بالصور- في قرية تونس.. كيف عبر أصحاب الأيادي الصغيرة عن حبهم للفن؟
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
كتبت- شروق غنيم ودعاء الفولي:
تصوير- محمود بكار:
مع اقتراب مهرجان الخزف والفخار، يدب الحماس في نفس صغار قرية تونس بالفيوم، يجمعهم المتطوعون داخل خيمة كبيرة، يتيحون لهم فرصة تعلم أشياء جديدة، بين الرسم، إعادة التدوير، فن الأوريجامي وفنون أخرى.
على طاولة الأعمال اليدوية جلس عبدالرحمن فؤاد ابن الثلاثة عشر ربيعًا، ما إن انتهى من يومه المدرسي هرول إلى القرية، يتنقل فيها حتى أبصر ركن الأطفال "اتبسطت قوي إني عرفت اعمل حظاظة ورسمت، الحاجات دي مش عندي في البيت".
حول معصمه أحكم فؤاد رباط "الحظاظة"، اختار خيوطها باللون الأحمر، فيما التف اللون البنفسجي على يد عبدالرحمن غانم "معنديش اللون ده في اللبس عشان كدة نقيته من بين كل الخيط" يحكي صاحب الاثني عشر عامًا.
لم تهدأ حركة غانم منذ وطأت قدماه ركن الأطفال، تحول بين أكثر من ورشة. على طاولة الرسم استخدم اللونين الأخضر والأصفر لرسم شجرة وشمس "دول اللي أعرفهم، بشوفهم في طريقي كل يوم وأنا رايح المدرسة" يحكي ابن الفيوم.
نصبت مؤسسة ألوان لأول مرة خيمة مخصصة للأطفال داخل المهرجان، بداخلها توزعت أربع ورش عمل مختلفة، بين الرسم والأورجامي وأعمال يدوية، وصناعة عرائس ماريونت "كان تحدي كبير بالنسبة لنا نعلم الأطفال أساسيات في وقت قليل" يحكي عمرو عادل مدرب ورشة الخيط داخل المؤسسة.
ذلك العام هو الأول لياسمين ناصف في مهرجان تونس. أتت برفقة صديقتين وتطوعن لتعليم الصغار مبادئ الرسم وإعادة التدوير، تمتلك الثلاث فتيات ورشة في القاهرة لتعليم الصغار، لم يدرسن الفن جميعا، إذ تخرجت ياسمين في قسم علم النفس بكلية الآداب "عشان كده بحب اتعامل مع الأطفال".
ببهجة أمسك الصغار فرشاة الرسم، كل يسكب خيالاته على الورق، فيما انزوى أحمد سعيد في ركن، التقط ورقة بيضاء وألوان السماء، ثم خطت يداه شكل القلب فيما كتب اسم شقيقته الراحلة، لم يجرب صاحب الاثنى عشر عامًا الرسم من قبل، لكنه فعل ذلك من أجل آية.
حين أمسك بالألوان لم يتذكر سوى الحادث الذي مر به هو وشقيقته التوأم، صعدت روح الفتاة إلى بارئها، وترك أثره على قدم أحمد "بس بقيت أعرف أمشي شوية"، وجدت أسرته في المهرجان متنفسًا للصغير حتى يبعد عن الأجواء الصعبة التي تخيم على المنزل "مبعرفش ارسم بس لما شوفت الألوان مفكرتش غير في أختي، ولو اتعلمت الرسم هرسم شكلها".
أكثر من ٢٤٠ طفلًا وفدوا على ركن المؤسسة، لم يكن سهلًا بالنسبة للمدربين التعامل مع هذا السن "تحدي كبير إنك تعلم طفل حاجة في وقت قليل"، قرابة العشر دقائق تستغرق كل مجموعة من الأظفال في الورشة الواحدة "في حين الكبار بيحتاجوا ٣ ساعات عشان يتعلمو الحاجة".
تفاوتت الأعمار من سن السادسة فما يليها، خبرة جديدة يكتسبها الفريق "كنا حذرين في التعامل خصوصًا استخدامهم لأدوات زي المقص، مقدرناش نسمح للأعمار الصغيرة بده"، في كل ورشة حين ينتهي الطفل من صنع شيئًا يأخذه معه في نهاية اليوم، حسب قول مدرب ورشة الخيط.
أكثر من ١٠٠ طفل جاءوا لورشة ياسمين، جلست بينهم تلقنهم بابتسامة، تضع بالتة الألوان بين مجموعة ليتعاونوا سويًا. "مبعرفش ارسم بس قلت اكتب اسمي"، يحكي خالد محمود صاحب الثماني سنوات، جاء مع أصدقائه من قرية أخرى "بس قابلت سياح وناس جديدة وده بسطني".
على مدار الثلاثة أيام من المهرجان يفتح ركن مؤسسة ألوان أبوابه لجميع الأطفال. لا ينسى مدرب ورشة الخيوط فتاة حضرت في أول يوم رغم ما مر به من أطفال "هي من الصم والبكم، كنت مبسوط إننا قادرين نتواصل ونعلمها وفي نهاية اليوم عملت حظاظة ولبستها وهي مروحها، كانت مبسوطة جدًا وده بالنسبة لي هو نجاح الفكرة".
القيم جزء مما تحاول ياسمين زراعته في الأطفال "بنقولهم ان محدش يسيب مكانه من غير نضافة، وإن الطابور مهم عشان النظام، وأننا لازم نستأذن قبل ما ناخد أدوات بعض"، يستجيب الصغار سريعًا، حتى عندما تحدثهم عن القمامة "إن الزبالة دي كنز بس إحنا مش عارفين نستغله"، حيث تركز الورشة على صُنع أجندات ورقية من المخلفات، بينما تنوي ياسمين إحضار قطعة قماش ضخمة في اليوم الأخير للمهرجان ليرسم الأولاد عليها.
صدفة بحتة جمعت أسماء عمر بالخيمة، كانت صاحبة الثلاثة عشر عامًا تمر حين لفت نظرها طابور الأطفال الطويل "لما سألت وعرفت إن فيه رسم جريت سبت حاجاتي في البيت ورجعت"، كان الرسم الذي أنجزته الفتاة بسيطًا، لكنها تأمل أن تصبح رسامة يومًا ما وأن تعلم الأطفال كما يفعل المتطوعون.
فيديو قد يعجبك: