كيف تُحول الرسم لمنتج في اليد؟ الإجابة عند الصديقين حفناوي وشناوي
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
لكل شخص هواية، والبحث عن التفاصيل هواية أحمد حفناوي، يستهويه جمع الأشياء التي ربما لا يلتفت إليها الكثير أو يقلل البعض من شأنها، حفناوي يحتفظ بها ويصنع منها شيئًا مفيدًا أو يكتفي بـ"انبساط" ينتابه لرؤيتها، كما كان يفعل حين يذهب صغيرًا لمحل أبيه في منطقة الهرم، ويمتن للحظات السعادة التي يعيشها بين "الخردوات" من أقلام ودفاتر وغيرها موضوعة في "فاترينه" زجاجية. لم يعرف لذلك الشعور سببًا، لكن ود حينها أن يمتلك مكانًا يحظى فيه بتلك الروح، لهذا قرر حفناوي وصديقه محمد الشناوي خوض المغامرة، وافتتحا "كايرو بوليتان".
في وسط القاهرة، عند دخول المكان تجد واجهة تشبه "البازار" أو المكتبة، تظهر أرفف متتالية، غير أن ما تحمله ليس أدوات مكتبية أو هدايا تقليدية، بل عداد تاكسي قديمًا يخرج منه مناديل ورقية، ونصف رغيف عيش يغلقه سحاب "سوستة"، حتى المدونات الورقية غلافها جواز سفر مصري وورقة "بنكنوت" فئة مائة جنيه.
تفاصيل من الحياة اليومية التي سبق أو ما زالت يراها مَن يقيم في القاهرة، أراد الصديقان حفناوي وشناوي أن ينقلاها لتصبح في متناول اليد، فصنعوا منتجات قابلة للاستخدام وفي الوقت ذاته تحمل حالة الحنين والرغبة في الاحتفاظ بما تعلقوا به، معتمدين في ذلك على ما يجيدانه من خيال فني مدعوم بالدراسة.
شارك شناوي رفيقه حفناوي فيما يهوى منذ المرحلة الثانوية، حلما معًا، تبادلا الأفكار "كنا زي ما يكون بنلعب بينج بونج" يقول حفناوي، حتى حينما تعثر شناوي في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة مثل صديقه، اختار أن يكون في كلية الفنون التطبيقية، وظلا يعملان الشيء ذاته.
رفض حفناوي التمسك بصورة الفن التقليدية الموجودة في لوحة أو نحت وغيره، رأى أنه "كل الحاجات اللي تبسط والجميلة اللي تتعلق ويحتفظ بها". منذ الدراسة الجامعية، بداية من 2002، ظهرت أولى تجارب الشاب الثلاثيني مع المزج بين شكل أشياء متوفرة في محيطه ويصنع لها وظيفة مختلفة "كنت ارسم مج على شكل طربوش مثلا"، وظلت الأفكار أسيرة الورق، رغم تفكيره في كيفية الاستفادة من تلك التصاميم.
على مقهى في وسط القاهرة، يطل على فندق قديم يسمى "كوزمو بوليتان" -ومنه جاء اسم المعرض، تحول الحلم إلى خيال، كان الصديقان يتبادلان الحديث، بينما ذهب حفناوي إلى الصيدلية لشراء شريط "ريفو"، نظر إلى الدواء وتخيل "حسيت إن الورقة اللي فيها البرشام شبه الشلتة الصغيرة اللي بيتقعد عليها"، أخبر صديقه ورفيقًا ثالثًا بصحبتهما، نالت الفكرة الاستحسان، وفي اليوم التالي بدأ التنفيذ، لتخرج الوسادة التي توضع اليوم في المعرض، فيما كان ذلك عام 2006، حين عكف حفناوي وشناوي على تحقيق مشروعهما في صناعة منتجات تحمل الشخصية القاهرية.
12 عامًا بين صعود وهبوط الحماس لتنفيذ الفكرة، لم يتوقف الصديقان فيها عن تنفيذ المنتجات "ناس كتير عرضت أنها تحطها في ستاند أو في ركن بمكتبة" لكنهما طالما رفضا ذلك العرض "كنت عايز يبقى الموضوع ليه ثقافة وتلقي مختلف"، لهذا جاء المكان مقسومًا بين مدخل أشبه للمكتبة لشراء المنتجات، وقاعة كبيرة لعرضها "كنا عايزين الناس تمسك الحاجات تحسها وتشمها وتتفاعل معاها مش تتفرج عليها بس".
في قاعة العرض، كل منتج موضوع في ركن، جواره كلمات تعريف به، ومضاف إليه شيء يبرزه، فالمدونات الورقية ذات الغلاف الشبيهة بقطع الجبن وضعت على باب ثلاجة قديم، وحاملة الأكواب ذات شكل غطاء البالوعة وُضع بجانبها كوب ماء، أما الشمع المصنوع على هيئة أوزان استقر على كفة ميزان، فيما أخذ بعض الزائرين التقاط الصور، وتجربة ختم مدونة "جواز السفر المصري" الملحق بها ختم يحمل اسم المكان.
رغب الرسامان في الجمع بين الحسنيين: المتعة الفنية لشيء مختلف والفائدة العملية لمشترٍ يستخدم منتجًا يدخل على نفسه السرور، لكن ذلك لم يكن يسيرًا "في حاجات قعدنا سنين عشان نوصل لشكلها النهائي ونفذها وفي حاجات أخدت أيام"، يشير حفناوي إلى "طفاية" السجائر الآخذة لشكل وزن 2 كيلو، يتحدث عن استغراقهما الوقت حتى يصلا لصناعتها من النحاس، فيما ينظر إلى الشمع المصنوع على هيئة صابون نابلسي شاهين الشهير، ويقول إن ذلك أسرع منتج، فلم يتجاوز الانتهاء منه أكثر من يومين.
لم يخش حفناوي من ردود الفعل إزاء المنتجات "الحاجة اللي بنعملها بنبقى أول زبون ليها"، يقول إنه استقبل تعليقات من "الصنايعية" وخلال رحلة تنفيذ المنتجات، اجتمعت كلها على التعجب وأحيانًا المفاجأة، أما في المعرض فتلقى حفناوي مقترحات البعض لأفكار تصاميم وتفاصيل أخرى يمكن تنفيذها، ما أوحى لحفناوي بأن يقوم بورشة عمل تجمع مقترحي تلك الأفكار لمناقشة كيفية خروجها إلى النور في المعارض القادمة.
فيديو قد يعجبك: