حكاية "أم بسام" مع صناعة عرائس المولد: "المدارس ضربت البيع السنة دي"
كتب- تقى حسين:
قبل شهرين، حولت "أم بسام" مدخل منزلها إلى ورشة صغيرة، لتصنيع عرائس المولد النبوي الشريف. جهزت السيدة المكان القابع بحارة "جنينة مفتاح" بمنطقة باب الشعرية، من أجل هذا الهدف، بمعاونة بناتها الأربع، كعادتهم كل عام.
تعود علاقة الأم مع هذه المهنة الموسمية -التي حرصت على تعليمها لبناتها- إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، حين كانت تشارك جارة لها في تصنيع وبيع عرائس المولد كل عام.
غير أنه في عام 2010 قررت "أم بسام" الانفصال عن جارتها وشريكتها في المهنة، لتفتح لنفسها باب رزق خاص بها، في حارة "جنينة مفتاح" -التي تمتهن 15 سيدة من قاطنيها مهنة صناعة حلاوة وعرائس المولد النبوي- فيما كانت بناتها يساعدنها، وبمرور السنوات تعلمن أصول المهنة وأسرارها "كل وحدة فيهم دلوقت تعترف تشتغل لوحدها"، حسب ما تقول أم بسام.
تمر العروسة التي تجمعها "أم بسام" بعدة مراحل حتى تكون جاهزة للبيع، في البداية "نجيب هيكل العروسة البلاستك من المصنع"، وهو الجزء الوحيد الذي يأتي جاهزاً، بينما تشتري السيدة الأربعينية الأقمشة التي تفصّل منها فساتين العرائس، من منطقة الغورية بالأزهر، تختار الألوان وخامة القماش حسب تصميم كل عروسة، فيما تشتري "الجيبونة" من درب البرابرة في منطقة الموسكي بوسط القاهرة.
تشرح "أم بسام" أن أشكال وأحجام عرائس المولد تختلف وتتنوع لتناسب جميع الأذواق والأعمار، وهو ما يعني اختلافاً في السعر أيضاً، إذ يبلغ سعر أغلى عروسة 75 جنيهاً، بينما أرخصها يصل سعرها إلى 10 جنيهات "بعمل عرائس مولد حجمها صغير أكتر، لأن ثمنها بسيط وأي طفل يقدر يشتريها"، وفق ما تقول.
تصنع "أم بسام" عرائسها بناءً على ذوقها أو وفق طلب ورغبة زبائنها "أنا بعمل عرايس لابسة لبس زي اللي البنات بتلبسه دلوقي، أو ماسكة في إيدها طفل أو إيدها متعلقة في دراع ولد"، فيما تحرص على أن يكون لديها جديداً في كل موسم عن الذي يسبقه، فيما يتعلق بالتصميم والأشكال، بهدف ترويج البضاعة التي تنتجها وبناتها الأربع.
"كل عروسة بيكون فيها تفاصيل جديدة ولمسة مختلفة عن اللي موجودة من الموسم القديم"، تقول أم بسام. تصنع السيدة كميات محدودة وتوزعها في الأسواق، خاصة الموسكي والحسين والسيدة زينب والأزهر، لقياس مدى الإقبال عليها من الزبائن، وبناء على هذه العينة الأولية، أو ما يسمى بين التجار بـ"الدفعة الأولي"، تحدد ما إذا كان الأمر يتطلب زيادة الإنتاج أم لا.
في الموسم الحالي، لم تلقى بضاعة "أم بسام" الرواج المعتاد "الموسم ده مضروب"، إذ شهدت حركة البيع حالة ركود، ألقت بداية العام الدراسي بظلّها على شراء عرائس المولد، وفق ما تحكي أم بسام.
حركة البيع في الموسم الحالي أقل من الموسمين السابقين، تقول السيدة "السنة دي البيع أقل من الموسم اللي فات واللي قبله اللي كانوا ذروة كورونا"، فيما تقارن بين رواج بضاعتها خلال الـ 3 سنوات الماضية، فهذا العام، كان البيع محدوداً، والإقبال على سوق العرائس ضعيف جداً، كما تصفه، وترجع صاحبة الورشة السبب إلى التزامن بين موسم المولد النبوي وبداية الدراسة.
بعد ليلة المولد النبوي الشريف، بيوم أو يومين، ينتهي الموسم التجاري لعرائس المولد داخل حارة "جنينة مفتاح"، فيما يتم تخزين البضاعة المتبقية للموسم القادم، وهو ما ستفعله "أم بسام" بعد الركود التي ضرب حركة البيع هذا الموسم، على أمل أن يكون الموسم المُقبل أفضل حالاً.
فيديو قد يعجبك: