إعلان

"مستمرون بالعمل داخل الممر".. كيف واجه بائعو المهندسين حصار المترو الجديد؟

03:35 م الأحد 22 يوليه 2018

كتب- أحمد شعبان:

"مستمرون بالعمل داخل الممر".. بلافتات تحمل هذه العبارة إضافة إلى سهم يدل على طريق الوصول إلى المحل، واجه أصحاب المحال التجارية بشارعي شهاب ووادي النيل في المهندسين الحصار الذي فرضته عليهم عمليات إنشاء مترو الخط الثالث، على أمل أن تساعدهم هذه الحيلة في التغلب على وقف الحال الذي تسببت فيه أعمال الإنشاءات.

وعلق أصحاب المحال اللافتات على جانبي سور المترو الجديد الممتد حتى شارع شهاب قبل نفق وادي النيل، على أمل أن تكون كافية لإيصال الزبائن إلى محالهم عبر الممرات الضيقة الموجودة في جوانب الشارع.

كانت الإدارة العامة لمرور الجيزة أعلنت في بداية الشهر الجاري، إغلاق الحركة المرورية بشارع وادي النيل، لمسافة 300 متر في الاتجاهين من تقاطعه مع شارع جزيرة العرب حتى تقاطعه مع شارع شهاب، وإغلاق شارع الحجاز في الاتجاهين من تقاطعه مع شارع وادي النيل حتى تقاطعه مع شارع محمود بدر الدين بطول 100 متر. على أن يستمر ذلك لمدة 3 سنوات، تنفيذًا لأعمال إنشاء محطة وادي النيل بالخط الثالث للمشروع القومي لمترو الأنفاق.

قبل أسابيع، فوجئ "تامر" الشاب الثلاثيني الذي يعمل بأحد محلات الملابس بشارع وادي النيل، بعمال ومهندسين يشرعون في أعمال قياس ومعاينة أمام مقر عمله، سألهم الشاب فأخبروه ببدء العمل في الخط الثالث لمترو الانفاق.

يشكو الشاب من الخسائر التي تكبدتها المحلات التجارية عقب إقامة السور الحديدي "الدنيا بقت هادية ونادرًا لما حد بيدخل المحل"، فيما يقول إن عمليات البيع قلت بنسبة 70% عما كانت قبل إقامة السور.

يرى أصحاب المحلات في اللافتات، التي علقوها بطول سور المترو الجديد أملا في التغلب على وقف الحال، "هتشد الناس تاني لدخول محلاتنا، وعشان نعرفهم إننا لسه فاتحين وبنشتغل"، وفق "تامر"، الذي يعمل في محل يبيع منتجات إحدى الماركات العالمية من الملابس للرجال والسيدات. لكنه يرى في هذه الحيلة مجرد مسكن لتقليل الخسائر "المساحة الفاصلة بين السور وأبواب المحلات "يدوب يعدي منها اتنين بالعافية".

المستقبل غامض أمام "تامر"، فهو لا يدري ماذا سيفعل هو وغيره من أصحاب المحلات، غير أنه سينتظر "لو المكان اشتغل مش هنقفل، لو ما اشتغلش يبقى خلاص".

يتوقف الشاب قليلا قبل أن يضيف: "محدش ممانع في إنشاء محطة مترو في المنطقة، بشرط ألا يتوقف حال الناس لمدة 3 سنوات.. المحلات كلها بتعاني وكل ده خراب بيوت، وده مش عدل ربنا".

على أسوار المترو الجديد المصنوعة من الصاج، تقع عيناك على لافتة كبيرة بيضاء تخفي جزءًا كبيرًا من السور، وفي الممر الجانبي الضيق تتوزع لافتات صغيرة بامتداد الممر، تقودك إلى باب صيدلية. في الداخل وقفت الطبيبتان "إنجي" و"شيماء"، تقول الأولى بلهجة يشوبها حسرة إن البيع قلّ بنسبة 90 %، فيما تقطع الأخرى كلامها معترضة "لا ممكن نقول إنه قلّ بنسبة 60 في المية"، قبل أن تكمل "الحركة بقت معدومة، والناس اللي بتيجي لنا أو بتتصل بينا عشان منتج بتكون عارفانا من قبل كده".

خاطبت الشركة المالكة للصيدلية، الشركة القومية للأنفاق، حول تضررها من أعمال إنشاء المترو، فكان الرد: "ده مشروع قومي ولازم كلنا نشارك فيه"، وفقًا لما تقول "إنجي". فيما تذكر شيماء أن 90% من العاملين بالمكان غادروه "البيع قلّ بنسبة كبيرة في فترة قصيرة جدًا".

"الموضوع سخيف، مكناش متوقعين كده" تقولها "إنجي" بلهجة غاضبة، قبل أن تسترسل في الحديث عن صعوبة الوصول إلى الصيدلية بعد إقامة السور، "اتجاهات كثيرة أغلقت، وفي أماكن تانية بتقدم الخدمات اللي بنعملها، فإيه اللي يخلي العميل ييجي هنا وهو هيوصلنا بصعوبة"، فيما تشير شيماء إلى أن اللافتات التي وضعوها على السور الخارجي ساعدت بعض الشيء في تنشيط حركة البيع.

في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، كان الهدوء يسود مطعم وكافيه في شارع وادي النيل، لم يكد صاحبه يفرح بافتتاحه قبل شهر رمضان الماضي حتى جاءت أعمال إنشاء المترو لتتسبب في وقف حاله.

في أحد الاركان جلس رجل خمسيني يتناول قهوته، وفي "الترابيزة" المقابلة جلس أربعة شباب، هم العاملون في المكان الذي كان يتوافد عليه كثيرون، يقفون بسياراتهم في الشارع الفسيح لتناول وجبة سريعة أو مشروبًا، غير أن "الحاجز الحديدي" حال دون وصول المواطنين إلى المطعم، "نادرًا دلوقتي لما حد يتصل بينا يطلب حاجة أو يسال عن مكاننا لما بيشوف صفحتنا على السوشيال ميديا"، وفق ما يذكر "أحمد" مدير الصالة في المطعم.

لا يرى الشاب العشريني طريقًا أمامهم غير الانتظار "ده قرار وزاري محدش هيقدر يمنعه". يحاولون إيجاد طرق بديلة تعوض النقص الحاد في عدد رواد المكان الذين قل عددهم بنسبة 75%، من خلال الترويج للمطعم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "الموضوع صعب واحنا مش هنرضى بالخسارة وهنشوف مكان تاني لأننا مش هنقدر نستنى 3 سنين".

ويمتد مسار المرحلة الثالثة من المترو، التي تنفذ على 3 أجزاء، من العتبة حتي محور روض الفرج شمال إمبابة، ثم يعبر الطريق الدائري حتي سكك حديد إيتاي البارود، وبعدها يتجه جنوباً حتي جامعـة القاهرة عبوراً بشارع جامعة الدول العربية وبولاق الدكرور للربط مع الخط الثانـي عند محطـة جامعـة القاهـرة، وفقًا لموقع الهيئة القومية للأنفاق.

يمتد الجزء الأول من المرحلة الثالثة للخط الثالث لمترو الأنفاق من العتبة حتي الكيت كات ويشتمل على (4) محطات نفقية وهي "ناصر، ماسبيرو، الزمالك، الكيت كات"، فيما يمتد الجزء الثاني من محطة الكيت كات مروراً بمنطقة إمبابة حتى تصل إلى المحطـة التبادليـة عند محور روض الفرج وتشتمل علي 6 محطات (محطة واحدة نفقية وعدد2 محطة سطحيه وعدد 3 محطات علوية) وهي "السودان– إمبابة – البوهـى– القومية العربية –الطريق الدائري- المحطة التبادلية عنـد محور روض الفرج".

أما الجزء الثالث من المرحلة الثالثة فيمتد من محطة الكيت كات مروراً بمنطقـة المهندسـين وبـولاق الدكرور حتي جامعة القاهرة وتشتمل علي 5 محطـات (3 محطات نفقية ومحطة علوية ومحطة سطحية) وهي" التوفيقية – وادي النيل – جامعة الدول – بولاق الدكرور - جامعة القاهــرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان