حكاية رضوان سعيد.. إفراج رئاسي والحال: "مش باقي مني غير شوية سجاير"
كتب -صابر المحلاوي:
تصوير -فريد قطب:
"هوا الحرية له طعم تاني"، نطق بها رضوان سعيد، 41 سنة، مع أول خطوة يخطوها خارج أسوار السجن منذ نحو ثلاث سنوات. كان سعيد ضمن 331 شخصا صدر يحقهم عفوا رئاسيا الأربعاء، قبل يوم من بداية شهر رمضان الكريم.
لم يكن هؤلاء يتوقعون أنهم سيقضون أول يوم رمضان وسط أسرهم وأحبائهم بعد سنوات قضوها في السجون. لكن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رسم على وجوههم وبالطبع وجوه أسرهم فرحة غير متوقعة.
سجن رضوان سعيد في قضية تظاهر في طنطا. وقضت محكمة بسجنه خمس سنوات قضى منها ثلاث، حتى جاءه العفو من حيث لا ينتظر.
سجد سعيد شكرا لله على العفو، وقال "الحمد لله... هوا الحرية له طعم تاني". غير أن فرحته تبددت بعض الشيء عندما تذكر أن جيوبه خالية وليس معه أية أموال توصله حتى إلى مدينته طنطا بمحافظة الغربية.
جلس الرجل على الطريق يفكر ويتساءل: "ياترى هروح طنطا إزاي".
لم يكن بحوزة الرجل إلا بعض السجائر جمعها خلال فترة سجنه. قال من أمام بوابة سجن طرة بالقاهرة "مش معايا غير خرطوشة سجاير.. ودي اللي طلعت بيها، وعايز أروح طنطا".
عرض الرجل ما معه على أحد سائقي سيارات الأجرة الذي قبل أن ينقله حتى أقرب محطة مترو أنفاق في مقابل أربع لفافات من السجائر. لكن الرجل تساءل في نفسه عما سيفعله بعد ذلك. سأل السجين السائق:
"طب ينفع أركب المترو بالسجاير".
رد الأخير: "سجاير ايه ياراجل ياطيب... الدنيا ولعت"، في إشارة إلى غلاء الأسعار.
على الأرجح لم يكن السجين المفرج عنه يعلم بقرار الحكومة رفع تعريفة ركوب مترو الأنفاق بنسبة 250 في المئة لتصل إلى سبعة جنيها لأقصى مسافة يقطعها المسافر، مع حساب التعريفة حسب عدد محطات الركوب.
وقف سعيد على الطريق حائرا لا يعرف ماذا يفعل حتى يصل إلى بلدته. لم يمض من الوقت طويلا حتى جاء الفرج: أحد المفرج عنهم الاخرين عرض عليه أن يركب معه "عم رضوان انت رايح طنطا ولادي جايين ليا بعربيه اركب معانا."
انفرجت أسارير الرجل الأربعيني وهمس قائلا: "الحمد لله لقيت توصيله ببلاش".
فيديو قد يعجبك: