صُنع من الورق.. حكاية تمثال في معرض بغداد الدولي الكتاب
كتبت- دعاء الفولي:
على أرض معرض بغداد الدولي للكتب، كان الزائرون يتوقفون بين ستة مجسمات بالحجم الطبيعي، صُنعت بالورق لتعبر عن الحدث الثقافي السنوي، يلتقطون صورا معها، فيما يقف بينها صانعها ستّار نعمة، يملأ الفخر قلبه، فبينما يسعد لمشاركته بالمعرض للمرة الثانية، يطمئن قلبه أن بلده مازال على خارطة الثقافة والفن.
حين تم دعوة الفنان التشكيلي نعمة لصنع عمل فني يجسد المعرض، لم يفكر إلا في الورق، أراد استخدام مواد بسيطة وقريبة للناس "ولأني بطبيعتي بصمم أغلفة كتب فشاركت في المعرض مرات عديدة"، فيما وضع أعلى كل تمثال مرآة ليتفاعل الجمهور، فيلتقطون الصور أو يقتربون ليروا أنفسهم "وكأنه العمل الفني انعكاس لروحهم وحبهم بالقراءة".
تلك الدورة هي السادسة وأربعين بالمعرض الدولي، يعتبر نعمة تلك الأجواء فرصة لالتقاط البلد أنفاسه بعد فترات عصيبة مر بها، فضلا عن أهمية وجود أحداث ثقافية شبيهة " الثقافة تعيد ترتيب الوطن الجريح وهذا شيء يهون علينا ويجعل أحوال البلد صحية أكثر".
في الثمانينات أنهى نعمة دراسته ببغداد، قبل أن ينتقل إلى بلجيكا ويستكمل دراسة الفن التشكيلي هناك، لكن زياراته للعراق لم تنقطع، كما أن عمله بتصميم أغلفة الكتب لأبنائها لم يتوقف.
داخل المعرض، كان الفنان الأربعيني يستمع للتعليقات الداعمة لما يقدم، ينتشي بإعجاب الجمهور بالعمل الذي استغرق منه عدة أيام، حيث لصق أوراق الكتب على "مانيكات"، فيما استغل الفرصة ليحدثهم عن الفن المفاهيمي الذي يقوم على الرموز لتوصيل المعنى، ولا يعتمد على اللوحات التقليدية المرسومة "لهذا خليت العمل مفتوح، الناس تقدر تلمسه وتحسه مش مجرد تشاهده من بعيد".
بين العراق، بلجيكا، تونس ودول أخرى شارك نعمة في معارض فنية متعددة. مازال حلمه أبعد بأن تخرج أعمال فنية أخرى من العراق تمثله، وتدخل إليه فنونا غير تقليدية.
فيديو قد يعجبك: