"القراءة السهلة".. كيف اهتمّت مكتبة الإسكندرية بخريجي فصول محو الأمية؟
كتبت- شروق غنيم:
مع أول أكتوبر الحالي خرج مجهود عامين إلى النور، مشروع "القراءة السهلة" ظّل في عقل منار بدر، كيف تساعد خريجي فصول محو الأمية وكبار السن من حديثي التعلم للدخول إلى مكتبة عامة، أن يكون لهم مكانًا بين القُراء في المكتبة دون أن "يتخضّوا" أو يتعثروا في إيجاد كتاب ملائم لهم.
تحكي منار بدر، القائمة على الفكرة وكبير المكتبيين بقطاع المكتبات داخل مكتبة الإسكندرية، أنها فكرت في الفئات التي لا تخطو أقدامها المكتبة، فكان قسم "القراءة السهلة" لخريجي محو الأمية كبار السن من حديثي التعلم "عشان يبقى في علاقة بينهم والكتب، حتى الكبار اللي بيستخدمو القراية في حاجات بسيطة يرجعوا يقروا عشان مينسوش". تقول لمصراوي.
خصصت قسمًا في مكتبة الإسكندرية لهم، ثلاثة أرفف تحمل حاليًا كتب بسيطة المحتوى وتعرض المعلومات بشكل مباشر وواضح، وصل عددهم حتى الآن ثمانين كتابًا، فيما تأمل صاحبة الفكرة أن يتضاعف عدد الكتب، إلا أن تحقق ذلك ليس سهلًا.
حين بدأت بدر في تنفيذ فكرتها واجهتها صعوبات في إيجاد كتب ملائمة "مفيش ناشرين مختهمين بوجود كتب بسيطة لكبار السن أو أصحاب محو الأمية، الكتب البسيطة للأطفال بس". اعترت رحلة القائمة على القسم حاليًا صعوبات، أجرت أكثر من جولة على معارض الكتب "لحد ما لقيت كتب تنفع، بس على المدى الطويل الطريقة دي مش عملية ولا مُنجزة".
تضع بدر أملها في أن يهتّم الناشرين حتى ولو بسلسلة واحدة من الكتب لفئة خريجي فصول محو الأمية وكبار السن، سواء بالمحتوى الغني مع بساطته أو طريقة إخراج الكتب "زي إن الخط يكون كبير وواضح والكلام مُشكّل"، تتمنى ذلك من أجل أن يتسّع المشروع ويخدم أكبر عدد من الفئة.
تتنوع الكتب المتراصة على الأرفف بين ثلاثة مستويات، الأول كتب تحتوي على سطرين فقط في الصفحة بينما شُكِلت كافة حروفها "أنا اللي شكلتها بإيدي عشان ده مش متاح ولا موجود"، ومع المستوى الثاني تزداد الكتابة بينما تأخذ الصور الملونة مكانها، أما المستوى الثالث فلا تزيد عدد صفحات الكتاب عن المائة.
محتوى الكتب أكثر ما شغل عقل بدر، أرادت تقديم محتوى ثري دون أن يكون "مكلكع"، وفي خمسة محاور استطاعت أن تفعل ذلك؛ كتب تعني بالقضايا الصحية والمجتمعية، أخرى تعلم مهارات تُمكن من بناء أفكار لمشروعات صغيرة مثل "التريكو" أو الحاسب الآلي، وثالثة تطوف بهم في التاريخ المصري والتراث، ورابعة تعرض حضارات العالم المختلفة، وأخيرًا الكتب التي تقدم معلومات عامة في مجالات معرفية.
لم تقف خطوات كبيرة المكتبيين عند هذا الحد، أرادت أن يعبر المشروع إلى أصحابه المستهدفين، فتواصلت مع جمعيات محو الأمية تحكي لهم عن الفكرة بشغف، تحثهم على تنظيم أفواج لزيارة المكان والاستفادة من "القراءة السهلة"، فيما خصصت صفحة مستقلة للقسم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
تمتلئ بدر حماسًا إزاء القسم الجديد، تنتظر رؤيته ممتلئًا بأصحابه المستهدفين، أعدّت أنشطة للقراءة من أجلهم "مش بس إنهم ييجو ياخدو كتاب ويقرأو"، فيما تأمل أن تتخطى الفكرة مكتبة الإسكندرية وتصل إلى مكتبات عامة في شتى محافظات مصر، حتى تكون القراءة بالفعل للجميع.
فيديو قد يعجبك: