جيران المومياوات الملكية.. احتفالات شعبية بالحدث التاريخي (تقرير)
كتب- محمد مهدي:
يعيش أشرف عباس في منطقة الفسطاط منذ 12 عاما، عايش الكثير من الأحداث في تلك المنطقة لكن يعتقد أن مرور موكب المومياوات الملكية بالقرب منه في طريقها إلى المتحف القومي للحضارات هي لحظة تاريخية ستظل عالقة في ذاكرة أسرته لعقود طويلة.
وخلال ساعات تستعد مصر لنقل 22 مومياء ملكية في موكب أسطوري من المتحف المصري بميدان التحرير إلى مستقرها الأخير في قاعة مخصصة لها بالمتحف القومي للحضارات، وسط حضور لكبار الشخصيات العامة والسفراء والفنانين وعدد كبير من وسائل الإعلام العالمية.
ويقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة. وتم وضع حجر الأساس في عام ٢٠٠٢ ليكون واحداً من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وفقا للموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار.
زينة وطنية على الجدران
يتابع الرجل الأربعيني بسعادة شديدة التحضيرات القائمة على بُعد أمتار منه من أجل الاستعداد لاستقبال موكب المومياوات الملكية في المنطقة، يشاركه الشغف جميع أفراد أسرته "حتى ولادي متابعين الموضوع عايزين يتفرجوا على الموكب" يقترحون أفكار عدة لكيفية المشاركة في الاحتفال بهذا الحدث التاريخي "لازم هنعمل العلم المصري على الحيطان، ومتأكدين إن الموكب هيكون فوق الخيال".
منذ فترة قصيرة زار الابن الأكبر لأشرف المتحف القومي للحضارات في رحلة مدرسية "رجع مبهور من هناك، لما شاف آثار الحضارات المختلفة، ومن دلوقتي عايز يروح يتفرج على المومياوات ويتعرف على تاريخها" لذلك ينوي اصطحاب أفراد أسرته في الأيام الأولى لوجود المومياوات "مش معقولة الناس هتيجي من أخر الدنيا عشان يتفرجوا واحنا جنب المتحف ومنرحش".
كان متحف الحضارة المصرية قد جرى تخصيصه ليسرد حكاية أكثر من ٥٠ ألف قطعة أثرية في مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث، بالإضافة إلى معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية.
وبجانب خطط أشرف للاحتفال بموكب المومياوات مع أسرته يقترح الرجل الأربعيني على الجهات المعنية توزيع كتيبات على جيران متحف الحضارة خاصة الأطفال "عشان يتعرفوا على القيمة التاريخية للمومياوات" فضلا عن الملصقات الدعائية التي يمكن وضعها على الأبواب وواجهات المحال والجدران "هتبقى حاجة مبهجة في احتفالية مهمة زي دي".
توزيع المثلجات والمشاريب مجانا
وينوي الرجل القاطن في منطقة الفسطاط توزيع المثلجات والمياه وأكواب الشاي على قوات التأمين أو الأفراد المنظمين للحدث في حالة إمكانية قبول ذلك "أقل حاجة نقدر نقدمها للناس ونحس بيها إننا شاركنا في الحدث لأنها حاجة مشرفة لمصر" يذكرها الرجل بحماس بالغ.
وقبل ساعات من تحرك موكب المومياوات من ميدان التحرير ينهمك محمد عبدالعزيز أحد جيران متحف الحضارة في تزيين بيته بالأعلام المصرية "مع زينة رمضان، عشان يبقى احتفالين مش احتفال واحد" يتابع بفخر خلال الأيام الفائتة البروفات الأخيرة للموكب على الطريق الرئيسي "حاجة معتبرة والموضوع هيطلع بشكل حلو ومختلف عن أي حاجة اتعملت قبل كدا".
سيتفرغ عبدالعزيز لمشاهدة الموكب عن قُرب أو من شاشات التلفزيون ليتابع أكبر عدد ممكن من التفاصيل حيث ستمر المومياوات في طريق كورنيش النيل بحي السيدة زينب ومصر القديمة على عربات من طراز فريد تم صناعتها خصيصا لتلك المهمة، فيما يشيد بالطفرة التي تمت في المنطقة "حصلت نقلة كبيرة في المكان، خاصة بعد وجود المتحف والإنشاءات اللي اتعملت".
وكان المتحف قد أعلن عند تشييده عن وجود أبنية خدمية وتجارية وترفيهية ومركزا بحثيا لعلوم المواد القديمة والترميم، كما سيكون مقراً لاستضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات، كعروض الأفلام، والمؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة الثقافية. ليستهدف الجماهير المحلية والأجنبية كمؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية.
زغاريد الأهالي
يشعر بذلك ياسر حسن، الذي يسكن بالفسطاط منذ 14 عاما "وجود المتحف والكباري وتطوير مايه عين الصيرة و لتأمين اللي حاصل في المكان خلى المنظر بقى حضاري" تلك الجهود مع ترقب العالم لموكب المومياوات ساهم في اهتمام الأهالي بالخطوة "احنا متابعين وحابين جدا إن التجربة تحصل عندنا في المنطقة، والناس كل ما تشوف البروفات تزغرط من البلكونات".
ويرى الرجل الثلاثيني أن حضوره لتلك الفعالية الكبرى هي أمنية قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها "فرحان عشان بلدي، ولأن المتحف قصادنا ودي حاجة كبيرة، العالم كله هيتابعنا" يستشعر ذلك في أهل بيته وأطفاله ومن أحاديث جيرانه خلال الأيام الماضية ومحاولة كل شخص بالمنطقة إضفاء أوجه الاحتفال داخل المكان استعدادا للموكب الفريد.
فيديو قد يعجبك: