برسمة لـ"رضوى البحيري".. كيف خففت "المومياوات" الغربة على مصري بالكويت؟
كتب- محمد زكريا:
كان الحدث مصدر فخر كل المصريين، لكنه كان مَعينا لماجد عطا في الغربة، الشاب الذي يعمل بالكويت تابع مراسم نقل المومياوات الملكية عبر التلفاز، ليلهمه ما يصفها بالمشاهد الرائعة لرسم صورة من قلب الحدث التاريخي، اختار لبُطولته العازفة على آلة التيمباني رضوى البحيري.
وانطلق موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة، مساء السبت المنقضي، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط جنوب العاصمة، في مشهد تاريخي مهيب.
وضم الموكب 22 مومياء ملكية من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، وهم "الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، وتحتمس الثاني، وتحتمس الأول، وتحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتاري، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، والملكة تي، وسيتي الأول، وسيتي الثاني".
وسار الموكب حوالي 40 دقيقة قطع خلالها سبعة كيلومترات، عبر عربات تحمل كل عربة اسم الملك الموجود بداخلها ومزينة برسومات ونقوش فرعونية ومجهزة بجو خاص يحتوي على النيتروجين لحماية المومياوات، وسط حراسة أمنية مشددة.
كان التنظيم رائعا في نظر عطا، أسعده وألبسه روح الفخر ببلده، وهو المغترب في الكويت للعمل قبل سنوات، يقول صاحب الـ34 عاما: "الاحتفالية كانت جميلة بشكل فاق توقعاتي، كانوا كلهم هايلين جدا، شَعر أيدي وقف من التأثر وأنا بتفرج.. وأنت مغترب أي حاجة تخص بلدك بيكون ليها أهمية خاصة.. بيكون نفسك تفتخر بأي حاجة من ريحة مصر".
يقيم عطا في الكويت، ويعمل مدرسا في مادة التربية الفنية، لكن يقول إن قلبه وعقله معلقان بمصر، وكل ما يدور فيها يمسه بشكل شخصي: "لما حصلت أزمة قناة السويس، كان في ناس واخدة الموضوع تريقة على السوشيال ميديا، وبتستهتر بمصر والمصريين، لكن واحد زيي مغترب بتوجعه أي كلمة وحشة في حق بلده أكتر من أي حد، عشان كده لما بيحصل في مصر حدث بالجمال ده ببقى عايز أمشي في الشارع وأقول للناس أنا مصري".
بمجرد انتهاء الحفل، أراد عطا أن يرُدّ الجميل لكل من شارك فيه، ولم يجد كما يقول أفضل من رسم عازفة آلة التيمباني رضوى البحيري، لأن الرسم أغلى ما يملك الشاب من موهبة كما يُعبّر، ولأن الشابة أنسب ما يعبر عن عظمة الحدث في نظره: "كانت أكتر واحدة لفتت نظري، شبه كل ناس مصر أوي اللي بيدخلوا القلب علطول دول.. موسيقتها مع شكلها وقعدتها استفزتني جدا أني أرسمها".
3 ساعات فقط هو ما استغرقهم عطا لإتمام رسم الصورة على "الآيباد"، وهو الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة بمحافظة المنيا عام 2009، واعتاد على رسم شخصيات وأحداث مهمة، لينشرها على صفحاته بوسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق: "رسمتها زي ما شوفتها"، ويحصد آلاف الإعجابات والإشادات على فنه، وبينهم كانوا فنانين، لكن أكثر ما أسعده هو رد العديد من المعلقين بجملة: "كلنا شوفناها زي ما انت شوفتها".
وشارك في هذا الحدث عدد كبير من الفنانين والفنانات، من بينهم يسرا وأحمد السقا وأحمد عز ومنى زكي وهند صبري.
وتجمّع آلاف المصريين لمشاهدة الحدث التاريخي على طول طريق الموكب، حيث بدأت مراسم فرعونية من ميدان التحرير لتنطلق العربات التي تحمل مومياوات الملوك وسط أجواء احتفالية مهيبة امتدت إلى متحف الحضارة حيث كان حفل موسيقي في انتظار الملوك.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي في استقبال الموكب الملكي لدى وصوله متحف الحضارة المصرية.
وأطلق حرس الشرف 21 طلقة تحية لملوك مصر من أمام المتحف القومي للحضارة المصرية.
وتستقبل قاعة المومياوات الزوار ابتداء من يوم 18 أبريل المقبل والذي يوافق يوم التراث العالمي، وسوف تعرض المومياوات في صناديق خاصة مجهزة بأدوات حديثة لضبط الحرارة والرطوبة، وسيعرض بجانب كل مومياء التابوت الخاص بها.
يعرف عطا أن في زيارته القادمة لمصر سيكون المتحف القومي للحضارة المصرية الوجهة الأولى له "عشان أسلم على الأجداد".
فيديو قد يعجبك: