إعلان

كتب عن الصحافة في 200 عام| محمد توفيق: حبي للمهنة أفلاطوني وعرابي لم يقف على حصانه أمام الخديوي

07:02 م الثلاثاء 27 أكتوبر 2020

الكاتب الصحفي محمد توفيق

حوار- رنا الجميعي وإشراق أحمد:

أحيانًا يطول المشوار، في منتصف الطريق تسأل عن الجدوى والهدف، ما الذي أفعله ها هنا؟، كيف جئت إلى هذه النقطة؟، وإلى أين سأذهب؟، كلها أسئلة مشروعة تظهر حين يتوه المعنى، في تلك الحالة إذا كنت صحفيًا ينصحك محمد توفيق أن تغرق في قراءة تاريخ تلك المهنة المُضنية الممتعة؛ لتعلم عن قدرها وقدر نفسك، أن يتجدد إيمانك بها من جديد.

في مشوار الكاتب الصحفي محمد توفيق مع الكتابة، الذي يمتلك إلى الآن ثمانية كتب، مُضافًا إليها ثلاثية جديدة عن علاقة الصحافة بالسلطة منذ عام 1798 حتى 1999، تحت اسم "الملك والكتابة"، نرى إخلاصًا صحفيًا للمهنة، مهنة عاشت تاريخًا طويلًا من الصراعات والانتكاسات، مهنة تحتاج لضخ دماء جديدة عبر وريدها لإنعاشها، وتلك السلسلة تعتبر مُحاولة جادة لبث الروح فيها.

لم يكن على بال توفيق حين كان طالبًا جامعيًا، أن فكرة كتبها في دفتره ستتحول لمشروع بحث في تاريخ الصحافة بعد ذلك بسنوات، وأنه سيعمل لفترة طويلة -منذ عام 2017 إلى 2020- ليُخرج للنور ثلاثية "الملك والكتابة"، وأنه بها قد أنهى تعليمه في مدرسة الصحافة.

حاورنا توفيق كي نعرف أثر تلك التجربة فيه، كيف وقف على مائتي عام من الصحافة؟ ما الفترات التي شعر فيها بالإحباط، ومتى تحولت أحاسيسه للفرحة مجددًا؟، ما أدوات بحثه خلال ذلك المشروع، وما الذي يتمناه حين يطل القارئ على ثلاثيته؟، فإلى نص الحوار..

من خلال تجربتك لإعداد ثلاثة أجزاء عن تاريخ الصحافة.. إلى أي مدى تغير تأثير الصحفي؟

أرى -دائمًا- أن أعلى مكانة يمكن أن يصل إليها صحفي، هي أن يكون كاتبًا صحفيًا "ودي اللي وصلها الصحفيون الكبار زي هيكل ومصطفى أمين وغيرهم"، لكن الآن يتباهى الصحفيون بمكانة ليست لهم، أعتقد أن ما تغير هو رؤية الصحفي لنفسه "لما برجع لتاريخ المهنة بشوف حجم الصحفي في حياة الفنانين مثلًا، زي صلاح جاهين بالنسبة لسعاد حسني، مصطفى أمين في حياة أم كلثوم، هو ده دور الصحفي، أنا شايف إن لازم يكون وعيه بنفسه في المهنة بالشكل ده".

وحين نقيس تأثير الصحافة على مدار 200 عام، نجد أن 150 عامًا منها يصل فيها الصحفي لتشكيل الحكومة، بل هو من يشكل التاريخ ذاته: "هو لما يكون هيكل بيكتب بيان النكسة مش يبقى هو اللي بيشكل التاريخ؟".

أحيانًا كثيرة يُقال إننا في عصر بلا أساتذة.. فكيف يمكن للصحفي أن يُطوّر من نفسه؟

أنا مؤمن فعلًا بأننا في عصر بلا أساتذة: "لازم الصحفي يقرا كتير أوي، في كل حاجة"، أستغرب كثيرًا حين أرى صحفيين لا يقرؤون، وإذا كنا فعلًا في عصر بلا أساتذة، فعلى الصحفي أن يصنع أستاذه بنفسه عبر القراءات المتعددة: "الأستاذية ليها 100 طريقة، بس رأيي طول الوقت إنه منستسلمش للطريقة التقليدية".

1

إذا عدنا في الزمن لتوفيق الشاب الجامعي..كيف كانت قراءاته؟

كان حبي الأول -دائمًا- للشعر ثم السير الذاتية، أحب أن أقرأ عن حياة الناس وتفاصيلها، قبل قراءة أعمالهم نفسها "فاكر إني وأنا في طريقي للجامعة كان معايا كتاب لعادل حمودة عن هيكل، وكنت معلّم جواه كلمة كلمة، لدرجة إن الكتاب يصعب على الواحد، ووريته لعادل حمودة بعد كده، اتخض من كتر ما أنا مذاكره".

لقد أصبحت بالفعل كاتبًا صحفيًا..كيف تمكّنت من الوصول لهذه الدرجة؟

كانت صدفة، منذ سنوات كنت أعمل بجريدة الدستور الأسبوعية، فطرحت فكرة ملف عن صلاح جاهين، قبل ذكراه بشهور، وكان من المفروض أن حجم الملف هو صفحة داخل العدد، لكنني أنتجت سبع صفحات من العمل: "ودي بقت نواة الكتاب الأول وخرج بعنوان أيام صلاح جاهين".

مكتبة إسكندرية وسور الأزبكية ودار الكتب كانت أخواتي

كصحفي.. ما الفارق بين صناعة ملف صحفي وصناعة كتاب؟

هناك فرق كبير؛ تحويل العمل الصحفي إلى كتاب هو مهمة أخرى، فالبطل الرئيسي في الصحافة هو العنوان، أما بالنسبة للكتاب فهي الحدوتة: "مهارة إنك تعرف تحكي حدوتة متصلة"، كذلك من المهم وجود نَفَس للكاتب: "لأن لو الكاتب بيهنج وهو بيكتب، يبقى القارئ هيتعب وهو بيقرا"، وأحد العناصر المهمة الأخرى، هو كيفية قراءة الوثيقة: "لأن القوة مش إني أمتلك وثائق، لكن إني أقدر على قرايتها وتحليل اللي بين السطور.. سامي شرف -سكرتير الرئيس عبدالناصر- مثلا كان يمتلك آلاف الوثائق المهمة لكن هيكل هو من استطاع تحويلها لأعمال تدوم، وهذا هو الفارق بين الصحفي وغيره".

هل هذا ما فعلته حين عكفت على العمل في سلسلة "الملك والكتابة"؟

بالضبط، كان لديّ خط درامي في الكتاب هو علاقة الصحافة بالسلطة، منذ عام 1798 حتى 1999، في البداية لخّصت كل سنة في فقرة مكونة من 300 كلمة: "فيها استعراض لأهم الشخصيات والأحداث في السنة"، كنت أعمل على الفكرة لـ12 ساعة في اليوم لشهور عدّة، حتى أن بعد خروجي من المكتب: "قلت لمراتي الحمد لله أنا خلصت شغل على الفكرة، فبصت لي باستغراب وقالتلي كل ده في الفكرة؟".

وعملت على الجزء الثالث الخاص بفترة التسعينيات لثلاث مرات، وما ظهر للناس هو النسخة المنقحة الأخيرة من المحاولات، "وساعدني في البحث أستاذ محمد العزبي، وهو شيخ الصحفيين دلوقت، عاصر بنفسه هيكل في فترة الخمسينيات والستينيات".

ومن أين بدأت في عملية البحث؟

لجأت أولًا للأرشيف من صحف ومجلات، دار الكتب والوثائق ومكتبة الإسكندرية وسور الأزبكية: "دول كانوا أخواتي"، كنت أبيت في الإسكندرية بالثلاثة أيام: "وأفضل أشتغل في مكتبة الإسكندرية من أول ما تفتح لحد ما تقفل"، وأبحث في دار الكتب ما لم أجده في المكتبة، ثم أذهب إلى سور الأزبكية؛ لأشتري ما حددته: "لأن في نظري الاقتناء لطيف بس مش هو الهدف، الهدف إني أوصل لحاجة".

تلك كانت المرحلة الأولى في البحث، بعد ذلك كنت أبحث عبر الكتب التي تحدثت عن تاريخ الصحافة، لكن واجهتني مشكلة كبيرة في البحث؛ لأن بعض ما كتب في الصحافة كتب أكاديمية: "صعبة جدًا في القراية، ودي مشكلة تعوق عملية الاستمتاع بالقراية".

2

وما أهم المراجع التي اعتمدت عليها في بحثك؟

بحثت عن الكتب التي أنتجها صحفيون وعلاقاتهم بالسلطة، كذلك كتب "أسطوات المهنة"، وفي نظري إن كتب الدكتور إبراهيم عبده من أهم ما كُتب في الصحافة: "هو معلّم كبير في الشغلانة"، له كتاب عن جريدة الوقائع المصرية مهم جدًا، كذلك كتب عبداللطيف حمزة من المراجع الرئيسية، وأيضًا مراجع "فيليب دي طَرّازي" مهم جدًا، وهو كاتب لبناني: "وكتابه عن الصحافة زي دليل التليفون، بيقول كل جورنال صدر فين وأمتى"، لمّا اطلعت على هذه المراجع فهمت ما الذي عليّ فعله: "وإيه الجديد اللي ممكن أعمله مختلف عن اللي اتعمل قبل كدا".

أحمد عرابي لم يقف على حصانه أمام الخديوي

البحث في التاريخ أمر شاق..كيف تتأكد من الوقائع التي تكتب عنها؟

أستوثق من الواقعة جيدًا عبر الكتب والأشخاص أيضًا، هناك واقعة مثل: "وقوف أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق التي قال فيها: لقد خلقنا الله أحرارًا، أنا رجعت لخمسة أشخاص عشان أتأكد من الواقعة، ودورت عنها في كتب كتير"، والحقيقة إن هذه الواقعة لم تحدث على الإطلاق، لم يقف أحمد عرابي على حصانه أمام الخديوي، ولم يقل الحديث المشهور المتداول بينهما، في تلك الواقعة تحديدًا.

أنا رجعت لما كتبه محمد عبده داخل قصر عابدين: "وهو كان رئيس تحرير الوقائع المصرية"، كذلك بحثت عنها خلال الصحف التي صدرت في تلك الفترة: "روحت للجرايد المؤيدة للخديوي والمعارضة زي "التنكيت والتبكيت"، متكتبش فيها أي تفاصيل عن وجود واقعة زي دي".

ولكن التاريخ أو ما نعرفه يمتلئ بوقائع حفظناها بهذا الشكل..ما معيارك لاختيار المراجع التي تستند إليها؟

سأعطي مثالًا، حينما بحثت عن تفاصيل الثورة العرابية كنت أبحث عبر الصحف التي تحدثت عنها، ولا أثق فيما ينقله شخص عن آخر، آمنت بأن السياق الزمني والمكاني مهم جدًا: "مينفعش أروح لكاتب كتب عن واقعة هو معاشهاش، سمعها أو مكنش مولود وقتها أصلًا، حسب الظرف الكلام بيتغير"، كذلك قرأت الأعمال الكاملة لمحمد عبده، فمثلًا الثورة العرابية لم تُبعث من رمادها سوى بعد ثورة يوليو: "وقتها صفحات الجرايد كتبت صفحات كاملة عن الثورة العرابية، وتمجيد رهيب لأحمد عرابي، بينما الجرايد اللي كانت وقت عرابي نفسه مكنتش بتمجده كده، وقتها في مصر مكنش فيه اتنين بيحبوه، الناس كانت مختلفة عليه جدًا".

هناك واقعة أخرى ذكرتها وهي موت المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي.. قلت إن محمد علي هو المسؤول عن وفاته..كيف وصلت لذلك الاستنتاج؟

من خلال البحث والقراءة أدركت أن هناك -دائمًا- صراعًا بين محمد علي والجبرتي "لكن خناقة مش معلنة"، في نظري أدرك محمد علي خطورة الجبرتي على حكمه: "لأن الجبرتي يعتبر أول صحفي في تاريخ مصر؛ الجبرتي كان بيكتب التاريخ يوم بيوم وفي رأيي ده صلب الصحافة"، والروايات المتناثرة نقلت إن محمد علي قتل ابنه، والجبرتي مات حزنًا عليه: "وفيه روايات تانية بتقول إنه هو اللي قتله".

وهناك درس مهم وقت وفاة الجبرتي، إنه حينما مات لم يعرف أحد بالضبط عام رحيله: "ودا اللي يدلّ قد إيه إن موت مؤرخ هو كارثة حقيقية، التاريخ اهتز وقتها"، وهذا شيء مؤثر لدرجة: "إني بكيت لما قريت عن وفاته"، فلم يعد التأريخ إلا بعد ذلك بسنوات: "وقتها محمد علي أدرك إنه عايز يكتب التاريخ من وجهة نظره، فظهرت الصحافة".

بكيت وأنا أقرأ عن وفاة الجبرتي

من خلال القراءة للسلسلة وجدنا أن هناك فترات تاريخية ازدحمت بنخبة من الشخصيات المُلهمة مثل: "جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، وعبدالله النديم"، ومن فترة تاريخية أخرى؛ "أحمد بهاء الدين، محمد حسين هيكل، وآخرين".. كيف تكون طبيعة المجتمع التي تُنتج نماذج قوية بهذا الشكل؟

مبتسمًا: "وساعات بتلاقيهم قاعدين مع بعض على قهوة"، أعتقد أن هناك فترات قوية في تاريخ مصر، اهتمّ فيها الحاكم بطبقة المثقفين، مثلًا محمد علي اهتم بالبعثات العلمية التي أخرجت لنا شخصًا مهمًا كـ"رفاعة الطهطاوي" الذي صار وزيرا للحربية في عهد محمد علي، وأحيانًا يكون هناك زعامة مركزية يتجمع الناس حولها، مثل جمال الدين الأفغاني: "كان بيبقى عنده محمد عبده وحبيب إسحاق وغيرهما، مجموعة كبيرة من المثقفين والصحفيين يتجمعوا حواليه في قهوة في إسكندرية وهو بيعلمهم ويخطب فيهم كلهم".

حالة الزخم هي التي تصنع شخصيات ملهمة في تاريخ مصر: "ومكنوش عظام ببلاش كدا، التاريخ بيقولنا أد إيه كان فيه مراحل فاصلة لازم ساعتها يختاروا عندها يبقوا في أنهي صف؟"، مثل محمد عبده، وهو شخص إصلاحي لم يؤمن بالثورة العرابية: "لكن جت مرحلة فاصلة بإن اللي مش مع الثورة يعتبر خاين، فانضم للثورة".

3

الصحافة كانت يومًا ماتش تنس

خلال رحلة بحثك..ما أكثر الفترات التي رأيت فيها حرية للصحافة؟

هناك فترة مهمة جدًا؛ من عشرينيات القرن الماضي وحتى الأربعينيات: "دي كانت فترة فيها أكبر حرية للصحافة رغم إن كان فيه احتلال"، كل يوم كان هناك صحيفة تُغلق وأخرى تُفتح، فاطمة روز اليوسف كان يغلق لها صحف عديدة في أسبوع واحد.

أرى أن العلاقة بين الصحافة والسلطة كلعبة تنس، في تلك الفترة تحديدًا: "كان دستور 1923 هو اللي بيحكم العلاقة دي، ورغم إن فيه قانون بيدي الحق للحكومة تقفل الجرايد، بس -في نفس الوقت- القانون كان بينصر الصحافة أحيانًا، وتطلع أحكام قضاء تغرّم الحكومة".

وما فترات الضعف التي مرت بها الصحافة؟

أسوأ الفترات التي شهدتها الصحافة كانت بعد الثورة العرابية، لا يمكن أن تكون هناك فترة أسوأ منها، منذ عام 1882 وحتى 1889 ظلت مصر بلا صحف.

في تلك الفترة أُغلقت الجرائد؛ لأن أغلبها كان مؤيدًا للثورة، وما استمر إما صحف موالية للسلطان العثماني وأخرى موالية للخديوي، وثالثة تتحدث بلسان الإنجليز، واستمر الوضع إلى أن صدرت جريدة المؤيد عام 1896، حينها أصبح هناك تجمع حول الصحفي، لدرجة أن جلسة محاكمة لصحفي مثل علي يوسف في قضية التلغرافات البريطانية، وما فعله الإنجليز في السودان، شهدت حضور المصريين داخل وخارج المحكمة، خلاف المنتظرين في المنازل لسماع الحكم.

كذلك الفترة التي تلت ثورة يوليو، أرى وقتها أن العلاقة بين الصحافة والسلطة تحولت إلى مباراة ملاكمة بدلًا من التنس، إذا أغلقت صحيفة لا تعود مرة أخرى، ومع عام 1960: "مبقاش مسموح إنك تغلط من الأساس"، بسبب وجود رقيب دائم داخل الجريدة.

وكيف كان رد الصحفيين في تلك الفترات العصيبة؟

دائمًا كان هناك صحفيون يقفون ندًا للسلطة، مثل فاطمة اليوسف حينما أرسلت خطابًا لجمال عبدالناصر تنتقد فيه الأوضاع، وفي ظل الرقيب المقيم بالجريدة، كان هناك رؤساء تحرير أقوى من الرقيب، أمثال محمد حسنين هيكل "كان عنده القدرة إنه يجيب ورقة يقول له مينفعش تمنع المقال ده".

وفي فترة الستينيات والتسعينيات، كان الصحفيون أصحاب الخبرة يتحايلون بالكتابة، في ظل توزيع جيد للصحف وهناك صحفيون استطاعوا أخذ قرارات: "بصرف النظر عن أي حد". في وقت اتمنع اسم الفنان عادل إمام بسبب خلافه مع إبراهيم سعدة، لكن أحمد رجب استمر في الكتابة عن عادل إمام، ولما قرر رئيس التحرير وقتها ممتاز القط أن يحذف كلمة من مقال لأحمد رجب، امتنع الأخير عن الكتابة، حتى أن الرئيس ورئيس الوزراء تدخلا لإرجاعه عن قراره، كان الصحفي يفهم جيدًا دوره رغم الصعوبات.

4

وفي رأيك لماذا تقلص دور الصحفي؟

الصحفي كان له وضعه وعارف مكانته كويس؛ كان هناك رئيس تحرير قوي يقابل رئيس الوزراء ووزير الداخلية: "ويتعامل معاه بندية" ثم بدأت العلاقة تصغر.

وبدأ أساتذة المهنة: "اللي فاهمين الشغلانة" يخفوا عن الصحفيين الصغار أصول العمل: "وكأنهم بيضللوا العدالة"، يتعاملون معهم: "على أنهم ميعرفوش حاجة"

حرصت في نهاية كل جزء على ذكر المراجع التي استعنت بها تحت اسم "كتب ملهمة"..فما السبب في الاسم؟

"لأن فيه ناس بتلهمني حتى لو مخدتش جملة منهم"، مثل محمود عوض، لم آخذ معلومة واحدة من كتبه: "لكن بكتبه كمرجع؛ لأن قدرته على إلهامي أكبر"، لكني بشكل عام متأثر بمدرسة سلامة أحمد سلامة وسناء البيسي في الكتابة.

ما أصعب المواقف التي مرت عليك أثناء إعدادك لـ"الملك والكتابة"؟

وأنا أكتب الجزء الثالث، بعدما أنهيت 80% منه، فجأة ضاع ما كتبت، وأعدت كتابته مرة أخرى، نفسيًا "اتدمرت"؛ لأن من الصعب جدَا أن يضيع مني عمل أكتبه، لكن ذلك كان اختبارًا: "عرفت قد إيه إني بحب حدوتة البحث في الصحافة.. حب أفلاطوني يخليني أكمل".

كيف اختلفت تجربتك مع السلسلة عن أي كتاب آخر أعددته؟

أنا أكملت تعليمي مع السلسلة. حياتي كلها اختلفت بعد "الملك والكتابة"، طريقة البحث أصبحت أقوى كثيرًا: "بقى عندي أشبه بهوس"، صرت أبحث بطريقة تبدو كوميدية، أكون على علم بالمعلومة لكن أتفقد أكثر من 10 مراجع عنها: "أقول يمكن يكون في كلمة أو وصف زيادة يخليني أصنع صورة أفضل للحدث".

5

قبل نشر "الملك والكتابة".. وأنت تبحث وتكتب في تاريخ الصحافة..ما الدافع الذي يلهمك للمواصلة؟

رأيي إذا كان دوري في الحياة أن أذّكر الصحفي أنه يومًا كان صاحب قوة، لدرجة أن رئيس الوزراء كان يذهب ويعتذر له، فهذا يكفيني، وليس ذلك استدعاء لقوة: "ولا بحاول أوري إحنا كنا جامدين قد إيه؟"، لكنها الحقيقة حتى ولو مررنا بفترات ضعف.

عايشت كمًا هائلًا من التفاصيل..أيًا من الأحداث تمنيت حضورها؟

تمنيت أن أكون صحفيًا في الفترة من عام 1928 إلى 1948؛ لأن أوج مجد الصحافة كان فيها، ووقت ما بعد ثورة يوليو من عام 1953 إلى 1968، رغبت لو حضرت اجتماع نقابة الصحفيين، الذي قرر فيه أحمد بهاء الدين إخبار جمال عبدالناصر: "أنه غلطان وأننا اتهزمنا في 67 واللي نزلوا تظاهروا ناس حقيقية، وأنه هو المسؤول"، اندمجت مع الحكاية حتى أنني تخيلت تفاصيلها مع المكان الحالي للنقابة رغم أن المبنى كان في مكان آخر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان