كيف أصبحت "المرازيق" بعد حادث "قطار البدرشين"؟
كتب- محمد زكريا:
تصوير- محمود حمد الله:
عصر أمس، الجمعة، شهدت قرية المرازيق بمركز البدرشين في محافظة الجيزة، انقلاب 4 عربات من قطار كان في طريقه إلى محافظة قنا، مما أدى إلى إصابة 61 شخصًا، كانوا ضمن ركاب القطار الذي انطلق من القاهرة.
لكن كيف حال قرية المرازيق؟
صبيحة يوم الحادث، كانت الأجواء في قرية المرازيق هادئة، القطار رقم (968 مكيف) لا تزال أربع من عرباته تميل على جانبها، فيما انشغل عدد من العمال في إصلاح سكة القضبان التي وقع عليها الحادث، وسط استمرار حركة القطارات على الخط الذي يجاوره.
بمحيط قضبان السكة الحديد، كانت قوات الشرطة والجيش تتوزع في المكان، تتعرف على كل داخل إلى عربات القطار المُنقلب على جانبه، فيما يلعب الأطفال حولها في بلاهة، بينما يُحاول رجال الأمن إبعادهم عن المكان.
داخل قرية المرازيق، كان كل واحد مُنشغل في عمله، بينما قلّ الحديث عن حادث الأمس.
أمين فضل، صاحب الـ57 عامًا، يستمر في سنّ السكين أمام محله، بينما يتذكر لحظات وقوع الحادث.
كان الرجل الذي يسكن المرازيق قبل 50 عامًا، موجود بداخل بيته وقت وقوع المصيبة، أخبره ولده بما جرى، هرول إلى الخارج، ليحكي له جيرانه عن لحظة انفصال عربات القطار وميلها على جانب السكة الحديد.
لم يعلم فضل في لحظتها سبب ما جرى، خصوصًا أن القطار الذي شهد الحادث لا تتوقف عجلاته في المعتاد بمحطات القرى، كما يقول الرجل، لكن هشام عرفات، وزير النقل، خفف من الجدل القائم يومها، وأوضح أن هناك خطأ في نظام الإشارات أدى إلى فتح "التحويلة" ووقوع الحادث على خط القاهرة السد العالي بحوش محطة المرازيق.
لكن ولد فضل الأكبر، ساعد مع أهالي القرية في إسعاف المصابين، أخرج الركاب من العربات المائلة، لم تكن الإصابات التي عاينها بنفسه جسيمة، وجع في الظهر أو الركبة.
نفس الشيء أعلن عنه أحمد محيي، مساعد وزيرة الصحة للطب العلاجي، الذي أوضح أن إصابات الركاب تراوحت ما بين كدمات وسحجات وجروح قطعية بأماكن متفرقة في الجسم، كذلك حالات أُصيبت بارتجاج في المخ، لكن جميعهم حالتهم الصحية مستقرة ويتلقون العلاج اللازم بالمستشفيات، كما ذكر بيان وزارة الصحة.
على بعد أمتار قليلة من موقع الحادث، كان أحد بائعي الأقفاص مُنهمك في عمله، يربط الأقفاص الخشبية، وأمامه كوب من الشاي وأرجيلة.
يقول الرجل الأربعيني، إنه لم يشهد طوال حياته بالقرية حادث كهذا، يصفه بأنه واحد من الأمور التي يشهدها المرء مرة واحدة في حياته. حسب كلامه، أمور السكة الحديد لديهم مستقرة، رغم ذلك لم يرتجف لما حدث، فهو اعتاد على سماع أنباء لحوادث القطارات على خط الصعيد.
رغم الهدوء الذي يُخيم على القرية، ثمة شيء يؤرق ساكنيها، وهو توقف القطار حتى الآن على خط السكة الحديد، وهو ما يمنع مرور السيارات من وإلى القرية مباشرة، كذلك يضطر الأهالي إلى المرور من أسفل القطار المعطل.
محمد السيد، رجل خمسيني، يُمسك ظهره مُتألمًا، بعد أن وصل إلى القرية زاحفًا على قدميه، بينما يُعبر عن أمانيه في نقل القطار المُعطل في أسرع وقت، لأن ذلك يزيد من معاناته في طريقه إلى العمل والعودة منه.
بينما ظل محمد عاشور، الطالب في كلية التجارة بجامعة حلوان، منتظراً حوالي ساعة كاملة، حتى تأتيه مواصلة تنقله إلى حي المنيب.
يقول صاحب الـ21 عامًا، إن الحادثة تسببت في قلة وسائل المواصلات، لأن القطار المُعطل، يدفع قائدي العربات إلى السير 4 كيلو مترات إضافية، حتى الوصول إلى المرازيق.
في أقرب مقهى لخط السكة الحديد، كان الزبائن جالسين في هدوء، لا أحاديث طويلة حول الحادث، أحدهم نقل قرار النيابة العامة، عصر اليوم، بحبس كل من ناظر محطة المرازيق وسائق القطار ومساعده ومراقب برج محطة المرازيق وفنيين اثنين بمحطة المرازيق ٤ أيام على ذمة التحقيق، فيما وجد زميله أن الحل يكمن في إصلاح منظومة السكة الحديد، قبل أن يُنهي النادل نقاشهم بطلب الحساب، هنا توقف حديث القطار تمامًا.
فيديو قد يعجبك: