لماذا يترك أحدهم السويد للعيش في دهب.. "لوتا" لديها الإجابة (فيديو)
كتب- محمد مهدي ومحمد زكريا:
ترجمة- هدى الشيمي:
فيديو- عمر جمال:
لا يحدث كل يوم، أن تتغير حياة شخص بغتة، حينما يجد نفسه سعيدًا في مكان ما، لكن هذا ما جرى مع "لوتا ايركسون"، سيدة سويدية قدمت إلى دهب عام 1999 برفقة زوجها وابنها لمشاهدة الدولفين وممارسة الغوص خلال إجازتهم السنوية، لم يكن في نيتها أي شيء سوى الهرب من الروتين، لكن حياتها لم تعد كما كانت بعد تلك الزيارة "أحببت دهب وأردت العيش بها" كما تقول السويدية.
بعد العودة إلى وطنها، باتت لوتا- التي تعمل كأخصائية اجتماعية- تُخطط دائمًا لقضاء العُطلات في المدينة الواقعة بجنوب سيناء "لم نسافر بعدها إلى مكان آخر، كنا نأتي هنا 5 مرات في العام" أرادت في كُل مرة الفرار من أسلوب الحياة بالسويد، الإيقاع السريع، الهرولة الدائمة وراء الوظائف والبحث الدائم عن النقود، وعدم وجود وقت حقيقي للراحة -وفق تعبيرها لمصراوي.
في كل جلسة، مع أصدقائها أو داخل العمل، تتحدث "لوتا" بشغف عن دهب "مكان هاديء يعم بالسلام" تروي لهم عشقها لرياضة الغوص الحُر، جَمال الشعب المرجانية في منطقة البلوهول، وحلمها بأن تنتقل للعيش هناك، لذلك حينما قررت تنفيذ الفكرة في 2003 لم يكن الأمر مفاجئًا للمقربين "الانتقال لم يكن صعبًا، فقط وجدنا مدرسة لابني قبل الاستقرار بالمكان".
من أين تبدأ "لوتا" في حياتها الجديدة؟ كان يشغلها السؤال قبل أن تلتقي بأحد ممارسي الغوص الحُر -الغوص في الأعماق دون أنبوبة أوكسجين- "وقعت في غرام تلك الرياضة" بعدها بقليل عملت في أحد مراكز الغوص، تعلمت الأمر وأجادته قبل أن تُنشيء أول مركز لهذه الرياضة في المدينة "لم يكن منتشر، كنت أشعر بسعادة للالتقاء بشخص آخر يمارس الرياضة نفسها".
"كل شيء على ما يرام" رد لوتا على أسئلة الأسرة والأصدقاء عن حياتها في دهب، تعيش في سعادة وهدوء، قبل أن تهتز المدينة بـ 3 تفجيرات إرهابية في أبريل 2006، قُتل على إثرهم 23 شخصًا من المصريين والأجانب وإصابة 62 آخريين "أسوء موقف مر عليّ في دهب".
على بُعد أمتار من الانفجارات كانت "لوتا" تجلس برفقة زوجها وابنها "كانت معجزة إننا لم نصاب بأذى" لم تهرب من المكان، علمت بإصابة عدد من أصدقائها، اتجهت إليهم، حاولت قدر الإمكان مساعدة المصابين، لم تصدق ما يدور في المدينة الجميلة "هذة تجربة لا يجب أن يمر بها أي شخص".
مرت الأيام الأليمة، عادت المدينة لبهائها، تتحرك لوتا في طرقاتها متأملة كيف تغلبت دهب على أثر الحادث وقسوته، باستمرار الحياة فيها، فيما يكبرّ مشروعها يومًا بعد يوم، يزداد الوافدون عليه، يبزغ اسمه وسط المراكز، ويُصبح قِبلة عشاق الغوص الحُر في العالم مع مرور الوقت.
تغيرت دهب خلال 14 عاما قضتهم لوتا هناك "الروح والناس لم يتغيرا لكن هناك المزيد من المباني والمشاريع بعضها جيد وبعضها ليس كذلك"، تقول لمصراوي من داخل مركز الغوص الخاص بها إنها لم تجد في 2004 سوى الرمال والسماء وحياة بسيطة للغاية "لذلك لا أريد مزيدا من التغيير وأرغب في الحفاظ على روح القرية".
لم تعد دهب الآن مغامرة محفوفة بألعاب القَدر، صارت حياة مستقرة للغواصة السويدية، تقضي يومها بين الغوص والتدريب والاسترخاء والاهتمام بأسرتها، ترغب في انتشار الغوص الحُر قَدر الإمكان "ومواصلة التطور في عملي"، تقف أمامها عقبة وحيدة تتمنى أن تنتهي خاصة بعد تواصلها مع عدد من المسؤولين "أن تعترف الحكومة بالغوص الحُر كرياضة رسمية لنستطيع الحصول على تراخيص رسمية للتدريب".
من حين إلى آخر، يرسل لها أحد الأصدقاء أسئلة عن طبيعة دهب، وعن كونها آمنة بالقدر الكافي، ترد لوتا في رسالة طويلة راوية ما جرى خلال ثورة يناير 2011 بعد غياب الشرطة "شعرت أني أعيش في أكثر الأماكن أمانًا على وجه الأرض" لأن البدويين أصحاب المكان لن يسمحوا بحدوث خطر لمدينتهم.
تُنهي رسالتها مؤكدة أنها حينما تسمع أخبار تحذيرات من المجيء إلى سيناء تعلم أن أصحابها ليس لديهم فكرة عما يتحدثون "هنا في دهب لا توجد جريمة، عنف، سرقة، أو اغتصاب النساء، يمكنك الخروج في الشوارع في منتصف الليل ومعك الكثير من المال، ولن يحدث لك شيء".
اقرأ ايضاً:
دهب تفتقد "ستيف".. مصراوي يتتبع خطى الغواص الأيرلندي الشجاع
بالفيديو- "سامي".. فنلندي عشق دهب واستقر على حماية شعابها المرجانية
بالفيديو- على شط دهب.. القهوة تخطف "مليجي" من القاهرة
استقال من عمله لحياة الترحال.. المهندس نبيل يحدثكم من "دهب" (فيديو)
فيديو قد يعجبك: