صاحب علامة نصر أكتوبر يؤسس صفحة على الفيس: "بخاطب الشباب بلغتهم"
كتب- عبدالله عويس:
لا يمر الحدث إلا وصورته حاضرة، يقف المقاتل محمد طه ناظرا إلى كاميرا المصور فاروق إبراهيم، أثناء حرب الـ6 من أكتوبر، تشير أصابعه إلى علامة النصر، غير أن مراده منها كان غير ذلك.
كانت كل رغبته أن يقول أن سيناء صارت لنا، مشكلا بإصبعيه خريطة سيناء، وفي 2019 يجد المقاتل نفسه مضطرا إلى إنشاء صفحة عبر مواقع التواصل، لتوثق حكاياته، ولتكون أقرب إلى الجيل الجديد، الذي يعتمد على تلك المواقع في كثير من الشئون.
لقاءات تلفزيونية وحوارات صحفية ومداخلات للراديو وندوات في كثير من الأماكن، لجأ إليها الرجل في السنوات الماضية، لتظل ذكراه هو وأبناء جيله ممن خاضوا تلك المعركة قائمة ومستمرة، غير أن صغار السن والشباب ممن لم يختلطوا كثيرا بالجيل الذي خاض الحرب، يرى الرجل أنهم في أمس الحاجة إلى التوعية، والتعريف بتلك البطولة وحكاياتها قبل أن يندثر ذلك الجيل تماما: "فأنا صفحتي الشخصية على فيس بوك مبقاش فيها مكان، فقلت أعمل صفحة عامة والناس تبقى تتابع عليها بعدين، عشان الجيل اللي جاي يعرف إيه اللي حصل".
لجأ مقاتل أكتوبر إلى شاب تعرف عليه منذ سنوات، أثناء العمل الخدمي، وصارت بينهما علاقة طيبة قوية، امتدت لسنوات، وأخبره برغبته في إنشاء صفحة على أن يكون عنوانها "صاحب أشهر علامة نصر في التاريخ" ليسارع الأخير إلى تجهيز الصفحة، في الليلة التي سبقت الذكرى الـ46 لحرب أكتوبر، بينما يجلسان سويا في شارع المعز لدين الله الفاطمي: "وناويين ننشر عليها كل الفيديوهات الموجودة، ونحط كل الحوارات الصحفية اللي اتعملت معاه، وبعدين هنحط إحنا محتوى بقى مكتوب وهنعمل لايف، عشان الصفحة تنتشر والأجيال الصغيرة تتابعها"، يحكي حسين حمد، الذي أسس الصفحة ويديرها، ويرى أنها ملائمة للجيل الجديد الذي يتلقى كثيرا من أفكاره من خلال مواقع التواصل.
يؤمن محمد طه بأن توفير مواد بسيطة متاحة للأجيال القادمة أهم ما يجب تركه لهم، يخشى أن يتركوا بلا توعية، وبلا دراسة للتاريخ: "وصدقني الجيل اللي بستهدفه بالصفحة دي اللي في إعدادي وابتدائي كمان، لإن دول مفيش حد بيوعيهم ولا بيكلمهم عن الأيام دي"، قالها الرجل الذي راح يتذكر تفاصيل صورته الشهيرة، التي التقطت له في الـ7 من أكتوبر 1973: "ساعتها المصور خلاني واقف وصورني فعملت العلامة دي، وطبعا قعدنا فترة محاصرين، ومرجعتش إلا بعد شهور طويلة، ولما رجعت بقى شفت الصورة".
احتفظت أسرة محمد بالأعداد التي ظهرت فيها صورته تلك، ولا يزال يفتخر بها حتى اليوم: "نفسي كل الأجيال اللي جاية تتعرف علينا وتفضل فاكرانا بالخير، ويمكن ده واحد من أسباب إني عملت الصفحة دي".
فيديو قد يعجبك: