بالأرقام.. ماذا فعل "كورونا" بـ4 دول عربية بها صراعاتٌ مسلحةٌ (تفاعلي)
كتبت- مها صلاح الدين:
في أواخر يونيو الماضي، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من تفشي فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد- 19) في البلدان العربية: (اليمن، وسوريا، وليبيا) التي تشهد صراعاتٍ ونزاعاتٍ مسلحة منذ سنوات، تسببت في انهيار وتدمير أنظمتها الصحية التي كانت تعاني هشاشة وضعفًا من قبل هذه الصراعات.
التحذير ليس الأول؛ فقد حذرت المنظمة العالمية قبل ذلك من عدم قدرة هذه الدول على التعامل مع الوباء، وطالبت بإنقاذ اليمن وسوريا من تفشي الوباء، بينما أعربت حكومتا العراق وليبيا عن قلقهما من الوضع الراهن.
ماذا فعلت كورونا بالدول العربية التي تشهد صراعات مسلحة منذ عقد من الزمان؟
وكيف واجهت أجهزتها التنفيذية تفشي الوباء؟
باستخدام الرسوم التوضيحية والبيانات التفاعلية، يرصد "مصراوي" ما يجري بالعراق واليمن وسوريا وليبيا، في ظل ارتفاع طفيف لمنحى إصابات كورونا عربياً.
خلال الأسبوع المنصرم، سجل الوطن العربي 69 ألفًا و858 إصابة، بارتفاع 1% عن الأسبوع الذي سبقه، بينما سجلت دول الصراع الأربعة "اليمن وسوريا والعراق وليبيا" 26 ألفًا و106 إصابات، خلال الأسبوع الماضي.
انقسمت هذه الدول إلى جزأين: الأول "سوريا 422 إصابة، واليمن 65 إصابة" وتعبر هذه الأرقام الرسمية المؤكدة عن انخفاض الإصابات وبينما الثاني "العراق 23 ألفًاو332 إصابة، وليبيا 2287 إصابة" تشير الأرقام إلى ارتفاع ملحوظ في الإصابات.
النظام الصحي ضعيف ومراقبة الوباء ضعيفة في هذه الدول، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ولا تشير نسبة الأرقام المعلنة إلى السيطرة على الفيروس، خاصة في سوريا واليمن اللتين توصفان بالأكثر تضررا من كورونا المستجد.
ووفقا للأرقام الرسمية، فإن العراق- ذلك البلد الذي يدخل ضمن الدول الأعلى إصابات عربيًا بعد السعودية- يتصدر بـ4 آلاف و280 إصابة لكل مليون مواطن عراقي، تليه ليبيا بـ1056 إصابة لكل مليون مواطن ليبي، وسوريا بـ86 إصابة لكل مليون مواطن، وأخيرًا اليمن بـ62 إصابة لكل مليون مواطن.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن ندرة أجهزة الكشف عن الإصابة بكورونا في اليمن وراء انخفاض عدد الإصابات، وارتفاع عدد الوفيات لديها، الذي وصل إلى 28.4% من إجمالي عدد المصابين، وهي أعلى نسبة وفيات في دول الوطن العربي.
وقد امتد التشكيك في الأرقام الرسمية من اليمن إلى سوريا، حيث قالت الـ"واشنطن بوست" إن الأرقام المنخفضة والثابتة في سوريا تثير الشكوك بخصوص شفافية الحكومة، وهو ما تحدثت عنه أطباء بالمستشفيات السورية.
اليمن الذي لم تتوقف الحرب على أرضه منذ عام 2015، يُفرض على أغلب مدنه قيود تحول دول وصول المواد الغذائية والدواء إليه، في الوقت الذي يعتمد فيه نحو 24 مليون شخص (80%) من السكان على المساعدات كي يبقوا على قيد الحياة، فيما يقف الملايين عند شفا المجاعة، في الوقت الذي يعاني فيه نحو مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، مع تفشي أمراض وأوبئة أخرى سبقت فيروس كورونا، مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا، دمرت نصف منشآتها الطبية، البالغ عددها 3500، جراء الغارات الجوية.
وبينما تقع سوريا في قائمة الدول الأقل إصابات في الوطن العربي، دشّن الأطباء السوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحذر من انتشار الفيروس، والزحام داخل المستشفيات، والتعتيم على الأرقام الحقيقية، في الوقت الذي لجأ فيه السوريون إلى إسعاف افتراضي، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها صفحة "سماعة حكيم"، لتلقي التعليمات الطبية أثناء فترة الإصابة، والتعافي من فيروس كورونا.
70 % من إجمالي مصابي كورونا في سوريا حالات نشطة، لم تتعافَ من الإصابة، وترتفع هذه النسبة في ليبيا، لتصل إلى 86.5%، وليعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا وجود "تطور وبائي جديد"، وأن البلاد تقود معركة خطيرة ضد جائحة كورونا، في الوقت الذي لا يدرك فيه المواطنون خطورة ذلك الوباء.
بينما أطلقت الحكومة العراقية التحذيرات نفسها، وأعلنت تشديد الإجراءات الاحترازية، بداية من عيد الأضحى الماضي، بعد أن تخطت أعداد الإصابات الـ100 ألف حالة، وسجل العراق المركز الأول في الوفيات بالعالم العربي، جراء الإصابة بـ "كوفيد 19"، بنسبة 28.5% من وفيات الوطن العربي.
ومن خلال رصد حالة المنحنيات الإجمالية واليومية في البلاد الأربعة، تظهر منحنيات الإصابات والوفيات اليومية، والحالات النشطة - ارتفاعا بالعراق وسوريا، وانخفاض منحنيات الإصابات اليومية والحالات النشطة في اليمن، بينما يرتفع منحنى الوفيات اليومية بها.
وتهبط منحنيات الإصابات والوفيات اليومية في ليبيا، بينما يرتفع منحنى الحالات النشطة لديها.
تحفظت سوريا واليمن على الإعلان عن عدد اختبارات pcr التي أجرتها للكشف عن الإصابات، في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من قلة وندرة وجود أجهزة الكشف عن كورونا في اليمن.
بينما أجرى العراق أكثر من مليون و200 ألف اختبار، وأجرت ليبيا أكثر من 75 ألف اختبار، لتكون في المرتبة الأخيرة، للدول المعلنة عن عدد الاختبارات في الوطن العربي، وفقًا لموقع وورلد ميتر، المستقل، للبيانات الدولية.
ووصل إجمالي عدد الاختبارات في الوطن العربي إلى 16 مليونا و555 ألفًا و918 اختبارا، ولم تفصح 8 دول عن عدد اختبارات الـ pcr لديها منذ شهور، على رأسها مصر، واعتمدت على إجراء أشعة الصدر والكواشف السريعة.
بينما بلغت نسبة الإصابات النشطة في الوطن العربي 16.6%، والوفيات 1.8%، ونسبة المتعافين 81.8% من إجمالي عدد الإصابات، التي وصلت إلى مليون و89 ألفا و900 إصابة.
فيديو قد يعجبك: