بالصور-غمّض عينيك وارقص زي "مودّة".. جمباز في شوارع أسوان

كتبت-رنا الجميعي:

تصوير-عبد الرحمن شريف وروان خالد:

بكُل أريحية ظهرت فتاة سمراء تؤدي حركات رياضية بجلسة تصوير في أسوان، انتشرت صور لاعبة الجمباز "مودة هشام صالح" على موقع الفيسبوك، ليحتفي بها الرواد تأكيدًا على وجود مواهب كثيرة داخل مصر غير معروفة.

منذ شهرين فكّر المصوران عبد الرحمن شريف وروان خالد في عمل جلسة تصوير لابنة خالهم الإسكندرانية، "مودّة بتلعب جمباز من وهي صغيرة، وبتاخد جوايز"، يقول شريف لمصراوي، السبب الذي دفع الشابان لعمل ذلك هو كونهم المؤسسين لمشروع يعتمد فيه على تصوير الأطفال، ويمتلكان صفحة باسم "marshmallow kids station".

تقوم الصفحة على عرض مشروعات التصوير الخاصة بعبد الرحمن وروان معًا "كل شهرين بنعمل فكرة جديدة للأطفال"، هذه المرة كانت الفكرة في المزج بين إحدى المواهب المدفونة والحضارة المصرية، وتشجيعًا للسياحة، كما تذكر روان لمصراوي.

رغم إقامة مودة بالإسكندرية إلا أن أصولها ترجع إلى أسوان، كذلك المصوران الشابان، فهم من عائلة واحدة نوبية. بعد التحضير لعدّة أشهر، قررا التصوير داخل معبد فيلة في أسوان، ومنطقة غرب سهيل، في يوم واحد خلال عيد الأضحى "حبينا إنها تتصور جوة يبين حضارة مصر، والجزء التاني في الشارع وسط الناس".

حينما عرض عبد الرحمن وروان الفكرة على مودّة، تقبّلتها، فهي تُحب اللعبة التي تمارسها كثيرًا، منذ عمر الثالثة ونصف بدأت مودة في ممارسة لعبة الجمباز "كنت بتفرج على فيديوهات ليها على التاب (الجهاز اللوحي) وأنا صغيرة، حبتها، فقولت لماما وبابا إني عايزة ألعب"، تذكر مودّة، لم يرفض الوالدان ممارسة ابنتهما للعبة الجمباز، حيث تقوم بلعبها منذ خمسة أعوام، حصلت فيهم على ميداليتين ذهبية وأخرى فضية في مسابقات تتبع نادي الاتحاد السكندري.

لم تشعر مودة بالضيق أثناء جلسة التصوير التي استغرقت ساعتين، رغم ارتفاع درجات الحرارة التي ضايقت الفريق ذلك اليوم، إلا أنها ظهرت بدفء شديد وابتسامة واثقة في جميع الصور "احنا عيلة في الآخر وأخوها كمان كان موجود معانا"، يُضيف عبد الرحمن أيضًا أن مودة اعتادت التصوير ووجوه الناس المُحملقة كما في المسابقات التي تنافس فيها.

ظهرت مودة داخل إحدى الأسواق بمنطقة غرب سهيل، هناك صورتان يظهر فيها المارة، وعلى وجوههم أمارات الدهشة، وأخرى يظهر فيها رجل يوجه نظرته لحركات مودة ويعلو وجهه الابتسامة، لم يعاني المصوران من مضايقة الناس بل على العكس كان الودّ غالبًا "الراجل دا هو بياع سجاد، وهو اللي ادانا السجادة اللي اتصورت عليها مودة"،كذلك كانت الأسئلة الدهشة هي المسيطرة "كانوا بيسألونا دي بتلعب ايه؟ يوجا؟".

تعلم مودّة بتفاعل رواد الفيسبوك مع الصور الملتقطة لها "مجهودي مراحش هدر"، تُوازن الصغيرة بين دراستها وممارستها للعبة "تدريبي بيكون يومين في الأسبوع"، لا تُفكّر مودة اطلاقًا في ترك اللعبة التي تستمتع بها، مُتمنية أن تُصبح يومًا بطلة عالمية.