"ضحك ولعب وجد وحب".. مسيرة حافلة للفنانة سهير البابلي (بروفايل)
كتبت-هبة خميس:
في نهاية السبعينيات لاحظ المنتج المسرحي "سمير خفاجي" نوعاً من التناغم يجمع بين الفنانة "شويكار" والفنانة "سهير البابلي" في إحدى السهرات ليخبرهما أنهما مثل "ريا وسكينة" فترد عليه "البابلي" ساخرة لينتج لهما مسرحية عن ريا وسكينة.
بعد فترة قليلة لم تغب الفكرة عن ذهب المنتج ليطلب من "بهجت قمر" كتابة نص المسرحية ويحاول التواصل مع "البابلي" لكنها انشغلت بتصوير مسلسل خارج مصر فاتفق مع الفنانة "شادية" لتقوم بدور "ريا" كأول دور مسرحي لها فتوافق وتقوم الفنانة "شويكار" بدور "سكينة".
وأثناء التحضيرات للمسرحية اعتذرت "شويكار" عن الدور ليعود "خفاجي" لـ"البابلي" مرة أخرى لكن للقيام بدور "سكينة" فتوافق ليصبح دورها علامة في تاريخها المسرحي الطويل وتظل المسرحية على خشبة المسرح لأربعة أعوام وتنجح نجاحاً جماهيرياً ضخماً.
حتى الآن تعرض المسرحية في التليفزيون المصري كجزء من طقوس الاحتفال بالأعياد وتظل الأسر مجتمعة حولها تضحك على خفة دم "البابلي" وإيفيهاتها الشهيرة المضحكة.
بعد سنوات قليلة ستظهر "البابلي" على شاشات التليفزيون لتلعب دوراً سيصبح أيقونة مازال الشباب يتناقلون أجزاء منه حتى الآن.
في المسلسل الذي أخرجه "أحمد بدر الدين" وكتابة الفنانة "إسعاد يونس" تؤدي "البابلي" دور فتاة تزوجت عجوزاً ثرياً لترثه لكنه يعيش ليصرف كل ثروته فتصبح مفلسة بعد أن كانت ثرية وتتعرف على ابنته من زواج سابق "زغلول" التي عاشت عمرها كله فقيرة لتنشأ صلة بينهما وعلاقة تولد الكثير من المواقف المضحكة.
تم عرض المسلسل عام 1987 وبعده فيلم بعنوان "ليلة القبض على بكيزة وزغلول" مستوحى من نجاح المسلسل الذي يعاد حتى الآن على التليفزيون المصري.
وكان المسلسل سبباً في نشأة صداقة عمر بين الاثنتين "سهير البابلي" و"إسعاد يونس".
ظهرت "البابلي" بعد ذلك في عدة أدوار لا تعتمد على الكوميديا قدر اعتمادها على المشاكل الاجتماعية مثل فيلم "ليلة عسل" حيث الأم الخبيرة في شؤون تنظيم الأسرة تتفاجأ بحملها في سنها المتأخر مع ابنتها لتلد الاثنتان في نفس الليلة فينقسم "عزت العلايلي" بين دوره كأب لابنته التي تلد وزوجاً لزوجته التي تلد في سنها المتأخر في نفس الليلة.
وعلى التليفزيون لمعت "البابلي" في الفيلم التليفزيوني "استقالة عالمة ذرة" الذي أخرجه "إبراهيم الشقنقيري" وقصة "إحسان عبد القدوس" تقوم "البابلي" بدور الأم الناجحة مهنياً للدرجة التي توصلها لأن تصبح عالمة لكنها مشتتة بين دورها كأم وعملها مما يجعل الكثير من الخلافات تنشأ بينها وبين زوجها.
الكثير من الأدوار بين المسرح والتليفزيون والسينما لمعت فيهم الفنانة "سهير البابلي" لتجعل حضورها طاغياً ولابتسامتها مكانة في قلوب المصريين وبرحيلها اليوم لا تنقطع مسيرتها الحافلة لأنها مازالت حاضرة بأعمالها الخالدة.
يشدو عبد الحليم بأغنيته الشهيرة "ضحك ولعب وجد وحب" وفي الخلفية تمرح "البابلي" مع "عبد السلام النابلسي" ولا تغيب الضحكة من على وجهها ليعرفها الجمهور بعد ذلك بتلك الابتسامة الخفيفة والطلة المرحة التي توزع الضحك على وجوه الناس فتصبح مسيرتها الفنية أشبه بتلك الأغنية التي لا تنسى "ضحك ولعب وجد وحب".
فيديو قد يعجبك: