قطارا سوهاج| حكاية كاميرا مراقبة منزلية وثقت الحادث بالصدفة
كتبت-شروق غنيم ودعاء الفولي:
تصوير - شروق غنيم:
قبل خمسة أشهر، قرر عماد السيد رفقة أبناء عمومته شراء كاميرات مراقبة، توضع على منزلهم وبيوت أخرى مجاورة، غير أن الأب لثلاثة أطفال لم يعلم أن الأداة الجديدة ستلتقط حادث تصادم قطاري سوهاج، وستوثق حالة فزع انتابت أطفال المنطقة الذين كانوا يلهون بجانبالقضبان.
منذ أعوام اختار والد وأعمام عماد العيش بالمنطقة المتاخمة لشريط السكة الحديد بقرية الصوامعة بسوهاج "منطقة هدوء واخدنا خمس بيوتبتاعة عيلتنا"، لكن عمل الأسرة في مجال الحفر ونقل الحجارة جعل رأس مالهم القاطرات والأدوات الثقيلة "وعشان بنخاف اي معداتتتسرق من تحت البيت فركبنا كاميرات عشان نتطمن ".
ظهر أمس كان عماد في طريقه لصلاة الجمعة "سمعنا صوت شديد وطلعنا نجري"، وجد صاحب الـ٣٤ عاما قطارين اصطدما ببعضيهماأمام منزله، ما أسفر عن وفاة ١٩ شخصا وإصابة ١٨٥ آخرين "كنا نجري ننزل في الترعة عشان نعدي اليمة التانية ".
كانت المشاهد مفجعة "الواحد مش داري نقل كام حد ولا شال كام جثة.. حاجة صعبة جدا"، ظل عماد يساعد في عمليات نقل وإخراجالمصابين من القطار لعدة ساعات "بس حتى لما اطمنا على الناس الدنيا مهديتش.. احنا منمناش من وقتها"، ففي مساء أمس جاء أحدأفراد الشرطة طالبا منه الاطلاع على الكاميرات المحيطة بمنزله وتفريغها "وبعدها شوفنا الفيديو منشور من كاميرا بيتنا بيصور الحادثة".
رجفة سرت في نفس عماد "لما شوفت المشاهد افتكرت اللحظات الصعبة كأنها لسة حاصلة"، التقطت الكاميرا كادحون كمان أنها صورتالأطفال إذ يلوحون لمسافري القطار قبل الواقعة بثوان معدودة.
لاتزال أصوات الصراخ ورائحة الدم تصل إلى حواس السيدة أم عماد، وباقي فتيات العائلة حتى الصغار. تذكر ميادة زوجة أحمد، واحد منالرجال الذين تحركوا لإنقاذ الضحايا، كيف انطبعت أثار الحادث على صغيرتها يُسر "لما سمعت الأصوات جريت من البيت".
جاسر الابن الأكبر لعماد لم ينج من حالة الفزع "عنده ٩ سنين بس طول الليل امبارح ينام ساعة ويقول يصرخ خايف القطر ييجي تاني"، إذكان الصغير ضمن زمرة الأطفال القريبين من شريط السكة الحديد.
كالتيار الكهربائي سرى التوتر في أرجاء منازل عائلة السيد، لم تدرِ ولاء كيف تساعد "وإحنا عندينا الحريم مبتخرجش"، غير أنهابرفقة بنات العائلة أخذن في ملء زجاجات مياه لتساعد في عملية الإنقاذ الشعبية "كنا بنديها للرجالة عشان تزيح الدم عن وشوشالمصابين".
لاتزال أصوات الصراخ ورائحة الدم تصل إلى حواس السيدة أم عماد، وباقي فتيات العائلة، كذلك الصغار. تذكر ميادة أحمد، القائمة بالمنزلالمحاور لعماد، كيف انطبعت أثار الحادث على صغيرتها يُسر "لما سمعت الأصوات جريت من البيت"، فيما يقول عماد "لما دا حال العيالعندينا اومال أهالي الضحايا حصل لهم ايه.. ربنا يتولاهم".
وفيما مازالت العائلة الصعيدية تتعافى من شدة الصدمة، لم يمنعهم ذلك تقديم الدعم للآخرين؛ من مساعدة المصابين وأهاليهم وحتى رجالالإسعاف والحماية المدنية العاملين بالمنطقة.
اقرا ايضا:
فيديو قد يعجبك: