بالصور- كيف احتفل زائرو معبد أبو سمبل بتعامد الشمس؟
كتبت-دعاء الفولي ورنا الجميعي:
تصوير-كريم أحمد
لم تكن ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، بمعبد أبو سمبل، مُجرد حدث عبقري في دنيا الفراعنة، بل احتفالية ضخمة أساسُها زوّار المعبد، من تحمّلوا مشقة السفر لأسوان ومنها إلى مدينة أبو سمبل، والتي تبعد مسافة تصل لأكثر من مئتين كيلومتر، يتخذونها كرحلة تمتلأ بالبهجة، والطعام المُعدّ لليلة طويلة، وهناك من عبر القارات ليرى الحدث الكبير.
بشكل منظم توزع حراس المعبد، بعضهم نزح من الصعيد ليعمل في أبو سمبل وآخرون ولدوا في المكان، كانت وظيفتهم تقتضي مساعدة الناس على الدخول والخروج، وفض أي اشتباك محتمل بين الموجودين. كان سمتهم العام اللطف، لكن ذلك لم يمنع بعض الحدّة تجاه الأطفال الذين يضايقون السائحين.
السادسة إلا خمس دقائق بالتمام تعامدت الشمس على وجه رمسيس، وتمثال الإله آمون رع إله طيبة، فيما لم تقرب تمثال بيتاح وهو إله الظلام في الحضارة المصرية القديمة.
أمام التماثيل مر الناس سريعا، الزحام الشديد لم يكن يسمح بأكثر من إلقاء نظرة، كانت الظاهرة تحدث يومي 21 أكتوبر و 21 فبراير سنويا، ولكن بعد نقل المعبد من موقعه القديم للموقع الحالي، ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الحادثة تتكرر يومي ٢٢ أكتوبر و٢٢ فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متر غربا وبارتفاع 60 مترا، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس، وتقطع 60 مترا أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس.
رغم تعليمات الأمن بالإسراع لأن هناك طوابير تنتظر رؤية الظاهرة التي لا تتعدّ مدتها العشرين دقيقة، تتلكأ في الوقوف لتلتقط صورة تحفظ هذا الزمن.
النقوشات الموجودة داخل المعبد كانت كثيرة، بعضها مُحيت ألوانه بسبب مرور الزمن، فيما بقيت بعضها بارزة، يمرر السائحون والزائرون يدهم عليها فتبتسم ثغورهم، كأنهم لمسوا التاريخ للتو.
فتاة أسوانية بعيون كحيلة جاءت لتمدّ وصلًا مع الأجداد.
تكبّد عناء الطريق، وجاء خصيصًا من مركز نصر النوبة، ارتدى حُلة بهية تليق بالحدث.
قدم برفقة أصدقائه مُرتديًا زي أشبه بالفنانين، يلفت الانتباه إليه عبر الجيتار المصنوع له خصيصًا من الخشب، يتبختر به مُختالًا بنفسه.
لم ترغب في القُدوم بمفردها، جاءت برفقة أطفالها الصغار، يُشاهدوا حدثًا ربما لن يروه مرة أخرى.
لا ينتهِ اليوم برؤية الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني فقط، هناك جزء آخر من المعبد في انتظار مُشاهدته.
الاحتفال بالظاهرة لم يكن في الداخل فقط، حول المعبد العريق كان الزائرون يلتقطون الصور أمام بحيرة ناصر الساحرة، درجة الحرارة لم ترتفع بعد، ما جعل البعض يجلسون بجانب سورها دون مظلة، فيما انشغل البقية بمشاهدة بقية أجزاء المتحف.
الرُفقة مهمة، كذلك التقاط الصور لهذه الصُحبة مهمة لجمع الذكريات.
فيديو قد يعجبك: