إعلان

بين الصنايعية والزبائن.. كيف يتأقلم أصحاب المقاهي مع موسم الشتاء؟

07:29 م الأربعاء 22 يناير 2020

أحد المقاهي

كتب-محمد زكريا:
تصوير-نادر نبيل:

لا يتوقف دور "القهوة" عند كونها مكان للالتقاء، أو تناول المشروبات، الأمر يتعدى ذلك في نظر كثيرين، ولا يختلف الأمر بين حي وآخر، شعبي كان أم راقي، حيث يقضي كثيرون على مقاعدها ساعات طويلة، بين مناقشات، تحليل مباريات، أو جلسة عادية تريح النفس بأقل تكلفة، لكن في الشتاء ربما يختلف الأمر، وبخاصة أن أغلب المقاهي تفترش كراسيها الشارع، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا، ومعها يقل زبائن "القهوة البلدي"، وينخفض الطلب على بضاعة صاحبها والعاملين فيها.

خلال شهور الصيف، اعتاد "أحمد خالد" ختم يوم عمله بالجلوس على "القهوة"، حيث يلتقي أصدقائه حتى صباح اليوم التالي، عادة يغيرها الشتاء واشتداد البرد في تلك الأيام، والذي يضطر صاحب الـ27 عاما فيه لفض جلسته مبكرا، والعودة إلى المنزل حتى في اليوم الذي يسبق إجازته.

للبرد نفسه، يخفّ عمل "أحمد الحوال" في يناير، وهو صاحب مقهى في حي المطرية، ويشرح الأمر: "لو هعمل يوميا ألفين جنيه في الصيف، في الشتا هعمل ألف واحد بس، ليه بقى؟ في الصيف القهوة تشتغل معاك 3 أو 4 ساعات بعد الساعة 12، نفس الساعات دي في الشتا القهوة بتنش"، وتكون خسارة الشاب أكبر "لو مطرت في وقت الشغل؛ من بعد العشا للساعة 12".

المقهى في يوم خالد، ليست مجرد ملتقى للأصدقاء، بل مبعث للراحة بعد يوم عمل شاق، يضيف ضاحكا: "فاكر محمد شرف قال أيه لأحمد حلمي في فيلم آسف على الإزعاج: بحبها يا أخي.. أصيلة وبتحتوي البني آدم"، وللأسباب الأخيرة لا يفضل خريج كلية التجارة "قاعدة الكافيهات، اللي ممكن متحسش فيها ببرد عشان مقفولة، لكن كمان متحسش فيها بطعم القهوة الشعبية".

"الصادق" لا يعاني قلة الزبائن في فصل الشتاء، يقول صاحب المقهى الموجود بحي المهندسين إن تلك الحسبة لا تخطر له ببال أصلا، فمكسب "القهوة" مضمون في كل الفصول، يقل حينا ويزيد حينا لكن ليس بالقدر الملفت لنظره، ربما يتمايز يناير في المقهى الذي يحمل اسمه بمشروباته عن الصيف "في البرد بيقل الطلب على العصاير، ويزيد على الحمص والسحلب"، لكن يتربع الشاي والقهوة على قائمة أكثر مشروبات طلبا من قبل الزبائن في كل الفصول.

بأيام الصيف، يقضي خالد الساكن في حي الأميرية ساعات طويلة في المقهى، لكن لا يكرر الأمر في شهور البرد "في الشتا أنت بتبقى راجع من الشغل متكتك، عايز تروح تاكل وتنام، بعكس الصيف أنت من الحر مش طايق قاعدة البيت"، لكن أكثر ما يشتاق إليه من أيام الصيف "سهرة الخميس مع أصحابي لحد الصبح".

مقهى الحوال يعمل 24 ساعة يوميا، ويكون لكل "صنايعي" 100 جنيه عن الـ12 ساعة عمل، فيما يجابه صاحب المقهى قلة الزبائن بتخفيض العمالة "يعني لو في الصيف بشغّل 5 صنايعية بليل، في الشتا أكتفي بـ2 بس".


البرد ليس موسما لصنعة "إسلام أبو طارق"، والذي يعمل "قهوجي" في حي المقطم، "لكن البقشيش بيخف جامد في الشتا.. يعني لو هعملي في الصيف 40 جنيه، أعملي في الشتا 10"، والإكرامية هي ساند الرجل، الذي يتقاضى 100 جنيه عن كل 12 ساعة عمل، وبخاصة أنه يعول زوجة و3 أبناء، لكن على كل الأحوال يؤمن بأن "الرزق على الخلاق.. في الصيف والشتا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان