إعلان

من الأقصر.. التفاصيل الكاملة لأناشيد احتفالية طريق الكباش (حوار)

09:24 م الخميس 25 نوفمبر 2021

أثناء ترديد أناشيد طريق الكباش في الأقصر

حوار: محمد مهدي:

من قلب محافظة الأقصر بجنوب مصر تغنى أفراد أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني بــ 3 أناشيد باللغة المصرية القديمة، وسط حالة من البهجة سرت في الأنحاء خلال احتفالية افتتاح طريق الكباش بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرينته وعدد من الوزراء والوفود الرسمية.

وخلف اختيار تلك الأناشيد عمل كبير خاضه الدكتور ميسرة عبد الله حسين، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، الذي شارك في البحث عن أكثر من أنشودة مناسبة للحدث الكبير فضلا عن ترجمتها ومراجعتها مع الفرق التي قامت بغنائها في الاحتفالية، تحت إشراف من المايسترو نادر عباسي والموسيقار أحمد الموجي.

صورة-1

ويكشف حسين التفاصيل الكاملة للأناشيد في حواره مع مصراوي "في نهاية أغسطس استقبلت اتصال من المبدع نادر عباسي وتم تكليفي باختيار الأناشيد والأغاني المرتبطة بعيد الأوبت والمتعلقة بمحافظة الأقصر" جرت مناقشات عديدة قبل البدء في عمليات البحث المكثفة نظرا لضيق الوقت حينها "كان الاحتفالية هتقام في ميعاد تاني أقرب" وكان من المفترض أن تُغنى باللغة العربية لكنهم قرروا بعد مداولات عديدة "الغنا باللغة المصرية القديمة هيكون أفضل".

انغمس الرجل الأثري المخضرم في عالم الأناشيد التي كُتبت منذ آلاف السنين "لقيت أنشودة باسم (الافتتاحية) مُسجلة على المقصورة الحمراء الخاصة بالملكة حتشبسوت في معبد الكرنك، كانت بتتغنى في بداية موكب عيد الأوبت قبل تحركه" ثم وجد ضالته في أنشودة ثانية "نداء الإله أمون، دي اتسجلت 3 مرات في صالة الأعمدة الـ 14 بمعبد الأقصر من عصر الملك امنحتب الثالث".

اختار أن تكون إحداهما كانت تُردد على ألسنة الكهنة والأخرى "أشبه بأغنية شعبية بيغنيها الناس والكهنة أثناء مرور الموكب، ترحيب بأمون وفي نفس الوقت كانت بتتكلم عن مباهج الأعياد وإزاي الناس عملوا خيم في انتظار مروره" وبعد أسبوعين من اللقاء الذي جمع أستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة بالمايسترو نادر عباسي تلقى اتصال من الموسيقار "بلغني إنهم عايزين أنشودة تالتة تربط بين معبد الدير البحري الخاص بالملكة حتشبسوت ومعبد الكرنك" لوجود جزء من الاحتفالية في (الدير)".

صورة 2

"بحثت وقتها عن الأناشيد والنصوص المسجلة" حتى وصل إلى أنشودة نبوءة تتويج حتشبسوت "دي عبارة عن نص مكتوب في الكرنك والدير البحري لكن جزء كبير منه اندثر في عصور سابقة" شعر أنها الاختيار الصحيح "لأن فيه دلائل بتأكد أن حتشبسوت هي أول من أعدت لمشروع الكباش" أرسلهم جميعا إلى الفرق الموسيقى التي ستقوم بإحياء الاحتفالية وبعد الحصول على الموافقة النهائية بات لديه مهمة جديدة قام بمثلها في أنشودة العظمة بموكب المومياوات في إبريل الماضي "تبسيط التجربة على المغنيين".

من أجل الحفاظ على وتيرة العمل السريعة ونظرا لانهماك باقي أفراد التجربة في العمل والبروفات كان على "حسين" عضو اللجنة التنظيمية لاحتفالية طريق الكباش تسجيل الأناشيد بصوته "سجلتها كاملة وأرسلتها للمايسترو لتسجيلها" ثم استمع إلى النسخة النهائية من غناء الفريق "وعملنا عليها تعديلات عديدة لحد الأيام الأخيرة قبل الافتتاح "ملاحظات في الصوتيات والحركة اللحنية عشان كل كلمة تُنطق بأفضل صورة" مشيدا بالمجهود الخرافي الذي دار في استديوهات التسجيل لإخراج الأناشيد بأفضل طريقة.

صورة 3

خلال عمليات البحث الدقيقة التي انخرط فيها حسين عثر على عديد من المشاهد المرسومة الخاصة بعيد الأوبت "بتوضح الأدوات الموسيقية المستخدمة في الحدث" وقام بإرسالها إلى عباسي الذي لم يتردد في الاستعانة بها "وقرر استخدام أدوات مشابهة في العرض الموسيقي، زي (الهارب) والمزامير والناي والوتريات القديمة وهي المرحلة الأولى من العود والطبل الإفريقي" من أجل ذلك ظهرت فواصل موسيقي إفريقية تخللت الحفل الفني المهيب وسط إشادة من جميع الحضور.

لم يتمكن أستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة من حضور الاحتفالية في محافظة الأقصر لارتباطه بالتواجد في القاهرة في التوقيت ذاته لكنه تابع باهتمام بالغ مراسم افتتاح طريق الكباش، وعيناه مشدوهتان تجاه كافة التفاصيل بينما سرت في قلبه رعشة سعادة " إحساس عالي جدا بالفخر، أننا كمصريين بنستعيد الروح المصرية مرة تانية وهويتنا بحضارتنا، ويكفيني فخر اني أشارك في حدث بالحجم دا وأحاول نشر الكلام المكتوب على جدرانا من 3500 سنة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان