السحور في الميادين العامة.. ما يفتقده مصريون في "رمضان" خلال أزمة كورونا
كتب- محمد مهدي:
تصوير- جلال المسري:
خلال عقود طويلة، لم تهدأ الحركة في الميادين العامة والأماكن القريبة من مساجد أولياء الله الصالحين، خلال شهر رمضان الكريم، خاصة في ساعات ما قبل آذان الفجر، إذ تزدحم الشوارع بالقادمين من كُل حدب وصوب لتناول وجبة السحور في الطريق، وسط أجواء خاصة من أصوات ابتهالات أو زينة مُعلقة في الأرجاء أو "أرزقية" من بائعي العصائر أو الهدايا التذكارية، فضلًا عن الآكلات المُفضلة "الفول والطعمية والبيض المقلي بطريقة مميزة، وكل مطعم أو عربية له نفس خاص في الطعم" كما يقول عصام شاهين، الذي يفتقد تلك الحالة هذا العام نتيجة لتفشي فيروس "كورونا" المستجد.
إذا حضرت سيرة السحور، تأتي في مخيلة "شاهين" زياراته المستمرة خلال شهر رمضان الكريم إلى منطقة السيدة زينب "اشتغلت فترة في شارع قصر العيني، وكنت بتسحر دايمًا جنب مسجد السيدة زينب، وأشرب الشاي المتين ثم أصلي الفجر هناك" أيضًا الذهاب إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي، رفقة الأصدقاء والأسرة والسير بعدها في المنطقة حتى الوصول إلى مسجد الحسين "نشتري هدايا من المكان، وأحيانًا لو مش هنتسحر هناك نشتري فول وطعمية واحنا ماشيين".
كانت الدولة قد فرضت حظر تجول في مارس الماضي، يبدأ من الساعة السابعة مساءا حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم تدريجيا عملت على تخفيف الإجراءات ليُصبح الحظر من الساعة الثامنة، وفي شهر رمضان باتت الشرطة تُغلق المحلات والشوارع من التاسعة مساءا، وهو ما تسبب في توقف أنشطة عربات الفول والمطاعم التي اشتهرت بتقديم وجبات السحور لعشاق الأطعمة التي يقدمونها في رمضان "وصعب في الظروف اللي احنا فيها، نأكل بره البيت، عشان موضوع كورونا" وفق ما تقول الشابة العشرينية ياسمين سيف، التي ترفض اقتراح أسرتها بالإفطار خارج البيت
وفي محاولة لأسرة "سيف" لتعويض خروجهم المعتاد في شهر رمضان، مع باقي أفراد العائلة في "السحور" تقوم الأم بشراء الفول من محل قريب من المنزل خلال ساعات النهار فيما تصنع بنفسها "الطعمية" داخل المنزل "فاكرة أول مرة والدتي عملتها في السحور فرحنا زي العيال، كان بقالنا وقت نفسنا فيها" حيث اعتادوا لسنوات طويلة على تلك الوجبة وهما ينصتون إلى تلاوة القراءن في مسجد الحسين "وبعدها نتمشى شوية نشرب عصاير أو نبص على المحلات اللي بتفضل فاتحة للفجر".
فيديو قد يعجبك: