبت إننا مو قادرين ناكل بالشارع متل ما اتعودنا".

منذ تأسيس "عدالة" وضع فريق التكافل الاجتماعي هدفًا له "إننا لا ندعم الفقير أو المحتاج فقط ولكننا دعونا كل أطياف الحي على الفطار، حتى يصير نوع من التآلف بين طبقات المجتمع"، وهو الاختلاف الآخر الذي لاحظه محيي الدين في تنظيم الإفطار بالشوارع بدلًا من الأماكن المغلقة.

إقامة الولائم في الأحياء السورية تقليد متبع للأهالي "يشبه حفلات الزفاف". لا يمر الشهر الكريم دون التجمع سويًا في رحاب الشوارع المألوفة ودفء الأحباب، لذا حينما أعلنت المؤسسة عن تنظيم الإفطار الجماعي، رحّب به عدد كبير من الأهالي حتى وصلوا إلى أكثر من ألف شخصًا على غير المعتاد لإن "هالشئ بيذكرهم بأيام السلام وما قبل الحرب".

2

اتخاذ التدابير الأمنية كان الشاغل الأكبر لأعضاء المؤسسة، فمنذ بداية شهر رمضان وهم يرصدون الأجواء داخل الحي السوري للتأكد من أن الأمور هادئة لإقامة الفعالية، وفي المعتاد ينظم الفريق إفطارًا ولكن بتوصيله إلى منازل الأهالي أو في صالات كبيرة تحميهم من القصف، وذلك بالتعاون مع رؤساء الأحياء المختلفة.

صحن طبخ يكفي عائلة وجبات أرز باللحم أو البازلاء بالإضافة إلى الفواكه المختلفة مثل التمر والمشمش، هي الوجبة التي يقدمها الفريق للأهالي منذ بداية شهر رمضان في أماكن مختلفة في أنحاء سوريا، لكن اختيار "عدالة" لدوما تحديدًا من أجل إقامة الإفطار الجماعي لأنها من المناطق ذات الكثافة السكانية، كما أنها مرت بمعاناة ضخمة خلال الحرب الدائرة في سوريا، بحسب محيي الدين.

خلال الإفطار الجماعي؛ أكثر شئ أثر في مدير العلاقات العامة للمؤسسة هو الأطفال، إذ أنه اعتاد رؤيتهم مُصابين بأعراض الخوف الزائد، ويتجلى الخوف في وجوههم. لكن الأحد الماضي "كانت مناظر الفرح مسيطرة عليهم، وبييجي الولد هو ورفقاته ويقعد على السفرة ياكلوا سوا، كلها مشاهد تدعو للتفائل إننا نكمل في مشوار العمل الإنساني".

3

وتُعِد مؤسسة عدالة المؤسسة عام 2012 والتي تملك مكتبًا في الغوطة الشرقية وآخر بتركيا، لخطط أخرى من أجل عيد الفطر المُقبل مثل إقامة حفلات مُبهجة للأطفال حتى يشعرون بفرحة العيد "هاد أقل واجب نعمله تجاه بلدنا، ونسأل الله أن يعيد السلام علينا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان