ما كتبته "نوال السعداوي".. عن ختان الإناث والسجن وسيطرة الرجل
كتبت-هبة خميس:
في عام 1983 سُجنت الراحلة "نوال السعداوي" بسبب موقفها ضد الرئيس السادات، لثلاثة أشهر في سجن النساء بالقناطر، ممنوعة من الإمساك بالورق والقلم وتساعدها السجينات بتهريب ورق التواليت للكتابة عليه حتى خرجت؛ فأصدرت كتابها "مذكراتي في سجن النساء" عن تلك الفترة، وحال السجينات في سجن النساء، ليظل من الكتب المختلفة حيث صارت شاهدًا على السجن وحال النساء به وقصصهم المختلفة، وأسباب وجودهن بالسجن.
في منتصف السبعينات وأثناء عملها كطبيبة، أصدرت "السعداوي" كتابها الأشهر "المرأة و الجنس" الذي أدانت فيه جريمة الختان بشدة للدرجة التي تم فصلها من نقابة الأطباء لهجومها على الأطباء وسماحهم بعمل جريمة الختان.
في الكتاب الذي اعتبر مرجعًا نسويًا، وأحد أهم الكتب التي تناقش المرأة تشريحيًا ونفسيًا، تحكي "السعداوي" عن مواقف تعرضت لها أثناء عملها، وعن تلك الأفكار الجامدة في مجتمعنا والمناهضة للمرأة بشكل خاص، وقد قالت فيه "قد يكون من الأفضل للإنسان أن يواجه الحياة بلا معلومات على الإطلاق على أن يواجهها بمعلومات خاطئة تفسد فطرته وذكاءه الطبيعي".
من القضايا الهامة التي طرحها الكتاب هي قضية سيطرة الرأسمالية العالمية، وكيف أضرّت بالنساء في أغلب المجتمعات، وصدّرت المرأة كسلعة اقتصادية وتجارية يحركها رأس المال ويفرض عليها كلمته، ونمطًا مناسبًا له فتضع المرأة قناعًا طوال الوقت.
يرى الكثير أن الراحلة "السعداوي" ساهمت بأفكارها في تحرير المجتمع، وكشفت العقلية الذكورية التي تتحكم في المرأة وتقمعها، ففي كتابها "الأنثى هي الأصل" تتّبع سيرة الأنثى منذ بدايتها من الإنسان القديم حيث الصيد هو الشيء الأهم للعيش والبقاء، ثم تُحاول مُناقشة كيف وصلت الأنثى لمكانة الآلهة بين الآلهة القديمة في معظم الحضارات مثل الحضارة المصرية القديمة و السومرية.
الكتاب تكمن أهميته في اعتباره بحثًا ضخمًا، ورحلة خاضتها صاحبتها للوقوف على الأسباب التي أدّت لتدني مكانة المرأة في العصر الحديث، وكيف تكافح حتى الآن من أجل نيل حقول بسيطة.
وتقول فيه "ليس هناك أي دليل علمي في البيولوحيا أو التشريح ما يُثبت أن المرأة أقل من الرجال عقلًا أو جسدًا أو نفسيًا، إن الوضع الأدنى للمرأة فُرض عليها من المجتمع لأسباب اقتصادية واجتماعية لصالح الرجل، ومن أجل البقاء واستمرار الأسرة الأبوية والتملك".
ومن البحث العلمي والاجتماعي للمجال الطبي حيث واحد من أهم كتب "السعداوي"، هو كتابها "مذكرات طبيبة" حيث كتبت عن رحلتها من الأنثى التي نشأت في مجتمع يفرق بينها وبين الرجل، للطبيبة التي تداوي آلام الناس، تحكي في الكتاب عن تجربة عاطفية مرّت بها في قالب روائي، وهي تجربة جعلتها تراجع أفكارها ومبادئها بشكل مختلف، وتذكر فيه "هل يُمكن لرجل أن يصدق أن هناك امرأة تستطيع أن تنفذ إلى داخله وتكتشف أعماقه؟، أن ينظر في عينها ولا يرمش؟، أن يُمسك يدها ولا تهتز؟ الخوف لا يفعل شيئًا إلا الهزيمة، والانتصار لا يكون إلا بالشجاعة ".
فيديو قد يعجبك: