حكاية نسخة أخرى لـ"وصف مصر" داخل المعهد الفرنسي (صور)
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
كتبت-دعاء الفولي ورنا الجميعي:
تصوير: علاء أحمد
هو أول ما شاهده العالم عن مصر عبر كتاب، حياة كاملة نقلها عُلماء فرنسيون، عبروا عنها من خلال رسومات وكلمات، عاشوا سنين بمصر ليتمكنوا من رصدها، ومع نهاية مشروعهم نقلوا ذلك كله عبر كتاب أسموه "وصف مصر".
"وصف مصر" مرجع مهم للباحثين، يرصد عبر عديد من المجلدات الحياة المصرية خلال الفترة التي قضاها علماء فرنسا في الدراسة خلال سنوات الحملة الفرنسية، التي استمرت منذ عام 1798 حتى عام 1801.
لازال الفرنسيون حتى الآن يتفاخرون به، وفي يوم البعثات الأثرية، الموافق التاسع من مايو، أتيحت الفرصة لرؤية النسخة المُستقرة بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والموجودة منذ إنشائه عام 1880، وتقول مديرة المكتبة "آنيس ماكوين" إن وصف مصر يُوجد منه ألف نسخة أصلية فقط، وحينما أصبح بونابرت امبراطورًا، كان يعتبره هديته المفضلة، وقد اشترت الحكومة الفرنسية نسخة منه وأهدتها إلى المعهد.
تحكي المديرة عن كيفية كتابة ذلك المشروع، حيث صاحب الحملة حوالي 150 عالم كانت مهمتهم هي توثيق الحياة المصرية أثناء وجودهم، عبر كتابة تعليقاتهم ورسم كل ما يُشاهدوه، وحين عاد العلماء إلى فرنسا بعد انتهاء الحملة، استمر العمل على "وصف مصر" منذ عام 1809 حتى عام 1822، وتُضيف المديرة أن إعداد الكتاب استغرق وقتا طويلا بسبب الرسومات، حيث يحتوي على مُجلدات كاملة عبارة عن رسومات لكل ما يتعلق بالحياة المصرية من عادات وتقاليد وحيوانات وطيور وآثار ومعابد.
استغرقت الرسومات وقتًا طويلًا في ذلك الوقت من القرن التاسع عشر، حيث كانت عملية الطباعة أمرًا صعبًا. تم تلوين الرسومات وحفرها على ألواح نحاس، فيما كان ورق الكتاب مصنوع من القماش، مما تمكّن من صيانته حتى الآن، ولم تُصب النسخة الموجودة بالمعهد سوى بضرر بسيط مثل تآكل حوافها، بينما لازالت الرسومات تحتفظ بكامل تفاصيلها المُبهرة، وتقول عنها المديرة إنها لم تكن رسومات عادية بل علمية لها مقاسات معينة تم العمل عليها.
ينقسم وصف مصر إلى ثلاثة أجزاء؛ الأول هو الآثار والمعابد، الثاني هو الحياة اليومية من حياة الفلاحين والمدن والعادات والتقاليد، والثالثة هي التاريخ الطبيعي من نباتات وحيوانات، يُذكر أن الرسومات تتفاوت بين الألوان والأبيض والأسود، كما أن وصف مصر لا يقتصر على الرسومات، وهي عبارة عن 13 مجلد، بل يوجد أيضًا نصوص مكتوبة في عدد آخر من المجلدات تحكي أيضًا عن مصر.
لا يُتاح كتاب وصف مصر للجمهور العادي لرؤيته بالمعهد، حيث يتم الحفاظ عليه جيدًا، ويستلزم لرؤيته تواجد مسئول المكتبة، وارتدائه لقفازات يُقلّب بها صفحات الكتاب، فيما يُتاح الكتاب إلكترونيًا كما تذكر "آنيس ماكوين"، حيث يتوفر على موقع مكتبة فرنسا الوطنية.
ولأن الكتاب مطبوع بشكل جيد، كما كانت أوراقه من القماش، فلم يحتاج لأي نوع من الصيانة عبر تلك السنوات التي تتجاوز المئة، حيث تستقر داخل دولابين تحميهما من التراب فقط، غير أن المعهد ينوي تأسيس مبنى جديد يتبع المكتبة، سيتم الاحتفاظ بالكتاب فيه مع العناية به بشكل أكبر.
تُعتبر النسخة الأصلية لكتاب "وصف مصر" من المجموعة النادرة التي تمتلكها مكتبة المعهد الفرنسي، ويُذكر أن المكتبة تضم 90 ألف كتاب، أكثرها ضمن مجال علم المصريات باعتباره الأهم لباحثي المعهد، وعلوم أخرى متعددة، كما تنقسم المكتبة إلى صالات، بحسب كل مجال بحثي، كما يوجد قسم للدراسات القبطية، والفترة الرومانية بمصر وتاريخ مصر الحديث.
فيديو قد يعجبك: