للناس فيما يأكلون مذاهب.. أفران الكنافة البلدي تتحدى الآلي "البلدي يوكل"
كتب- عبدالله عويس:
في رمضان يحرص حسين جمال، على أن تكون الحلويات طقسا ثابتا في أكثر أيامه، ورغم تعدد أنواعها، إلا أن للكنافة مكانة خاصة لدى الرجل، لكنه مثل آخرين يبحث عن الكنافة اليدوية أو "البلدي"، رغم انتشار الآلية، واستحواذها على أكثر المبيعات، ولذلك يحرص بعض الباعة أن تكون لديهم الكنافة بنوعيها، الآلية واليدوية.
للكنافة اليدوية مذاق خاص، ولا يأكل حسين الذي يعمل موجها بوزارة التربية والتعليم سواها، حتى إن اقتضى الأمر كثيرا من البحث، عن فرن بلدي في محيط سكنه، ولا يقبل بالأخرى خصوصا في رمضان، فهي ضمن عادات الشهر الكريم، للرجل وأسرته: "رغم إن الكنافة الآلي هي اللي مسيطرة على السوق، بس أنا مبحبهاش، بحسها حاجة معمولة من غير روح" يقولها الرجل مبتسما، متذكرا حين كان يقضي الدقائق متابعا الكنفاني وهو يقوم بصنع الكنافة من خلال إناء معدني مثقوب، يلفه داخل صينية تعلو الفرن: "فدي كنافة متعوب فيها، ومعمولة بمزاج، وفيها نفس اللي بيعملها". لدى الرجل 3 بنات وولدين، ويحب جميعهم الكنافة اليدوية، وتتفن زوجته في صنعها لهم: "وهتفضل موجودة عشان ليها زباينها".
يعمل طارق المنشاوي في أحد محال الفراشة، وفي رمضان يغير نشاطه إلى الكنافة وصنعها، كمهنة تعلمها على يد والده، ورغم أن الشاب لا يقدم إلا الكنافة اليدوية، إلا أن زبائنه كثر، ويأتون له خصيصا بحثا عنها: "الكنافة الآلي حلوة وكل حاجة، وزباينها كتير، بس البلدي ليها حبايبها برضه، ومش بشتغل غير فيها، عشان مش هجيب ماكينة وأركنها بقية السنة".تكلفة بناء الفرن من طوب أحمر وجبس ورمال ومصنعية العمال 500 جنيه، ويضع على الدوام قطرات من الزيت على الصينية، بعد ان يجمع الكنافة من فوقها: "الكنافة البلدي ميزتها إنها أطرى من الآلية، وسمكها أكبر، لكن الآلية رفيعة وناشفة" قالها وهو يلف يده داخل الصينية بإناء مثقوب مخصص لذلك العمل، اشتراه بـ80 جنيها: "الكوز ده بيتملي بالخليط، وعبارة عن دقيق ومياه مش أكتر، ولو في زبون عايز معاها لبن بضيفله مخصوص". يبيع طارق الكنافة بـ15 جنيها للكيلو، غير أنها تتخطى ذلك الرقم في أماكن أخرى حتى تصل إلى 20 جنيها: "وهي والآلي سعر واحد عموما والعجينة واحدة برضه".
يبيع أحمد فتحي الكنافة البلدي منذ 10 سنوات، وصار له زبائن يصلون إلى محله خصيصا في رمضان، ومن وجهة نظره فإن كبار السن يفضلون الكنافة البلدية التي اعتادوها: "أكتر اللي بيطلبها كبار السن، عشان بتبقى طرية وبتمط كده مش ناشفة زي الآلي". على المجموعات الخاصة بالاحياء السكنية في القاهرة الجديدة، كان البعض يسأل حول أقرب أماكن تبيع الكنافة البلدي، في إطار محيطهم، كان أحدهم عبدالرحمن علي، الذي يفضل ذلك النوع على الآخر، وكانت الإجابات إما ساخرة من طلبه أو ترد على استفساره بأماكن: "بحبها واتعودت عليها من صغري، ومش موجودة هنا كتير فبضطر أدور لحد ما أعرف بتتباع فين".
فيديو قد يعجبك: