إعلان

صورة وحكاية (11)- في قلب الصحراء الغربية.. أسطورة واحة الجارة

10:51 م الجمعة 01 مايو 2020

واحة الجارة 1982

تصوير- حسام دياب:

كتبت- شروق غنيم:

يُحكى أن واحة منعزلة على ذاتها في عمق صحراء مصر الغربية يبلغ تعداد سُكانها 40 شخصًا، ما إن يذكر اسمها تتداول الأسطورة؛ تتابع دورة الحياة والموت يوميًا في واحة الجارة، لا يزداد تعداد أهلها، إذا وُلد صغيرًا في الصباح لا يحل اليوم التالي إلا وقد رحل مُسِن عن الدُنيا، وقعت الأسطورة على مسامع المصور الصحفي حسام دياب، بينما يخوض مغامرة في أنحاء واحة سيوة عام 1982، فقرر تتبعها.

خلال فترة طويلة قضاها دياب في واحة سيوة اعتاد على أهلها، ألفوا صحبته وصاروا رِفاق، روا عليه أسطورة "أم الصغير" كما تُلقّب، اتقد الحماس بداخله لتوثيق الحياة هناك، غير أن المخاطرة لم تغب عن الرحلة "اللي كان معايا قال لأهل سيوة لو مرجعناش بليل ابعتوا ناس تدور علينا".

مع أول ضوء للنهار خرج دياب إلى "أم الصغير"، 75 كيلو مترًا تفصلها عن سيوة، شّق دياب طرقًا وعرة "مرينا في طريقنا على منطقة خطر زي بحر الرمال الأعظم"، كما تستقر الجارة على الحواف الغربية لمنخفض القطارة "عدينا على عيون مياه شهيرة هناك مندفعة من المنخفض مغطية مساحة زي البحر"، كانت تلك الأجواء تمنح المصور الصحفي شغف أكبر.

حين وصل لم يكن المشهد مختلفًا كثيرًا عما رآه دياب في واحة سيوة "كانت شبهها بس على صغير"، على مساحة 120 فدانًا تقبع الجارة، تتخذ بيوتها التراث السيوي المبني بمادة الكرشيف الطينية، يتحدث أهلها اللغة الأمازيغية، ولا يخلو أي منزل هناك من شق كبير في الجدران "كانوا بيعتبروا دي علامة على صلابة البيت".

كانت تنعم الجارة بالهدوء، بلغ سُكانها وقت زيارة المصور الصحفي 40 شخصًا فقط، فيما كانت تمتاز بالبساطة في طعامها مجرد زيتون وتمر وفول، فيما خلت من أي مرافق أساسية "مكنش في مدارس أو مستشفيات.. واحة فقيرة جدًا"، انزوت على نفسها واستمرت في عزلة تامة عما يجري حولها.

لكن كان ثمة حلقة وصل بين أهلها والعالم الخارجي، شيخ كبير في السن جاوز الخمسة وستين عامًا، له هيبة كبيرة في الجارة بين الكبار والصغار، إذ هو مُعلمهم الوحيد وكذلك طبيبهم المُداوي. في مسكنه البسيط كان يستقبل الشيخ الستيني الأطفال يُعلمهم القراءة والكتابة من القرآن "كان أشبه بكُتاب على صغير"، وبينما خلا المكان من مستشفى أو وحدة صحية، فكان قِبلة المرضى "كان بيعالجهم بالقرآن".

قضى المصور الصحفي يومًا كاملًا في رحاب أم الصغير وقد ألف لغتهم الأمازيغية التي اعتاد عليها من ألسنة أهل سيوة، يجوب المكان الصغير، يتعرف على عادات وتقاليد أهلها، يوثق حكاياتهم بعدسته ومن بينهم أهم شخصية حينها في الجارة، المعلم والطبيب الوحيد.

اقرأ المزيد:

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة

صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه

صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه

صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين

صورة وحكاية (10)- هدف ببطولة إفريقية.. الأهلي لم يركع في "رادس"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان