إيناس عبدالدايم.. حياة عازفة بين المنصب وُحب الفن
كتبت - دعاء الفولي:
على المسرح، لا يعرف المستمع منصب السيدة التي تُمسك آلة الفلوت، هي فقط عازفة ماهرة، تنساب الأنغام من بين يديها بمهارة بالغة، تساعدها الآلات المحيطة، فتأسر المجموعة قلوب الموجودين، فيما يكسو الرضا ملامح إيناس عبدالدايم، التي أصبحت اليوم وزيرة الثقافة، لتكون أول سيدة تتقلد المنصب.
كانت الفلوت هي صديقة عبدالدايم طوال مشوارها الفنّي؛ بدأت دراستها في سن مُبكرة بمعهد الكونسرفتوار بالقاهرة، قبل أن تُكلل جهودها بالتعيين كمعيدة بقسم الفلوت عام 1982، ثم الحصول على منحة دراسية عام 1983 في فرنسا، لتنال في النهاية الماجستير ثم الدكتوراه من المدرسة العليا للفن في باريس.
تزامنًا مع حُبها للفن، كانت المناصب تُلاحق عبدالدايم؛ فقد اُختيرت مديرا لأوركسترا القاهرة السيمفوني عام 2003، قبل أن تشغل في السنة التالية رئيسًا لمعهد الكونسرفتوار الذي درست فيه منذ صغرها، لكن رغم ذلك، لم تغفل وزيرة الثقافة آلة الفلوت؛ إذ أسست أول فصل دراسي لتعليم الآلة للأطفال من خلال مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية عام 1999.
من الآلة المُحببة، انطلقت عبدالدايم لشتى أنحاء العالم؛ بدءًا من مناطق مختلفة داخل فرنسا؛ نيس، كان، مارسيليا، مايان، فضلا عن عدة حفلات مع أوركسترا اليونسكو الدولي بباريس، فيما عزفت بدول كثيرة؛ منها إيطاليا، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا، النمسا، بلجيكا، هولندا، المغرب، تونس، الإمارات، اليونان، سوريا، عُمان، سويسرا. وشاركت في العديد من البرامج الإذاعية الأوروبية من أهمها في Radio France بباريس.
تفخر عبدالدايم بفنّها، وتكرر في الحوارات الصحفية أنها تهرب من العمل الإداري للفلوت، وتعرف أن الفنان لا ينفصل عن آلته حتى إن غاب عنها بسبب كثرة المشاغل، وهو ما حافظت عليه عقب حصولها على مزيد من المناصب؛ بين عضوية المجلس الأعلى للثقافة، مجلس إدارة الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية، المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، وأخيرًا رئاسة دار الأوبرا المصرية منذ عام 2013.
فيديو قد يعجبك: