إعلان

كيف استعاد "القراء المحترفين" ذكرياتهم مع بائعي الكتب؟

02:49 م الأربعاء 16 أكتوبر 2019

كتب- محمد زكريا:

كان إسلام وهبان بالثانوية العامة، عندما بدأت حكايته الأولى مع بائعي الكتب، لم يكن الطفل وقتها على اطلاع كبير بالنصوص الأدبية، علاقته بالكتب تخص المواد الدراسية، قبل أن يلتقي ذلك الرجل؛ عجوز يقف داخل دكان صغير، يبيع جرائد وكتب زهيدة الثمن، ليعبر له إسلام عن شغفه بقصص الـ"فانتازيا"، كان الرجل نفسه غريبا في نظر الطفل، كأنه يحمل خرافة، سأله إسلام عن سطور تحل لغز "مثلث برمودا"، فرشح له البائع رواية تقص حكاية أخرى، "الواجهة"، للكاتب يوسف عز الدين عيسى، شغف إسلام بالرواية، أدخلته في عالم الخيال، ومن وقتها حمل إسلام عشقا للأدب، وللبائع الذي رماه في جبه، لذا ورغم مرور السنوات قرر إسلام قبل أيام تدشين هاشتاج على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليتشارك معه القراء: "#حكايتي_مع_بائع_الكتب".

يعمل إسلام في الصحافة، ويدير "نادي القراء المحترفين"، منذ حوالي 4 أشهر، وهو تجمع لكتاب وناشرين وقراء على فيسبوك منذ عامين، ووصل عدد أعضاءه حاليا لـ16 ألف، يتشاركون الخبرات حول الكتب، ليدشن الشاب الوسوم بين الحين والآخر، بهدف تحقيق تواصل جدي بين جميع الحلقات التي تدور حول الكتاب، بداية من محرره لناشره وصولا لقارئه، لتعم الفائدة على الجميع، وكانت أقرب وسومه: "#ترشيحات_الكتبجية"، والذي شارك فيه الكُتاب أسماء لكتب ساهمت في تكوين مخزونهم الثقافي، قبل أن يُطلق الشاب الوسم الأخير.

تقوم فكرة "#حكايتي_مع_بائع_الكتب"، على مشاركة كل قارئ بحكاية عن بائع تعامل معه وأثر فيه. يقول إسلام، إن بائع الكتب "مش مجرد تاجر، أو بياع على فرشة في الشارع، لكن في أكتر الأحيان بيكون مثقف جدا، وعلى دراية بتفاصيل الأعمال اللي بيبيعها، وفي بعض الأوقات بيكون عنده كواليس تخص الكتاب".. لأجل هذا اقترح الشاب على القراء المشاركة في الوسم، هي محاولة في رأيه لرد "ولو جزء صغير من جِمِيل الناس البسيطة اللي أثرت في حياتنا الثقافية وتكوين مخزوننا المعرفي".

فكرة الوسم قفزت إلى عقل إسلام، وهو يقرأ "طعم النوم"، لطارق إمام، شدته الرواية، وبخاصة حكاية بطلها مع بائع الكتب، لتختمر الفكرة في عقل الشاب أثناء حديث له مع زميلة، حكت له عن ذلك البائع في محطة قطار مدينة طنطا، والذي كان سببا في حبها للقراءة، عندها قرر إسلام إطلاق الوسم بين تجمع "نادي القراء المحترفين".

الهدف من ذلك الوسم، لا يقتصر على "رد الجميل للبائع"، بل يهدف أيضا لتغيير "صورة نمطية عند البعض؛ بتعتبر بائع الكتب منفصل عن المحتوى اللي بيبيعه.. ده في ناس بتشوف بائع الكتب مُزوِر!".. غير أن الشاب تفاجئ عبر الوسم، باحتفاء القراء والروائيين بدور هؤلاء البائعين في المشهد الثقافي. قرأ إسلام عشرات القصص الملهمة، المثيرة، الغريبة والطريفة أيضا، ولا يستبعد أن تكون جزءا من كتاب ينوي إصداره في المستقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان