"قد يظل حيًّا لأيام".. كيف نتأكد من قتل فيروس كورونا على الملابس؟
كتب - محمود عبدالرحمن:
باستثناء محافظة شمال سيناء، لا تخلو محافظة مصرية من الإصابة بفيروس كورورنا المستجد، الذي أصاب 3032 حالة في مناطق متفرقة، ونتج عنه وفيات تُقدر بـ 224.. هذا بخلاف الحالات التي يمكن أن تصاب بالفيروس، ولا تظهر عليها أية أعراض مرضية، كما أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد، وأكد جون غبور، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة، عندما أوضحا أن 85 % من إصابات المصريين بفيروس كورونا لا تحتاج لعلاج وتشفى بذاتها.
وهناك عدة وسائل ينتقل من خلالها الفيروس، ومنها المتعلقات الشخصية كالمفاتيح (على سبيل المثال)، وأيضًا الملابس، هذا إضافة إلى الرذاذ والأسطح الخشبية والمعدنية...
فكيف نحمي أفراد الأسرة من نقل العدوى من أحد أفرادها الذي يشتبه في إصابته أو قد يكون حاملاً للفيروس، وكيف نتخلص من الفيروس الذي يمكن أن يكون عالقًا بالملابس؟، خاصة وأن المستلزمات الشخصية مثلها كسائر الأسطح يمكن أن يظل الفيروس عليها، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أنه لا يُعرف على وجه اليقين فترة استمرار أو بقاء الفيروس المسبب لمرض "كوفيد - 19" حيًّا على الأسطح، ومن بينها الأسطح القماشية كالملابس.
ويوضح المكتب الإعلامي للمنظمة العالمية بالقاهرة أن الفيروس المسبب لمرض "كوفيد - 19" قد يظل حيًّا على الملابس لساعات أو لعدة أيام، وقد يختلف ذلك باختلاف الظروف، مثل نوع السطح ودرجة الحرارة أو الرطوبة، بحسب المعلومات الأولية عن فيروس كورونا المستجد، هو يشبه في ذلك سائر فيروسات كورونا.
في حالة قيامك بلمس هذه الملابس خلال ساعات قليلة من وجود أو انتقال الفيروس إليها من مريض أو شخص حامل له، فقد ينتقل الفيروس إلى يدك أو ملابسك بمجرد ملامستها الجزء المصاب، وقد تصاب بالفيروس عندما تنقله إلى يدك ثم مع ملامسة الفم أو الأنف أو العين.. بحسب الدكتور أمجد الخولي، استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية.
ويضيف الخولي: "إذا كنت تعتقد أن سطحًا ما - قماشيًّا كالملابس- قد يكون ملوثًا، فنظفه بمطهر عادي لقتل الفيروس وحماية نفسك والآخرين، ونظف يديك بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون. وتجنب لمس عينيك أو فمك أو أنفك".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التعامل بحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية يعتبر من الأولويات لعدم انتشار الوباء، لذلك ينبغي على المتعاملين مع شراشف وفوط وملابس المرضى المصابين بالعدوى أو المشتبه في إصابته القيام بالعديد من الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم أو المتواجدين معهم وفي محيطهم، وتبدأ هذه الإجراءات كما يقول الدكتور الخولي، بارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة مثل القفازات والكمامة وحماية العينين ورداء بأكمام طويلة ومريلة ـ إذا لم يكن الرداء مقاومًا للبلل- وأحذية طويلة أو مغلقة، قبل لمس أي أغطية وملابس متسخة، محذرًا من حمل الملابس المتسخة قريبًا من الجسم، ووضعها في حاوية مانعة للتسرب.
كما يوصى الخولي بتنظيف الملابس والأغطية المتسخة بغسلها بمسحوق تنظيف وماء ساخن، تتراوح درجة حرارته بين 60 و90 درجة مئوية. أو نقع الملابس في الماء الساخن والصابون في حوض كبير واستخدام عصا لتحريكها بحذر لتجنب رذاذ الماء. وإذا لم يتوفر الماء الساخن، فيمكن نقع الملابس في سائل الكلور المركز بنسبة 0.05 في المائة لمدة 30 دقيقة تقريبًا، وتُشطف الملابس بالماء النظيف وتُترك لتجف تمامًا تحت آشعة الشمس.
وخلال شهري مارس وإبريل الحالي، تم فرض حجر صحي على أكثر من منطقة سكنية، لظهور حالات إصابة بها، لصعوبة حصر المخالطين لهذه الحالات، قامت السلطات التنفيذية بعزلها عن المناطق المحيطة بها ومنع الدخول والخروج، مثل باخرة الأقصر وقرية المعتمدية بالجيزة وبلقاس بالدقهلية وأحد شوارع بهتيم بالقليوبية وغيرها من المناطق.
سكان هذه المناطق المعزولة لا بد أن يكونوا أكثر حرصًا على تطبيق طرق الوقاية، كما يقول الدكتور أحمد إسماعيل، مدرس الفيروسات بكلية العلوم جامعة بنها والحاصل على الدكتوراة من مركز نبراسكا للفيروسات بأمريكا، ولا بد من تطهير الملابس بالكلور المخفف وغسلها بالماء والمسحوق من وقت إلى آخر، ويفضل أن تكون عقب كل مرة يعود منها الشخص من خارج المنزل، مع مراعاة أن يتم وضع تلك الملابس عرضة لضوء الشمس أو درجة حرارة مرتفعة، بمجرد العودة من الخارج المفروض تم تبديل الملابس واتباع الإجراءات من التطهير.
ويضيف إسماعيل، مدرس الفيروسات بإحدى جامعات مدينة ووهان الصينية، أولى المدن التي انتشر بها فيروس كورونا - أن المواد الكيميائية الموجودة في المنظفات والكلور تعمل على تكسير الاتصال بين الفيروس وسطح المنسوجات، كما يعمل الكلور على تحليل مكونات الفيروس الخارجية، وبالتالي يتحلل الفيروس وينتهي، موضحًا أن هناك بعض المفاهيم المغلوطة التي تقول بأن الفيروس يتكاثر، وهذا ليس صحيحًا، وذلك لأن عملية التكاثر لا تكون إلا في الكائنات التي لها آلية تكاثر، سواء كان تكاثرًا جنسيًّا أو لا جنسيًّا.. لكن "الفيروس يتضاعف أو يتناسخ، ويعتمد على الخلية الحية في ذلك".
فيديو قد يعجبك: