بالفيديو- فريق "آل نادي" يُقدم لكم: "البهجة عن طريق الإنشاد"
كتبت-رنا الجميعي:
وسط الخلاء استعدّ سبعة مُنشدين للغناء بابتسامات واسعة، مزجوا بين عدّة أناشيد قريبة للقلب، "ايه العمل يا أحمد"، "لاجل النبي"، "النبي غالي وبلاده بعيد"، و"عليك سلام الله"، حاز "الميدلي" على مُشاهدات عديدة على موقع الفيسبوك، روعة الأصوات أحببت روّاد الموقع في مديح النبي، من بين المُنشدين وقف شقيقا عائلة نادي اللذان أنشآ فرقة للإنشاد منذ عامين.
في ديسمبر الماضي ارتدى بهاء الدين نادي جلباب صعيدي، كذلك فعل شقيقه يحيى، ليستعد الاثنان برفقة خمسة مُنشدين آخرين للغناء في أسيوط، يقول بهاء الدين إن الفكرة جاءت أثناء زيارتهم لصديقهم الصعيدي، يحكي المُنشد أن صديقهم ألّح في رؤيتهم أكثر من مرة خلال إحدى إجازاته من الجيش "وكنا مستبعدين المسافة"، غير أنهم عدّلوا رأيهم "وبسبب اللي بيحصل في سينا قلقنا عليه، وحبينا نشوفه".
حُب الإنشاد جمّع السبعة أصدقاء، وخلال اليومين الذين قضوهم بأسيوط فكّروا في تصوير الفيديو القصير "قررنا نعمل ميدلي إنشاد ونلبس صعيدي".
سعد بهاء بردود الأفعال حول الفيديو كثيرًا، ملكه حُب الإنشاد منذ صغره، انتبهت له الإخصائية الاجتماعية خلال مرحلة تعليمه الثانوية بالمنوفية "والدي خطيب كنت متعلم تلاوة القرآن، لاحظت صوتي وحفزتني أبتدي انشاد"، لم يعلم بهاء عن الانشاد من قبل، دفعته المعلمة إلى الطريق الذي سار فيه على مدار 14 سنة "ابتديت أحفظ اسّمع كتير"، يتذكر بهاء أن أول نشيد غناه كان "يا أمتي".
مع ذهاب بهاء إلى الجامعة، حيث درس آداب اعلام ببنها، فتّش عن نشاط يهتم بالإنشاد، لكنه لم يجد، "ملقتش غير موسيقى وكورال"، كان دافع بهاء لإتقان الإنشاد أقوى، حيث تدرّب داخل فريق الموسيقى لمدة عام كتمرين، وضع بهاء هدفه أمامه "عايز الناس تسمع فن راقي".
خلال تلك الفترة دعّمته الأسرة "كانوا حابين الموضوع وادوني فرصة لو هتأخر وقت الحفلات"، عُرف بهاء وسط زملائه الجامعيين كمنشد، وكانت أولى الحفلات التي انضم لها بمناسبة يوم اليتيم، التي تتبع إدارة الجامعة، يتذكر أنها كانت البداية بالنسبة له "كانت فرصة أنشد أدام جمهور كبير"، لم يهاب الشاب الموقف "اتعلمت أخطب أدام الناس من وأنا عندي تسع سنين"، لم يكن صعود المسرح مُشكلة بالنسبة لإيهاب "أول أنشودة غنتها يا نبي صلوا عليه".
قبل إنشاء مشروعه الخاص انضم بهاء لعدد من الفرق، التي مثّلت تجربة مهمة في تشكيل خبرته، إلا أن من أهم ما خاضه هي اشتراكه في مسابقة "صوتك واصل" عام 2010، التي أذيعت على قناة فور شباب، حيث سافر الشاب إلى الأردن، وقابل المُنشدين الكبار الذي كان يسمع لهم صغيرًا "زي يحيى حوا وعدنان الحلاق".
السفر إلى الأردن كانت فُرصة مناسبة لبهاء، حيث قضى خمسة أعوام بين مصر والأردن "اشتغلت في فرقتين هناك"، اختبر بهاء كثيرًا لاشتراكه بفرق أردنية، حيث يوجد هناك فارق بين الإنشاد في مصر والبلد الشقيق "الإنشاد في الأردن له أولوية"، على الرغم من اقتناع بهاء أن مصر لها مدارس قديمة وأصيلة في مجال الإنشاد "بس احنا مطورناش نفسنا".
كُل ما مر به بهاء كان تمهيدًا لإنشائه فرقته الخاصة، منذ عامين تعاون بهاء مع شقيقه الأصغر الذي نشأ على نفس الشاكلة، وأنشآ معًا فرقة "آل نادي للإنشاد الديني"، التي تتكون من خمسة أعضاء بالإضافة لهما، مع الوقت اشتهرت الفرقة، وشاركوا في العديد من الأفراح الإسلامية، وحفلات التخرج بمختلف المحافظات.
بخلاف الفرقة الخاصة، كانت مظلّة الأحلام الخاصة ببهاء تكبر تدريجيًا، منها إنشاء فرقة إنشاد داخل جامعة بنها، التي درس فيها، "سنة 2013 عرضت على الإدارة يبقى فيه فرقة إنشاد"، ألحّ بهاء كثيرًا حتى تمكن في النهاية من استحداث الفرقة، وصار مُدربًا لها.
يحفظ بهاء ويحيى حوالي 200 نشيد، لكنهما لا يُغنيا سوى ثلاثين، يختارا الأشهر والأحب للجمهور من بينهم، حتى الآن لا يوجد للفرقة إنتاج خاص، فكل الأناشيد تعود للتراث "زي النبي صلوا عليه، والمسك فاح، وايه العمل يا أحمد"، ولا يغني الفريق أية نشيد في مديح النبي، هناك بعض التحفظات، حيث يرى بهاء "أحيانًا فيه ألفاظ بتكون أخطاء عقائدية زي مدد يا رسول الله، المدد من الله وحده"، فيقوم الشابان بـ"فلترة" الكلمات.
للفرقة صفحتها الخاصة، حيث يظهر بهاء ويحيى في عدد من الفيديوهات، يمتازا بابتسامتهما الواسعة، التي تُحبب جمهورهما من رواد الصفحة "الناس شايفين إن طريقتنا مبهجة، وبيتفاعلوا معانا"، وهي نفس الطريقة التي يُنشد بها الشقيقان خلال حفلاتهما.
على مدار سنوات يرى بهاء أن مجال الإنشاد تحسّن في مصر، لاحظ أن جمهوره أصبح أغلبه من الشباب، هو ما يُسعده كثيرًا، ومع جودة حال الإنشاد، والأحلام التي تكبر، يصل بهاء إلى خُطوة الإنتاج الشخصي "بتفق مع شعراء عشان نعمل ألبوم لنفسنا، وهنعمل فيديو قبل رمضان".
فيديو قد يعجبك: