لعب وضحك بعد النوة.. تفاصيل مهرجان لعشاق الراكيت في الإسكندرية (صور)

كتب-محمد مهدي:

بعد أيام معدودة من نوة قاسم التي ضربت محافظة الإسكندرية أراد عشاق لعبة الراكيت نسيان الأجواء الصعبة التي مرت بمدينتهم وقضاء وقت مميز بجانب البحر، اختاروا شاطيء "وانلي" لإقامة مهرجان "الراكيت للجميع" الذي ضم العشرات من الرجال والسيدات وذوي الاحتياجات الخاصة "الناس كلها كانت مبسوطة، بتكون فرصة الواحد يمارس رياضة ممتعة ومش بتحتاج لجهد كبير" يقولها إيهاب سعد المالحي، أحد المسؤولين عن المهرجان.

وقبل أيام من إطلاق المهرجان صباح أمس، انطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمُحبي الراكيت في الإسكندرية لحضور الفعالية الرياضية "مئات من اللاعبين وذويهم اهتموا بالحضور" يعلم المالحي جيدا أهمية اللعبة في قلوب أهالي عروس البحر المتوسط "لأنها رياضة مرتبطة بالبحر، وعندنا هنا لاعيبة قوية وموهوبة جدا" لذلك توافد على الشاطيء أعداد كبيرة في ساعة مبكرة من اليوم للمشاركة في المباريات.

وتعتمد لعبة الراكيت على النقاط التي يجمعها كل فريق "سواء كانت لاعب قصاد واحد أو اتنين قدام لاعبين" من خلال المضرب وكرة تنس "كل 25 ضربة بدون ما الكرة تقع بتتحسب بـ 5 نقاط" في ملعب رملي لا يتعدى الـ 12 متر، ويتابع كل مباراة 3 حكام " واحد بيعد والتاني بيشوف الفنيات والتالت بيدير الماتش نفسه سواء البداية أو النهاية" فيما ترتكن الرياضة على عدة عناصر "إزاي تقدر تتحكم في الكرة بالمضرب، إزاي تقدر تصد (الشوطة) القوية وكمان قدرة بعض اللاعبين إنهم يطيروا يجيبوا الكرة لو بعيدة".

داخل شاطيء "وانلي" كانت الاستعدادات على قدم وساق "جهزنا كل أدوات اللعبة وجبنا (دي جي) عشان يَحمس الناس وهي بتلعب" كما جرى تقسيم الفرق فور وصولهم "وعملنا فرق للرجال بزي موحد وهو اللون الأزرق وتانية للسيدات باللون الأحمر" بجانب حضور ذوي الهمم لممارسة رياضتهم المفضلة "كمان بيلعب معانا ناس من مختلف الأعمار، بداية من سن 7 سنين لناس فوق الستين سنة، ومن أشطر اللاعيبة عندنا ولد اسمه (نور) 16 سنة.

سادت حالة من البهجة على جميع الحضور في مهرجان "الراكيت للجميع" منافسة مميزة بين جميع الفرق "عندنا فرق من 13 منطقة في إسكندرية، أشهرهم المعمورة والمنتزة ومجموعة الطاحونة والأصدقاء وغيرهم" يوضح المالحي سر تعلقهم بتلك الرياضة "هي مفيدة للصحة، الواحد بيحرك رجله وايده وطبعا بتحتاج لتركيز، غير إنها متنفس للي مضايق من أي حاجة بيطلعها في اللعب" يؤكد أن تلك الأشياء من أسباب انتشارها في أنحاء الإسكندرية.

"ناس كتير من المشاهير في الرياضيات التانية بيلعبوا معانا باستمرار" من بينهم بحسب حديثه النجمة الكبيرة نور الشربيني المصنفة الأولى عالميا في الاسكواش و"هاني سعيد المدير الرياضي في نادي بيراميدز " لكونها لعبة مسلية ومريحة من أجل ذلك سعى المالحي بجانب العديد من عشاق الراكيت من أجل وضعها على خارطة وزارة الشباب والرياضة "قدمنا مشروع قانون من سنة 2018 عشان يتم اعتماد الراكيت ويكون له اتحاد رسمي، والفترة الجاية فيه خطوات للاعتراف باللعبة".

يعتقد عاشق الراكيت أن الفعاليات التي تقام من حين لآخر مثل مهرجان "الراكيت للجميع" هي خير مثال على اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع بهذه الرياضة خاص مع بدء السماح بتواجدها في عدد من الأندية الشعبية بالإسكندرية "مُصرح لينا اللعب في نادي المنتزة والاتحاد السكندري والفتح والمحافظة" يتمنى أن تنتشر السعادة البادية على وجوه اللاعبين بالأمس في نطاق أوسع "لو اتعمل اتحاد هيكون فيه دوري وفرق كتيرة ومنافسة قوية ثم منتخب قومي يخرج للبطولات القارية والعالمية".

وعن إقامة المهرجان في توقيت يشوبه القلق نظرا لوجود عدد من النوات في الإسكندرية خلال هذه الفترة من فصل الشتاء يؤكد المالحي أن هناك اهتمام بالغ بتلك الأمور في المجموعة التي تُشرف على مباريات الراكيت "معانا ناس مسؤولين عن متابعة مواعيد النوات وحالة الجو وبنحدد بناء على المعلومات يوم المهرجان" مُشيرا إلى أن هناك توزيع للأدوار بين الفريق من أجل خروج الفعالية على أفضل ما يكون.

عند انتهاء مهرجان "الراكيت للجميع" مع غروب الشمس اتفق الحضور على العودة مرة ثانية في مطلع يناير المقبل لتكرار التجربة "وعندنا خطط كتيرة إننا نوزع (تيشيرتات) موحدة على الجميع، وهيكون فيه أنشطة أكتر على هامش المهرجان" فيما يحلم المالحي بأن يرفع علم مصر في المحافل الدولية الخاصة بالراكيت بجانب العديد من أصحاب المواهب الحقيقة في هذه اللعبة "احنا قادرين نوصل لكأس العالم ونفوز كمان باللقب، المهارات اللي عندنا جبارة وتنافس أي مستوى في العالم".