دورات تدريبية وترفيهية.. مبادرة سيدة سودانية لدعم اللاجئات في مصر
كتب- محمد زكريا:
ربما على عكس ما تتوقع، وجدت مزن العلي، وهي لاجئة سودانية في مصر، بجائحة كورونا العالمية فرصة للازدهار، تصف السيدة تلك الفترة من حياتها بالأكثر إيجابية، حيث وفر لها الإغلاق عالميا الحصول على دورات تدريبية عبر الإنترنت، فرصة لم يكن لها الاستفادة منها في الأوقات الطبيعية، فلا إمكانية لديها للسفر خارج بلد اللجوء ولا فرصة، لكنها الآن أكثر قدرة على مد غيرها من اللاجئات بالعلم والدعم.
20 يونيو من كل عام، تحتفل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بحلول يوم اللاجئ العالمي، لإذكاء الوعي العام بشأن معاناة اللاجئين واحتياجاتهم وزيادة الوعي العالمي العام بها، والذي يحضر هذا العام بالتزامن مع أزمة عالمية سببها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فارضا تحديات أكبر على اللاجئين في كل أنحاء العالم، وموجدا لـ"مزن" دورا كبيرا في دعم مجتمعها.
منذ عام 2016، تعيش "مزن" بمصر، بعد مغادرتها السودان في ديسمبر، لتؤسس لنفسها حياة جديدة، بعون مفوضية شؤون اللاجئين، ودعم هيئة "تير دي زوم" لها في تقديم دورات تدريبية لللاجئات، عبر الإنترنت، في وقت يتفشى كورونا في العالم، ويفرض تباعد جسدي، وحمل ثقيل على الأنفس.
في فبراير، انطلق برنامج المسؤولية المجتمعية، للتوعية بالكيفية التي يجب أن تكون عليها مجابهة كورونا، ليبدأ بـ"مرحلة التوعية بمخاطر المرض، وكيفية الوقاية منه"، ويستمر في تقديم "الدعم النفسي، وبخاصة إلى الأطفال، عن طريق توعية الأم بكيفية التعامل معهم"، ويمتد إلى تقديم الدعم النفسي للسيدات، حيث "أن الإغلاق الناجم عن هذه الجائحة أثر بشكل خاص على النساء، لاسيّما على صحتهن النفسية" تقول "مزن"، مضيفة: "تواجه العديد منهن تحديات غير مسبوقة، بما في ذلك كيفية التعامل مع أطفالهن الذين يواجهون هم أنفسهم صعوبة في التكيف مع العزل المنزلي".
لتتجاوب الهيئة مع طلبات اللاجئين، وتشارك "مزن" مع آخرين في تقديم "ورش إسعافات أولية، لتأهيل اللاجئين على التعامل الأمثل في حالة مرض أحدهم بكورونا أو أحد من أفراد أسرهم"، وصولا لتقديم دورات ترفيهية "مثل الرسم والقصص للأطفال، وللكبار اختلقنا فرح افتراضي لعروسين متخيلين، مسعد ومسعدة، حيث ترسل كل سيدة أغنية تعبر عن العرس في بلدها الأصلي، أو تشاركنا تقليد يميز أفراحه".
هذا وتستضيف مصر حاليًا 258،812 لاجئ وطالب لجوء مسجل من دول مثل سوريا والسودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا، وتمثل النساء 48% منهم، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين، منهم "مزن" وأخريات، حيث شاركن بنشاط في الاستجابة لفيروس كورونا المستجد على مستوى المجتمع.
وعلى الرغم من صغر سنهّن، حيث تتراوح أعمارهنّ ما بين 19 و24 عاما، كانت الفتيات واثقات من قدرتهن على تيسير وتقديم الجلسات لجمهورهن من النساء اللاجئات الأكبر سنا.
وتكون تلك الدورات عبر الإنترنت، عن طريق جروب واتس آب، حيث تتواصل "مزن" مع "حوالي 100 لاجئة من السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والعراق وسوريا وفلسطين ويشاركنا أيضا مصريين، ولإدخال لاجئة جديدة يتم التأكد من هويتها، للتأكد من كونها سيدة، عن طريق إرسالها تسجيل صوتي لنفسها"، وكان تواصل مزن مع المشاركات عبر تسجيلات صوتية على واتس آب في البداية، قبل أن تتجه إلى المحادثات عبر برنامج "زوم".
فيديو قد يعجبك: