من حضانات الأطفال لمصابي كورونا.. طلاب طب الزقازيق يد واحدة في الخير
كتبت- دعاء الفولي:
بدأ الأمر بمبادرة بسيطة عام ٢٠١٩، حين فكر طبيب الامتياز أشرف خطاب في مساعدة يقدمها الطلاب بكلية الطب جامعة الزقازيق للآخرين "وقتها كان الأفضل نشوف نواقص المستشفيات ونحاول نوفر اللي نقدر عليه"، كانوا ١٥ طالبا من دفعة ٢٠٢٠، استطاعوا تجهيز عدة غرف للرعاية المركزة، وفروا ٣ أجهزة غسيل كلوي للمستشفى الباطني الجامعي بالزقازيق، جهزوا حضانة للأطفال، وحينما خيم شبح كورونا لم يتخلفوا عن المساعدة.
في أكتوبر الماضي جاءت الفكرة "بعد ما زميلنا محمد عاطف توفي في حادث" كما يقول خطاب، وقتها أراد طلاب دفعة ٢٠٢٠ تكريم سيرته بعمل خيري "وجهنا الجهود لزملائنا الأطباء في مستشفيات العزل واللي محتاجين أدوات حماية سواء لبس أو غيره"، ركز الطلاب على ٣ مستشفيات بالتحديد وهم مستشفى الباطنة الجامعي والأحرار التعليمي ومستشفى الصدر بالزقازيق "عشان فيهم عزل وعليهم ضغط بسبب كورونا"، غير أن ما جمعوه من مال كان كافيا لشراء جهاز تنفس صناعي ليوضع في مستشفى الجامعة، في تلك الفترة نواصل مع خطاب طلاب آخرون لتكرار مسيرة المساعدة في دفعات أخرى.
"اتصل بيا زميلي محمد عصام توفيق من دفعة ٢٠١٩ عشان يجمعوا مبلغ تاني يروح لمستشفيات العزل"، استطاع توفيق جمع ٥٠ ألف جنيها من أبناء دفعته، ولأن ثمن جهاز التنفس الأول كان قد اكتمل "فجيبنا بيهم مستلزمات طبية واتوزعت"، في المقابل تمنى بعض زملاء خطاب المشاركة في ثمن الجهاز، منهم الطالب عبدالرحمن عمار "كلمني ساعتها وقولتله الفلوس اكتملت وزعل جدا"، وعقب أسابيع تُوفي عمار بشكل فجائي، لذا فكر خطاب في تجميع ثمن جهاز تنفس صناعي آخر يُهدى ثوابه لروحه "وربنا كان ميسرها بشكل غريب".
لم تقتصر المشاركة على دفعتي 2019 و2020، فما أن انتشرت أخبار عن جمع ثمن جهاز تنفس صناعي آخر حتى اتصل محمد فاروق الطالب بدفعة 2021 بخطاب "كان معاه فلوس باقية كانت دفعته جمعتها.. زودنا عليها وبدل ما نجيب جهاز جبنا جهازين الحمد لله للتنفس الصناعي وعرفنا إن مستشفى الصدر فيها دور جديد بيتعمل للرعاية المركزة فهيكونوا هناك وبكدة هنوزع الأجهزة التلاتة بين مستشفى الجامعة ومستشفى الصدر" كما يقول خطاب.
منذ اليوم الأول لتكاتف الطلاب، وضع خطاب طريقة محكمة لجمع التبرعات "إنه كل طالب حابب يشارك يكون له هدف بمبلغ يجمعه"، فمثلا إذا أرادوا جمع ثمن جهاز التنفس الصناعي البالغ 220 ألف جنيها "فهنحتاج مثلا كل واحد من الدفعة يتبرع بحوالي 600 جنيه"، ظلت وظيفة خطاب ورفاقه تنظيم جمع التبرعات "وإننا نقول للطلاب إنهم يبلغوا اللي حواليهم.. كل حد في دايرته يقدر يجمع المبلغ.. من صحابه اللي بيلعب معاهم كورة أو قرايبه اللي بيشوفهم وهكذا".
لم تفشل الخطة يوما رغم ارتفاع أثمان المعدات "يعني مثلا جهاز الغسيل الكلوي بحوالي 220 ألف جنيه برضو"، لكن الأمر يسير بسلاسة "وتيسير من ربنا ودا يمكن عشان صادقين.. ساعات كان بيجيلي زمايل ألاقيهم دافعين ضعف رقم التبرع المطلوب.. فنشيله وقتها لجهاز تاني وهكذا".
رغم ذلك، ألقى فيروس كورونا بأثره السيء على التبرعات "حركة الناس مبقتش زي الأول غير إن كورونا أثر اقتصاديا علينا كلنا"، لكن مسيرة المساعدة لطلاب طب الزقازيق لازالت مستمرة، حيث استلم مستشفى الصدر جهاز التنفس الصناعي الأول، وخلال الأيام القادمة سيتم استلام جهاز تنفس صناعي آخر "ربنا زارع في قلوب الناس اللي حوالينا ثقة فينا ودا بيخلينا نساعد سواء في ظروف كورونا أو غيره"، فيما يقومون حاليا بجمع تبرعات جهاز التنفس الصناعي الثالث.
فيديو قد يعجبك: