"بطل x كتاب".. رحلة قاتل يبحث عن الخلاص في "الجريمة والعقاب"
كتبت-هبة خميس:
هناك أعمال أدبية ولدت لتُخلد وليعاد قراءتها إلى الأبد، من بين تلك الأعمال تحظى رواية "الجريمة و العقاب" بمكانة كبيرة، والتي صدرت عام 1866 مسلسلة في مجلة روسية وتعتبر العمل الثاني لكاتبها فيودور دستويفسكي، فالرواية على مدار مائة وخمسون عامًا صدرت في آلاف الطبعات وبيعت منها ملايين النسخ، وتم عمل الكثير من الأفلام والمسلسلات بناء على فكرتها.
بطل الرواية الطالب الجامعي "راسكولينكوف" يقتل السيدة العجوز المرابية، تبدأ الرواية بمرحلة التخطيط للقتل ودوافع البطل للجريمة التي لابد من فعلها لإنقاذ أحبائه، وفي الوقت نفسه نقترب من شخصيته لنتبين أزماته الكثيرة، والتي من ضمنها كآبته وتجهمه وصدقه الشديد ومحاولة دفاعه عن مبادئه، يقع البطل "راسكولينكوف" في حب "صوفيا"، وهي فتاة من حاملي البطاقة الصفراء العاملات بالدعارة، والتي ينظر إليها المجتمع باحتقار، لكن تلك العلاقة كانت من أصدق العلاقات بالرواية، وهي الوحيدة التي تساند "راسكولينكوف " إلى نهاية القصة.
النزعة الفلسفية في الرواية هي الأوضح من بين أعمال "دستويفسكي" فالكاتب تأثر تأثرًا شديدًا بالفلسفة التي جعلته يخلق بطلًا يزدري المجتمع أحيانًا، ويرى أن قتل العجوز هو فعل الخير في المجتمع المليء بأشكالها، وممن يجعلون الفقير مثله أكثر فقرًا و بؤسًا.
بعد تنفيذ الجريمة يعاني "راسكولينكوف" من الحمى التي أشبه بهذيان عقلي، تلك الحمى كانت تجعل عقله أشبه بطاحونة لا تتوقف ولا ترتاح، وأصبح من يراه يحسبه مجنونًا، لم يكن ذلك حاله فقط بعد تنفيذ جريمته، فقبل قيامه بقتل العجوز يشعر بالتردد، ولكن معرفته بخبر خطبة أخته لرجل ثري لتنقذ الأسرة من الفقر، هي من أججت النار بداخله وجعلته يعود ليقتل العجوز، لكن الحمى التي تطارده جعلته يخشى الناس خوفًا من معرفتهم بجرمه الذي لم يثبت عليه، وأثناء تلك الحمى يقابل "صوفيا" التي تساعده وتقف بجانبه بعد اعترافه لها، وبعد أن ترسم له طريق الخلاص من ذلك الذنب الذي يحمله في صدره.
فيديو قد يعجبك: