يا عشمانين في عربية رخيصة.. العرض "للكبار فقط"
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتبت- يسرا سلامة:
تصوير– محمود أبو ديبة:
أمام بوابة النادي المصري الممتد بالفسطاط، شمال شرق القاهرة، قدم "نادر قطب" من محافظة قنا، اليوم الثلاثاء، في يمينه يحمل كراسة الشروط، ثمنها 300 جنيه، وفي جيب جلبابه الرمادي مبلغ 10 آلاف جنيه، المبلغ التأميني لإثبات جدية شراء سيارة، في المزاد العلني لسيارات الجمارك، المقام ظهر اليوم، غير إن نادر لم يخرج سوى بالحسرة، وهو يقول "دي عربيات للحيتان وبس".
مزاد السيارات الذي أقيم اليوم أعلنت عنه الهيئة العامة للخدمات الحكومية التابعة لوزارة المالية، لعرض 97 سيارة للبيع من الجمارك، السيارات متاحة للعرض لمن يريد الدخول للمزاد، لكن دون تشغيل أو معاينة، فقط الاطلاع على السيارة من الخارج، بجانب المواصفات المعلنة في كراسة الشروط.
كان نادر يبحث عن سيارة لا تتعدى 100ألف جنيها، ليجد مع منتصف المزاد بيع السيارات بأسعار تتخطى ذلك الرقم، معتبرا أنها تجاوز سعر مثيلاتها في السوق، بحسب قوله، وكذلك بحسب آخرين حضروا المزاد لمصراوي، مما جعل البعض يضرب كفا بكف، متسائلين "لماذا يشتري مواطن سيارة من مزاد حكومي للسيارات المستعملة بأعلى من سعرها في السوق "فابريكا" أو جديدة؟".
في منتصف ظهر اليوم، تجمع عشرات المواطنين أمام بوابة النادي، الزحام الشديد بدا من بداية مصر القديمة، سيارات ومواطنين في المنطقة، التي شهدت قدوم الحالمين في الحصول على سيارة جديدة بسعر أقل من سعر السوق، الذي وصل لـ"شق الأنفس" للباحثين عن أربع عجلات تقيهم من شر المواصلات داخل شوارع المحروسة.
بزجاجة مياه وطبق "ترمس"، تغلبت "ريهام علي" وشقيقها ووالدتها على درجة الحرارة المرتفعة، انتظارا لسماح أمن النادي في الدخول إلى شادر المزاد "من قبل الجامعة وأنا نفسي أجيب عربية تساعدني"، تقول الفتاة، فيما تُفتح أبواب النادي فتدخل العائلة الصغيرة، أمام طابور ممتد لدفع المبلغ التأميني، بقيمة 10 آلاف جنيها، الشرط الأساسي للمزايدة على السيارة، ومن دونه لا يصلح "العطا" أثناء المزاد.
تشترط إدارة المزاد، التابعة لوزارة المالية أيضا دفع 300 جنيها لكراسة الشروط، و25 جنيها قيمة تذكرة دخول النادي؛ 325 جنيه لكل فرد دفعهم الجميع، سواء من حصل على سيارة، أو من خرج خالِ الوفاض من مزاد الحكومة.
كالدارس في محراب "المزاد"، حمل البعض كراسات الشروط، وفيها أرقام لأولوية السيارات أمامه، البعض يميل لنوع السيارة أو ماركتها، الآخر ينتظر لسماع الأسعار، القائمة من 97 سيارة حديثة لم تسمح إلا ببعض المواصفات لراغبيها، فتحت باب الأمل لـ"عبير حسن" الباحثة عن سيارة لها ولزوجها، الذي انخرط في طابور التأمين، وبقت هي خارج الشادر "العربيات غالية جدا في السوق"، تحلم ربة المنزل الأربعينية في سيارة لا تتخط مبلغ المائة ألف جنيها.
في الواحدة ظهرا، دخل غالبية الحضور إلى السرادق الذي يشهد إقامة المزاد، فيما بقى خارجه عدد من الحضور اتقاء للزحام، يسترقون السمع لما يعلنه ميكرفون المزاد، "شريفة محمد"، شابة تعمل في "كوول سنتر"، حضرت في صباح اليوم بصحبة شقيقها، من فيسبوك شاهدت أخبار المزاد، تحمست للذهاب كغالبية الحضور إلى مقر الجمارك في مطار القاهرة؛ إطلاعا على السيارات الممتدة هناك، لم تحدد كذلك نوعا معينا، فقط سيارة لا تتجاوز الـ90 ألف جنيها، تقول شريفة "الأسعار برة نار حتى لو مستعملة.. عندنا أمل نلاقي عربية بسعر أقل".
بدأ المزاد، أعلن المنادي عن شروطه، السجل الضريبي للشخص، وكذلك أن تكون السيارة للاستعمال الشخصي، لكن ذلك لم يمنع "أمجد النقلي" من قطع "ثلاث أربع الموجودين من التجار.. الأفراد اللي زي حالتنا قليل"، لم يحلم النقلي في شراء سيارة في هذا الجمع، لكنه اشتى كراسة الشروط "أنا أول مرة أشارك في مزاد، وجاي أخد فكرة، ولو عجبني أشارك في المزاد الجاي"، لذا لم يدفع الرجل الخمسيني المبلغ التأميني، لكنه قال مازحا "اللي ما يشتري يتفرج".
من السيارات الأعلى سعرا، وحتى الأقل، انطلق المزاد ساخنا تحت درجة حرارة ساخنة، لم تحضر السيارات إلى المشهد، فهى في الجمارك، لكنها داعبت أحلام الحاضرين. بدأ المزاد بالمرسيدس، الأغلى سعرا، وصولا إلى الميتسوبيتشي، اللانسر، الشيفروليه، الهوندا، ينادي المنادي على اسم السيارة، متبعا إياها "ها.. هنبدأ العطا منين؟"، ثم ينطلق من أعلى سعر في الصالة، وحتى ترتفع الأيدي لرقم أعلى فأعلى، بين رفعة يد وأخرى تسقط رغبة الأول في الحصول على سيارة.
سيارة "متسوبيشي باجيرو" هي ما وضعت عليه "سارة صابر" عينيها، الشقيق عبد الله كان يدفع المبلغ التأميني، الذي يتم استرداده في حاله خروج صاحب المبلغ بلا أي سيارة، وهى تتابع المزاد حتى تصل سيارتها المنشودة، لم تتح للسيدة الذهاب إلى المطار لمعاينة السيارة، لكن أحدهم أرسل لها صورا من المطار، مع المواصفات الواردة في كراسة الشروط عن كل سيارة "لو زادت عن 200 ألف مش هجيب"، تحسم صابر موقفها.
من يرسي عليه عطاء المزاد، يتوجه على الفور لدفع قيمة لا تقل عن 30% من ثمن السيارة، بالإضافة إلى ثمن التأمين، وذلك للحصول على عقد البيع الذي يفيد امتلاكه للسيارة، وإمضاء وصل أمانة إلتزاما بدفع باقي قيمة السيارة.
لم تعجب سارة بما رأته "عدم تنظيما" للحدث "أنا حضرت مزاد سيارات لشركات قبل كدة، وكان منظم ويستوعب العدد الكبير"، تقول صابر في الوقت الذي وقف عدد من الحضور حول الشادر، يسمعون الأسعار من الخارج، ومنهم توفيق خطاب، الذي جاء للحصول على سيارة للاستعمال الشخصي "أنا صاحب شركة وبدور على عربية أفضل"، يجد خطاب المزاد فرصة للباحثين عن سيارة مستوردة –أي بحالة جيدة- وفي نفس الوقت يقل سعرها عن سعر السوق، إلا أن ذلك لم يكن تماما ما حدث كما يرى توفيق وأقرانه.
"الناس خدت بومبة.. اللي رسيوا عليهم العطا بيشتروا ليه عربية أغلى من سعر السوق؟".. تقول ميرفت حكيم، الجالسة في الصفوف الأولى من المزاد، وتكتب بيها سعر كل سيارة، تفسر السيدة الخمسينية رأيها بأن جديد تلك السيارات بأسعار أقل، تتابع "هما ضحكوا على الناس بكراسات شروط ولموا فلوس عشان أسعار أغلي؟"، يستكمل أحد الحضور حديثها "الفولكس فاجن توصل لـ630 ألف جنيه وهى موديل 2008؟ والهونداي مونتانا موديل 2007 بـ212 ألف جنيه؟، ليه؟، ومين بيولع في أسعار المزاد ولصالح مين؟".
يلتقط عاشور السيد، القادم من قنا، طرف الحديث "الجيلي الصيني اللي جديدها آخره بـ80 ألف جنيه.. ترسى على 210 جنيه؟ وعربية سعرها 80 ألف جنيه يوصل سعرها لـ111 ألف جنيه؟ .. الناس ما تعرفش سعر السوق ولا إيه؟"، تسأل السيد، وانتقد وجود شرط في كراسة الشروط "الشرط 15 بيقول إنه من حق اللجنة تلغي أي عطا بدون أسباب، طب هل دي شفافية؟". يقول "بدر عبد الله" بغضب عقب خروجه من المزاد "الناس اللي جوا دي شكلها بتغسل أموال، العربيات تجاوز سعرها 150%.. ولأكثر من عربية.. ده مش عرض وطلب زي أي مزاد"، بحسب قوله، يتابع بدر، العامل في مجال الشبكات "فيه ناس جاية عندها أمل يلاقوا حاجة رخيصة زي حالاتي.. وفيه ناس جاية تتفسح، وفيه ناس جاية تغسل فلوسها".
لم يحصل بدر وكذلك رفيقه هشام على أي سيارة، يقول هشام "مش حابب أتكلم.. بس إحنا خدنا مقلب" ينتقد الصديق كراسة الشروط المبالغ ثمنه، بحسب قوله، متابعا "لو عشان إثبات الجدية ممكن الكراسة 50 جنيه بدل 300". انسحب الشابان مع مجموعة من المغادرين قبل نهاية المزاد، بعد سماع أسعار باهظة تتجاوز أسعار السيارات في السوق.
توضح الصور التالية أسعار السيارات في سعرها النهائي في المزاد.
اقرأ أيضا:
المزاد العلني لبيع 97 سيارة.. والأمن يمنع بعض المشاركين من الدخول
كيف تحصل على سيارة في "مزاد الثلاثاء" بجمارك القاهرة؟
فيديو قد يعجبك: