مواهب ليس لها صوت.. قصة ورشة تمثيل للصم والبكم
كتب- محمد مهدي:
بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، اهتم "أحمد مبارك" بعمل ورش لتعليم التمثيل، أولها للمتقدمين من أجل الالتحاق بالمعهد، دون مقابل، قبل أن تُصبح مهنته تدريب الفنانين في عدد من الأعمال الفنية، لكنه مؤخرًا قرر إقامة ورشة مجانية للصم والبكم "حسيت إن عندهم قدرات كبيرة محتاجة بس للتدريب" وفق مبارك.
تحمس خريج قسم تمثيل وإخراج للفكرة، تحدث عنها للمقربين "قالولي ممكن جمعية رسالة تساعد لأن عندها عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبُكم)" على الفور تواصل الشاب العشريني مع الجمعية التي دعته لزيارة المكان وعمل مقابلات لاختيار أفراد الورشة.
لأنه كان يريد إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الصم والبُكم "بلغتهم إني هأعلن على الفيسبوك عشان لو حد تاني عايز يجي" قوبل اقتراحه بالموافقة، وبعد أيام كان يجلس داخل أحد فروع الجمعية، يلتقي نحو 50 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة. كانت تجربة صعبة لكنها ممتعة.
اعتمد "مبارك" خلال المقابلات على 3 مترجمين للإشارة لنقل حديثه إلى أصحاب الصُم والبُكم "الناس كانت متفاعلة ومتحمسة"، حاول اختبار المتقدمين إلى الورشة بطرق بسيطة أهمها التعبير الجسدي "كنت بقولهم عايزكم تعبروا عن الحالة اللي هأقولكم عليها بجسمكم أو وشوشكم بس".
عدد من المتقدمين إلى الورشة لاقى قبولًا لدى "مبارك" من بينهم شقيق فتاة جاءت من أجل تعلم التمثيل "لقيته بيعبر بشكل كويس، فطلبت أقعد معاه وحبيت موهبته جدًا"، وفي نهاية اليوم الطويل وقع اختياره على 10 أشخاص.
مايزال هناك مقابلات أخرى سيجريها "مبارك" خلال الأيام القادمة "عايز أجمع عدد مناسب عشان أقدر أفيد أكبر قدر ممكن"، في الوقت نفسه يُجهز الشاب العشريني نفسه بالتدريب من أجل تقديمه للورشة بصورة جيدة "لأن التعامل معاهم محتاج طبيعة خاصة".
ينوي خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، اقتصار الورشة على التعبير الجسدي والتمثيل الصامت، وعرض عدد من أفلام الرسوم المتحركة والصامتة للمتدربين، وجاري التواصل مع مؤسسات عدة من أجل إتاحة مكان أو مسرح لأعمال التدريب.
الورشة لن تقتصر فقط على تعليم أصحاب الصم والبُكم، يرغب "مبارك" في إتمام التدريبات على الوجه الأكمل، ثم العمل على عرض فني يتم تقديمه كنتاج إلى الورشة "وتبقى بداية جيدة لورش تانية للمواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة".
فيديو قد يعجبك: