إعلان

في عيد ميلاده الـ250.. لماذا لقب محمد علي بـ"مؤسس مصر الحديثة"؟

10:37 م الإثنين 04 مارس 2019

محمد على باشا

كتب - محمد زكريا:

كان لأبيه سبعة عشر ولدًا، لم يعش منهم سواه، هذا الذي ولد في الرابع من مارس، لكن قبل 250 عامًا، واعتلى عرش مصر طيلة 43 عاما، مدة كسرت عادة الدولة العثمانية، التي كانت مصر إحدى ولاياتها، إذ لم تترك على مصر حاكما لأكثر من عامين، ليحقق محمد علي باشا، كرجل استثنائي، نهضة شاملة، قلبت حال مصر في تلك الفترة، وحفظت لصاحبها لقب "مؤسس مصر الحديثة".

بعد سنوات طويلة، من وفاة محمد علي، في الثاني من أغسطس عام 1849، أرجع المؤرخون لمحمد علي تأسيس مصر الحديثة، كما يقول محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة القاهرة، لمصراوي. إذ استمرت أسرته العلوية في حكم مصر حوالي 150 عاما، منذ مُبايعته واليا للبلاد عام 1805، حتى إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية عام 1953.

كانت مصر قبل حكم محمد علي باشا، تنتمي إلى العصور الوسطى، ليلحقها الألباني المولود في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769، إلى دولة تنتمي للعصر الحديث، إذ باتت أكثر تقدما من الدولة العثمانية نفسها، كما يوضح خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية.

يشترك عفيفي وعزب، في ذكر تلك الأسباب، التي جعلت من محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة:

اهتم محمد علي بإصلاح نظام التعليم، فقام بإنشاء المدراس العليا (الكليات)، منها مدرسة الهندسة والطب والصيدلة والألسن والطب البيطري والفنون والصنائع، كما أرسل البعثات إلى الخارج، وكانت أول بعثة عام 1813 إلى إيطاليا، ليعود المصريين من الخارج بثقافة وتعليم مغاير، على اكتافها رُفعت لواءات التحديث في مصر، وكانت من الوجوه التي انتجها ذلك التحديث، علي مبارك، الذي لقب بـ"أبو التعليم"، ورفاعة الطهطاوي، الذي قاد النهضة العلمية في مصر في الباشا.

وكذلك اهتم بالزراعة، وطور من نظام الري، إذ أنشأ العديد من القناطر والسدود، وجلب محاصيل وبذور النباتات من الخارج، واهتمام بزراعة القطن، كما اهتم بالتصنيع فأنشأ العديد من مصانع النسيج والحرير والصابون والزيوت وسبك الحديد والنحاس.

ويحسب لمحمد علي النجاح في العمل بـ"اقتصاد الدولة"، إذ تدخلت الدولة في كل النشاطات الاقتصادية في عهده، لكن وجهت عوائد تلك النشاطات للصرف على خطط تحديثية، فتحول الاقتصاد في عهده من الريعي، الذي يعتمد على الجباية والضرائب، إلى الإنتاجي. كان الاقتصاد في عهده، حقيقي، كما يُعرفه علم الاقتصاد.

وفي الناحية العسكرية له الفضل في إنشاء جيش وطني مُدرب حديث، والعمل بنظام التجنيد للمصريين لأول مرة، إذ كان الجيش قبل عهد ما هو إلا حامية عثمانية ترسل من تركيا، ولم يكن له شكل مؤسسي أو كان يرتبط بالمصريين، فأنشأ عام 1820 المدرسة الحربية في أسوان، ومنها تم تخريج أول مجموعة من الجنود النظاميين في الجيش المصري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان