بسبب بائع سمك مشوي.. حكاية المصرية الوحيدة في مسابقة "worldwide photowalk"
كتبت-رنا الجميعي:
لم تسع الفرحة ايمان عرب حين علمت بوصولها للعشرة الأوائل، في مسابقة "worldwide photowalk"، كانت لحظة عظيمة بالنسبة لها، حيث تعتبر ايمان المصرية الوحيدة المشاركة بالمسابقة العالمية "كنت حاسة بالفخر إنهم اختاروني من العشرة الأوائل وسط آلاف المصورين من حوالين العالم".
ليست تلك هي المشاركة الأولى لإيمان بالمسابقة، بل سبقتها مرتين قبل ذلك، حيث تتيح قواعد المسابقة التصوير ضمن مجموعة، حيث انضمت إلى نادي العدسة للتصوير في الإسكندرية، لكن هذا العام اقتصرت المشاركة على الفرد وحده بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وتكمن فكرة المسابقة في تجول المصورين بأنحاء مدنهم في السبت الأول من شهر أكتوبر، ووافق هذا العام يوم 3 أكتوبر، وقد اختارت ايمان التصوير في منطقة كوم الدكة.
اختارت ايمان بدقة المنطقة التي تريد التقاط مشاهد منها، حيث اعتادت على التصوير فيها، مما جعلها شخص مألوف بالنسبة لأهل المنطقة "مصور الشارع لازم تبقى علاقته قوية بالناس"، التقطت ايمان العديد من الصور لكنها كانت تُدرك حين ضغطت على زر الكاميرا أمام بائع السمك المشوي، أن تلك الصورة هي التي ستنافس بها "من أول منا بكلمه وبصوره كنت حاسة إن هي دي الصورة".
التقطت إيمان صورة لبائع يشوي السمك، تجاعيد وجهه قديمة كقِدم الإسكندرية، فيما يملأ الدخان ملامح الصورة، كأن رائحة الشوي تصل فعلًا إلى أنف أي شخص يرى الصورة أمامه، تعتقد إيمان أن "الصورة رزق"، حيث يمكنها التقاط العديد من الصور التي لا ترضى عنها، لكن صورة واحدة فقط تُمكنّها من الشعور بالرضى.
بدأت ايمان التصوير عام 2016، وقتها كانت زوجة وأم، فيما تبدو خطوة التصوير متأخرة ربما، لكن الظروف هي التي أجبرت الشابة على الاستمتاع بهوايتها مُتأخرًا، فقد كانت رغبتها في دراسة الفنون الجميلة، قسم التصوير "لكن جت لي فنون جميلة القاهرة وكان صعب أسافر، فدخلت كلية تجارة اسكندرية"، وبعد الزواج بدأت ايمان تسعى نحو حلمها القديم "ودورت على مكان كويس أتعلم فيه"، فكان نادي العدسة، كما أنها درست التصوير بشكل أكاديمي عبر المنح الدراسية والورش "ولقيت نفسي فيه".
تُحدد ايمان يوم واحد في الأسبوع بعيدًا عن الأسرة، تخصص يوم الجمعة لتنمية حبها للتصوير، حيث تنزل إلى الشارع، تتجول في قلب اسكندرية، التي ترى أنها بعيدة عن الأماكن السياحية التي يتم الترويج لها "اسكندرية مش كوبري ستانلي والمنتزه"، ترى أن المدينة الحقيقية تتبدّى في المناطق القديمة، وعبر جلسة مع أهل اسكندرية القدامى الذين يعرفون تاريخ البلد الحقيقي "من قعدة مع حد كبير في السن الواحد يسمع إن هنا كان المخبأ اللي بيستخبى الناس فيها م الغارة، وهنا فرن عمره 200 سنة، وحكايات تانية كتير مالهاش آخر".
تمتنّ ايمان للتصوير، ولشغفها به، ترى أن القيمة الحقيقية تجدها حين يعرف الناس اسكندرية الحقيقية من خلال صورها "بحب الناس تشوف روح البلد"، وتسعد أكثر حين تجد ذلك التفاعل من الأجانب أيضًا "حابة إني أنقل جمال بلدي للعالمية".
فيديو قد يعجبك: