الخضرة والماء واللمة الحلوة.. رحلة يوتيوبر كوري في صعيد مصر
كتب- محمد مهدي:
داخل مدينة جهينة في محافظة سوهاج، خاض "تشو وون كيم" يوتيوبر من كوريا الجنوبية تجربة ممتعة لم يمر بها من قبل، إذ تمكن الشاب العشريني من تحقيق أحد أحلامه بقضاء أيام عديدة في صعيد مصر للتعرف عن قُرب على عادات الأهالي والاستمتاع بالمشاهد الخلابة للأراضي الزراعي وتناول الطعام الريفي الشهي، دفعه ذلك إلى التعبير عن سعادته بالأمر "قابلت ناس صعيدي وأنا مندهش ومتأثر من حسن ضيافتهم ولطفهم، أنا بحب سوهاج".
View this post on Instagram
"تشو وون كيم" شاب عشريني، ذاع صيته في بلاده-كوريا الجنوبية- لجولاته المستمرة في الأماكن السياحية والشعبية، واشتهر عالميا بعد سفره إلى دول عديدة للحديث عن ثقافتها وحضارتها وطبيعة الحياة فيها من خلال رسائل ينشرها عبر حساباته الشخصية على موقعي "يوتيوب" و"انستجرام" حيث يتابعه أكثر من نصف مليون شخص.
منذ أشهر قليلة أعلن "كيم" عن حضوره إلى مصر في رحلة إلى الجنوب لزيارة سوهاج والأقصر وأسوان، تواصلت معه "إخلاص عادل عبدالكريم" الطالبة في كلية الفنون الجميلة "أنا بتابعه من سنة ونص لأني مهتمة بالثقافة الكورية، وقولتله إننا نقدر نستضيفه في البلد عندنا وأساعد خلال وجوده في الصعيد" تحمس اليوتيوبر الكوري للأمر وعند مجيئه إلى القاهرة مطلع ديسمبر الماضي اتصل بالشابة المصرية.
كان على "إخلاص" إبلاغ أسرتها أولا "بلغت ماما وأخويا، قولتلهم إنه عايز ييجي يتفسح في بلدنا، ويشوف عاداتنا وتقاليدنا، ورحبوا جدا بالموضوع" وفي ليلته الأولى بأحد الفنادق بحي الزمالك التقت به من أجل الترتيب لسفرهم إلى جهينة "بيتكلم عربي مكسر، ولقيته عنده معلومات عن الصعيد وحابب جدا يقابل ناس أكتر ما يزور أماكن أثرية" بعدها بأيام انطلقا إلى سوهاج.
"أول حاجة روحنا قابلنا أهلي في الأرض، والدتي كانت عاملاله فطار مُعتبر، فطير ومخروطة ومرقة" شعر الشاب الكوري بالدفء وسط أهالي جهينة وعلامات الترحيب البادية على تصرفاتهم "ركب الحمارة ومشي بيها شوية، وطلب إنه يشارك في حصاد الزرع، وإنه يحلب الجاموسة بنفسه" انتقل من بيت إلى آخر ليجد الكرم في كل مكان على أرض سوهاج "وأنا كنت بقوم بدور المترجمة بينه وأهالينا في جهينة".
التعامل السلس مع "كيم" وطريقته البسيطة في التعبير عن نفسه منحته حُب أهالي جهينة "هو بشوش وكان مبسوط إنه جيه عندنا، وكان لازم نستقبله أحسن استقبال وياخد واجبه" يقولها عويضه الحويج أحد أبناء القرية، أمضى معهم اليوتيوبر الكوري ساعات مميزة حرص خلالها على التقاط العديد من الصور وتسجيل فيديوهات قصيرة لتوثيق رحلته في المكان.
لم يصدق "كيم" الحفاوة التي استُقبل بها في جهينة، وتمضية ساعاته الأولى في العام الجديد وسط هذا الكم من المحبة حتى أنه كتب على حساباته الشخصية عن التجربة " لم أكن أعلم أنني سأحتفل بعام ٢٠٢١ في الريف المصري، لمدة ٤ أشهر تقدمت في اللغة العربية وتعلمت كثيرا عن ثقافات لم أكن أعلمها من قبل، أنا سعيد لأنني قابلت أصدقاء طيبين جدًا".
View this post on Instagram
في اليوم التالي ذهب "كيم" إلى الجبل في جهينة "ولِبس الجلابية الصعيدي، لفينا في الجبل عند الأراضي الزراعية والمحجر" كان لديه استفسارات عديدة عن طبيعة الحياة في سوهاج وعن أشهر الأغاني وطرق الاحتفال في الأفراح وعند لعب العصا المعروف باسم "التحطيب" وعند مغادرته المنطقة بدا عليه التأثر الشديد "كان زعلان عشان هيمشي لدرجة إنه عيط" كما يذكر الحويج لمصراوي.
خلال تحركاته في سوهاج التزم "كيم" بارتداء الكمامة كجزء من الإجراءات الاحترازية ضد فيروس "كورونا" وظلت رحلته تحت متابعة من رجال الشرطة التابعين لوزارة السياحة والآثار "كلموني من لحظة ما استقبلنا (كيم) وكانوا بيأمنوا الطرق اللي هيمشي فيها باستمرار " وهو ما ساهم في شعوره بمزيد من الأمان.
لم تكن تلك الزيارة الأولى لليوتيوبر الكوري في مصر، حضر إلى المحروسة منذ عام غير أنها اقتصرت على القاهرة والأماكن السياحية مثل الأهرامات وخان الخليلي "مكنتش أفضل تجربة، عشان كدا اختار المرادي يروح الصعيد" بذلك الشابة المصرية مجهود كبير من أجل إزالة الصورة القديمة عن البلد من مخيلة "كيم" وهو ما نجحت فيه مع أسرتها وجيرانها بجهينة "لدرجة إنه نفسه يجي مرة تاني عندنا".
View this post on Instagram
/
ينوي "كيم" كما تحدث إلى "إخلاص" استكمال جولاته في مصر بالانطلاق إلى الأقصر ثم أسوان يمكث بها عدة أيام ومنها إلى القاهرة من جديد"هيقعد 3 شهور وبعدها هيرجع كوريا مرة تانية" سيعكف بعدها على تجميع كافة الفيديوهات التي قام بتصويرها خلال رحلته لنشر تجربته عن الحياة في صعيد مصر بالتزامن مع الاحتفال بالعام الجديد.
فيديو قد يعجبك: