في الصيام.. كيف مرت مباراة "صلاح" المصيرية على مقهى شعبي؟
كتب- محمد زكريا:
قبل أن تبدأ مباريات الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ظل هيثم ماهر يبحث عن مقهى بالقرب من منزله في حي المطرية بالقاهرة، لكن لم يكن الأمر سهلا كما توقع الشاب وتمنى، فأغلب المقاهي التي مر بها كانت مغلقة في ساعات الصيام والحر، قبل أن يجد ضالته في واحدة لا يشغلها إلا قليل الزبائن، وفيها راح يترقب ما يؤول إليه سباق فريقي ليفربول ومانشستر سيتي على لقب الدوري، وما تسفر عنه تلك المنافسة الحامية على لقب هداف الدوري، والتي كان المصري محمد صلاح طرفا أصيلا فيها.
وشهدت الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، منافسة شرسة بين فريقي مانشستر سيتي وليفربول على حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فقبل أن تبدأ المباراة، تصدر السيتزنز قمة الدوري بـ95 نقطة، يلاحقه ليفربول برصيد 94 نقطة، لتكون المباراة الأخيرة لكل منهما كفيلة بحسم سباق موسم 2018/ 2019.
داخل المقهى، لم تكن الأجواء حامية، بعكس ما تشهده مدرجات إنجلترا. منذ بدأت مباريات الجولة الأخيرة، لم يحمل ماهر آمالا كبيرة بحسم ليفربول للقب، الذي غاب عنه منذ 29 عاما، الشاب يشجع الريدز منذ أكثر من 15 عاما، لكن حسابات الكرة ترجح في رأيه حسم مانشستر سيتي له، فلم يتوقع صاحب الـ27 عاما أن يخسر السيتزنز مباراته أمام برايتون، ومن ثم فوز ليفربول على وولفرهامتون لم يكن ليغير من الأمر شيئا، لذا ركز على منافسة أخرى، وجد فيه آمالا أكبر، سباق صلاح على لقب هداف الدوري الإنجليزي.
فقبل أن تبدأ مباريات الجولة الأخيرة، كان رصيد صلاح من الأهداف 22، متفوقا بفارق هدفين عن زميله بالفريق السنغالي ساديو ماني، ولاعب أرسنال الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ، والأرجنتيني سيرجيو أجويرو لاعب مانشستر سيتى.
لكن رغم هدوء الأجواء بداخل المقهى الشعبي، لم يغب التنافس بين الشباب الحاضرين، فطالما وجدت الكرة ظهر ذلك الحماس الذي يتعلق بها، ويمنح متعة لمتابعيها.
بالقرب من ماهر، كان كامل مصطفى مشدودا لمباراة ليفربول، ليس لأنه مشجعا للفريق الأحمر، بل لأنه يشجع منافسه مانشستر سيتي، بحماس لا ينقطع.
منذ سنوات طويلة، يكن مصطفى حبا كبيرا لمدرب السيتزنز بيب غوارديولا، وجد فيه الشاب ما لم يجده في أي مدرب آخر بالعالم، والأمر لم يبدأ مع توليه مهمة تدريب الفريق الإنجليزي، بل قبل ذلك بسنوات، عندما كان مدربا لفريق برشلونة، وبقيادته حصد الفريق الإسباني البطولات المحلية والعالمية، فالشاب يعتقد أن خطط المدرب الإسباني أكسبت الكرة مذاقا خاصا، متعة لأجلها يشجع الكرة، لذا لا يفوت فرصة تشجيع أي فريق يقوده بيب.
لكن تلك الرؤية، وذاك التفاعل الذي يبديه مصطفى مع كل هدف للسيتي، الذي أحرز 4 في تلك الليلة، ضَمن بها الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، اصطدمت داخل المقهى بتلك التي يعتنقها محمود أسامة، الذي يتحمس للريدز، ويرى له الأحقية في الفوز بالدوري، بعد أدائه موسم يصفه بالاستثنائي، لذا لم تغب المشادات الكلامية عن الشابين طوال دقائق المباراة.
تلك المشادات الكروية، لم تقف حد المباريات الدائرة في بريطانيا، بل تطرقت إلى منافسات الدوري المصري. فبعد أن احتسب حكم مباراة ليفربول وقتا ضائعا بنهاية الشوط الأول، دار بين الجالسين حديثا عن تلك الدقائق الـ7 التي أضافها حكم مباراة الأهلي والمصري، والتي أحرز فيها الأهلي هدف الفوز في الدقيقة الثامنة. جدل استمر لدقائق، قاده أسامه الذي يرتدي قميص الزمالك، في مواجهة مصطفى الذي ارتدى قميص الأهلي.
مع انطلاق الشوط الثاني من مباريات الجولة الإنجليزية، بدا أن الدوري على أعتاب فريق مانشستر سيتي، وما تبقى من دقائق ما هو إلا تحصيل حاصل حتى النهاية، فيما كانت ساعة الإفطار على بعد ساعة، والحديث بين محمد كمال وأحمد أمجد حول ما يعده منزل كل منهما من طعام، قبل أن يعودا إلى المباراة مع إحراز ماني هدفا لليفربول.
كان ضياع الدوري من الريدز، محزنا لماهر، وبخاصة أن صلاح لم يحتفظ بلقب هداف الدوري وحيدا، حيث تقاسم اللقب مع كل من ماني أوباميانج لاعب أرسنال، لكن عزائه أنه بات يرى صلاح في مثل هذا المستوى، فلم يكن يتخيل الشاب أن مصريا يمكنه أن ينافس لاعبي العالم، الذي طالما شاهدهم واعتبرهم من "عجينة أخرى".
فيديو قد يعجبك: