صور زفاف ورجال بطرابيش.. ملامح مصرية في معرض فوتوغرافيا بالزمالك

كتبت- شروق غنيم:

على حوائط جاليري ليوان بالزمالك؛ تتراص الصور التي ترجع حقبته الزمنية إلى الفترة من عام 1840 إلى 1940، خلال إقامة المعرض الذي يحمل اسم "ملامح مصرية" والمستمر حتى شهر مايو المقبل.

في ثلاث غرف تستقر صور المعرض، وكل غرفة تحمل ثيمة أساسية. في الغرفة الأولى توضح مشاهد من الصور الرسمية العائلية التي كانت تُلتقط في ستوديوهات التصوير أنذاك، وممهور بعضها بأسماء المصورين سواء مصريين أو أجانب، تتنوع الصور بين مدرسة يقف مُعلميها بالأزياء الرسمية والطربوش يلتقطون صورة تذكارية يعود زمنها إلى عام 1936 باسم "مدرسة الغازات السامة"، أو تذكار مودة وإخلاص مُرسل لأحد رؤساء محكمة مصر للنيابات الأهلية، فضلًا عن صورة فرقة باسم التمثيل العربي التقطت عام 1926.

منذ أسس مصطفى عز الدين، جاليري "ليوان" منذ عامين ويهتم بإبراز ملامح مصر منذ فترات سابقة، سواء بالفن التشكيلي أو الفوتوغرافيا، عمد عز الدين إلى أن يحمل اسم المكان المعنى الذي أراده "ليوان معناه الفناء الخارجي في البيوت العربية لاستقبال الضيوف، وكانت الحوائط مُزينة بالأعمال اليدوية والفنية.. وده نفس اللي عايز أعمله هنا في الجاليري".

على مدار العامين قدم المكان معارض مختلفة لفنانين راحلين لإحياء ذكراهم وأخرين معاصرين مثل صبري راغب، يوسف كامل، كامل مصطفى، حسني البناني، والفنان صلاح عناني وجورج بهجوري "لكن بحاول أعرض الشغل بطريقة مختلفة، وعملنا معرض المستشرقين الأجانب، اللي رسموا منطقة الشرق زي فرنسيين وايطاليين وإنجليز، ما بين الفوتوغرافيا والرسوم".

فيما أتت فكرة معرض "ملامح مصرية" إلى ذهن عز الدين "لإن الفوتوغرافيا مش واخدة حقها في المعارض رغم إننا تاني دولة دخل فيها التصوير بعد فرنسا وفي أرشيف كبير لفنانين أرمن، سويسريين، ألبان، ومصريين"، أراد مؤسس "ليوان" أن يعود بمصر إلى الهوية القديمة.

تعاون عز الدين مع صديقه علوي فريد، والذي اقتنى صور ومقتنيات على مدار سنوات طويلة "من أوائل الناس اللي بتجمع فوتوغرافيا للحقبة دي"، فيما أقام الأخير قبل 35 عامًا معرضًا يحمل الاسم نفسه "ملامح مصرية" من خلال عرض مقتنيات جمعها من صور وديكور "كنا عاوزين نعيد ده تاني للأجيال الجديدة".

نظّم عز الدين المعرض بحيث كل رُكن يحكي ملمح من مصر قديمًا "صور للطبقات الأرستقراطية، والمتوسطة، والشعبية..غير الحِرف اللي مبقتش موجودة والأماكن اللي اتبدل ملامحها"، مثل صورة لمنطقة مصر الجديدة التقطت عام 1910 حين تم الانتهاء من تأسيسها "الصورة متاخدة من طيارة شرعية، وتعتبر أول صورة من صور الطيران الشراعي في مصر".

لمس عز الدين اهتمام بالمعرض، من خلال ردود فعل الأجانب والمصريين الذين حضروا "الناس عندها حنين تشوف شكل الشوارع والناس زمان كان عامل إزاي"، يتوقفون أكثر عند الرُكن الذي يضم صور الزفاف قديمًا، وبجانبها تهنئة تحمل أبياتًا من الشعر، ورغم أن هناك صورًا لا تحمل اسم المصور أو تاريخ مُعين إلا أنه أراد تركها كما هي "لإنها بتوضح الحالة الشعبية وقتها، فبتوصل للناس من غير تاريخ".