صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه
تصوير: حسام دياب
كتب: محمد مهدي
داخل مسجد الإمام الحسين، يجلس الشيخ محمد متولي الشعراوي، مُمسكًا بالقرآن الكريم، وحوله مئات من عشاقه ومُريديه جاءوا للإنصات إلى تفسيره المُبسط لآيات الله، يندمج في الشرح بينما يهتز جسده يمينًا ويسارًا بخفة، يُعدّل نظارته المميزة ثم يُطلق يداه في الهواء يُلوّح بها طوال اللقاء الذي يُذاع على التلفزيون طوال شهر رمضان الكريم وأسبوعيًا بعد صلاة الجمعة، تلك الجلسة الأشهر لإمام الدعاة- كما أُطلق عليه- لكن ثمة "قعدة" أخرى لا يُعرف عنها الكثير، داخل منزل الشيخ، لها طقوسها وحكاياتها التي وثقها المصور الصحفي "حسام دياب".
عاش "الشعراوي" لسنوات طويلة بجانب مسجد الإمام الحسين، قبل الانتقال رُفقة أسرته إلى بيت كبير في منطقة هادئة بالمنصورية، خصص الشيخ مكتب لاستقبال ضيوفه في الدور الأرضي ثم انتقل إلى غرفة فارغة من الآثاث، لتُصبح مساحة لجلساته اليومية مع القادمين لزيارته "كان فيها (شِلت) بس في كُل مكان، وترابيزة فيها الكتب بتاعته" بجانب جهاز للتنفس الصناعي يستخدمه كلما تعرض لأزمة تنفس، فضلًا عن "صينية عليها طبقين ترمس وجبنة قريش، وعيش ناشف، دي وجبته اليومية" كما يقول "دياب" الذي داوم على زيارة "الشعراوي" في بداية التسعينيات.
"القعدة" التي يستقبل فيها "الشعراوي" ضيوفه، لها طقوس واضحة، تبدأ منذ الساعات الأولى للصباح وتستمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر، البعض يأتي بمواعيد مُتفق عليها لكنه لا يُغلق بيته أمام أحد "كنت بشوف ناس بسيطة بتيجي بشكل مفاجيء يطلبوا مقابلته، وهو يرحب على طول" يستقبل الجميع بالترحاب، يستمع إلى شكواهم أو استفساراتهم ومن يحتاج إلى المساندة لا يتأخر، يتكلم إمام الدعاة قليلًا، وحين يأتي مجال للحديث يتأنى فيما يقول، بينما لا تخلو الجلسة من سخريته أحيانًا ودعاباته "يحب يهزر لكن بدون ما يقلل من وقار القعدة".
أحاديث "الشعراوي" مع أصدقائه والمقربين تدور حول أمور الدنيا والدين، يتذكر تارة خطوات هامة في مسيرته "خاصة فترة شغله في السعودية والخلاف اللي حصل مع عبدالناصر، وقعاده في مصر ثم رحلته بعدها للجزائر ومنها لمكة مرة تاني" ولا تخلو "القعدة" من قراءة الشعر "كان بيحب الشعر جدًا وله قصايد كتيرة كاتبها"، يتوقف عن الكلام أحيانًا حينما يتعرض لأزمة تنفس مفاجئة حينها يُمسك بجهاز التنفس الذي يضعه دائمًا بجواره "ويحط الجهاز والخراطيم بنفسه، لحد ما صحته تتحسن، ويكمل حديثه تاني" وهو ما وثقه "دياب" بعدسته.
منذ أن التقى "دياب" للمرة الأولى بالشيخ في حوار صحفي بمنزله في الحسين، وهو يعرف عنه البساطة والكرم أيضًا "في قعداته دايمًا تلاقيه بيطلب أحسن أكل لضيوفه" يقول دياب إنه شهد ذات يوم مناداة "الشعراوي" لأحد أبنائه ومطالبته بشراء وجبات "كباب" لعدد من الحضور وذويهم "عشان لما يروحوا من عنده يتغدوا مع أولادهم" فيما كان الشيخ يتناول دائمًا قطعة جبنة قريش مع كسرات من الخبز بجانب "الترمس" فقط كلما شعر بالجوع.
اقرأ المزيد:
صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"
صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح
صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير
صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه
صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب
صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة
صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه
فيديو قد يعجبك: