من بينها منطقة عرب اليسار.. "رسم مصر" يُوثّق الأماكن التاريخية
كتبت-رنا الجميعي:
يشهد ميدان السيدة عائشة خطة لإزالة عدد من الأماكن، من بينها منطقة عرب اليسار، التابعة لمصر القديمة، لكن قبل الإزالة قرر مشروع "رسم مصر" القيام بتوثيق المنطقة التي يبلغ عمرها أكثر من 600 عام، عن طريق الرسم والأفلام التسجيلية.
يُذكر أن تاريخ منطقة عرب اليسار يبلغ حوالي 700 سنة، وكانت تُسمّى منطقة عرب آل يسار، وهي قبيلة حجازية عاشت أسفل قلعة صلاح الدين.
منذ ثماني أشهر قرر محمد حمدي، أستاذ بكلية التربية الفنية في جامعة حلوان، تأسيس مشروع فني يهدف إلى توثيق الأماكن التاريخية "مقصود فيه نرسم تاريخ مصر الموازي اللي مش موجود في الكتب، عن التاريخ الشعبي بتاع ولاد البلد"، ذلك التاريخ المُرتبط بما يتداول في قصص أو أغاني شعبية، عن طريق الرسم وتصوير أفلام قصيرة عن تلك المناطق التي يتأكد منها حمدي عن طريق العودة لقراءة المراجع التاريخية "زي الخطط التوفيقية، وكتب المؤرخ ابن اياس والمقريزي".
وقد اختار حمدي منطقة عرب اليسار ومقابر الإمام الشافعي، هذه الفترة تحديدًا كونها مُعرّضة للإزالة، حيث يشهد ميدان السيدة عائشة، الواقع بنطاق حي الخليفة بالقاهرة، بناء كوبري جديد يربط طريق صلاح سالم بطريق محور الحضارات، ولذلك يتم إزالة مساكن منطقة عرب اليسار والمقابر.
وفي كل مرة يقوم فيها حمدي برفقة طلاب التربية الفنية بزيارة منطقة، عليه أولًا القيام بزيارة ميدانية قبلها "واتكلمت مع أهالي عرب اليسار، من بينهم واحد كان من أقدم الناس اللي سكنوا في المنطقة، وهو من المتمسكين بالمنطقة"، بعدها رافق حمدي طلابه وعدد آخر من المتحمسين لفكرة المشروع "ولما نزلنا عرب اليسار جه ناس من أهالي المنطقة يرسموا معانا"، حيث يحكي حمدي أنه خلال زيارة تحمّس للفكرة عسكري أمن مركزي موجود هناك، كذلك رافقت الزيارة سيدة كبيرة السن خريجة فنون جميلة.
لا تقتصر الزيارة على الرسم فقط، بل يقوم شريك المشروع "نادر الشيخ" بالتصوير، ونشر تلك الأفلام على القناة باليوتيوب، ففي رأي حمدي أن الرسم والتوثيق هي وسيلة للحفاظ على التراث المصري، ولا تقتصر الزيارات على أماكن بعينها، بل تعددت الزيارات التي يقوم بها رسم مصر "روحنا صحراء المماليك والجمالية وكمان روحنا دير سمعان الخراز والمعبد اليهودي".
لكن حمدي يرغب في السفر أيضًا لتوثيق تاريخ مصر بالمحافظات، ويُناشد وزير الشباب والرياضة بتبني المشروع، حيث يرى أن الشباب لديهم طاقات كبيرة وحسّ وطني، وبحاجة للتشجيع "بدل ما يضيعوا وقتهم، ولازم نربطهم بتاريخ الوطن ونعمّق انتمائهم بمصر".
لا يتوقف حمدي وشريكه في توثيق الأماكن التاريخية، ولا يقتصر نشاطهم على ذلك فقط، بل سيقوم حمدي بتأسيس معرض فني يُجمع فيه تلك الرسومات في مطلع مارس القادم، بكلية تربية فنية بجامعة حلوان.
فيديو قد يعجبك: