بالصور- الحياة بعد القصف... غزة تكره الحرب لكن لأجل الوطن "ينسقي العُليق"
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
تصوير- عطية درويش:
لا يغيب المشهد عن ذاكرة عطية درويش؛ بينما يشتد القصف الإسرائيلي على حي تل الهوا، جنوب غزة، وكان يسابق الزمن لتوثيق كل شيء بكاميراته، إذا برجل يغادر منزله مع ابنته، يخلي المكان فرارًا من الصواريخ المدمرة، فيما يصيح "فدا القدس". يتأكد درويش مع كل عدوان، أن أهل غزة يرغبون بالحياة، وأن الحرب كره لهم لكن لا مفر، لذلك واصل المصور الصحفي الليل بالنهار لتسجيل لحظات "الغزاويين" بعد توقف القصف وحتى بعد مضي نحو الشهر على تصعيد الاحتلال.
حين دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بوساطة مصرية، مع ساعات ليل 21 مايو المنصرف، كان درويش حال جميع صحفيين غزة، يُعسكر بالشوارع طيلة 11 يومًا. انطلق الأهالي فرحين رغم المصاب، حتى الثانية فجر اليوم التالي استمر الناس في الطرقات، لم تعرف عين المصور النوم، في الخامسة فجرًا وجد الحركة مستمرة "الناس بلشت تطلع على البحر".
سار درويش في الشوارع، يعرف المصور الشاب مثل هذه الأجواء، يخرج أهل غزة كالمبعوثين من القبور "الناس بتطلع من بيوتها تشوف ايه اللي صار وبترجع الحركة الطبيعية". رصد المصور الصحفي المستقل ساعات الصباح الأولى.
كل مكان ينبض بالحياة من جديد في غزة رغم الدمار؛ المحال تفتح أبوابها، صيادون يشرعون نحو البحر، عائدون من الإيواء إلى منازلهم، المارة في شوارعهم، حتى العمل في المزارع بدأ على الفور. مع كل لقطة يردد درويش "الناس بدها الحياة. الحرب اشي ما بنحبو اتفرض علينا مينفعش نستسلم ليه".
شارك درويش في تغطية ثلاثة حروب، لكن 2014 كانت الأكثر عملاً بالنسبة له، تواجد في الشوارع 51 يومًا مدة العدوان، ومع هذا كانت حرب الـ11 يومًا الأخيرة الأصعب "كل مرة بيكون القصف مركز في مناطق. لكن المختلف هاي المرة أن مكنش في مكان أمن في القطاع".
يتذكر المصور الصحفي كيف استشعر لأول مرة إحساس صدمة الخروج من مكان بعد مكالمة من الاحتلال بالإخلاء. تواجد درويش في برج الجلاء المتضمن عدد من المكاتب الصحفية والإعلامية، ويعتبر من أقدم الأبراج السكنية في وسط غزة، ودمره القصف الإسرائيلي 15 مايو المنصرف.
في لحظات سُلب أمان المطالب منه الصمود لتوثيق الحرب "طول عمري بسمع من الناس كيف أخلوا بيتهم أو اتهدد بقصفه إنما أول مرة أحس هذا الإحساس.. حتى الآن في صدمة غير طبيعية. المكان اللي كنت بنام فيه وتونس فيه مع زملائي أنا وياهم كل قصف أو تصعيد خرجنا منهم وانقصف قدام عنينا"، ورغم هذا وثق درويش وقت مغادرة البرج من الطابق 11 المتواجد فيه، كما سجلت عدسته تدميره.
بأوقات الحرب، تتجمد مشاعر درويش، يربط على قلبه كما يفعل بكاميرته، لا يجد بديل عن الاستمرار وتجاوز لحظات الألم. 11 يومًا غادر فيها أسرته حاملاً حقيبة ملابس ومعداته، لا يتواصل معهم إلا عبر هاتف إن اتيح له الاتصال، إلا أنه يعرف ذلك الشعور بالحياة "بعد ما انقصف برج الجلاء روحت على البيت ابدل ثيابي.. الدنيا في مخيم النصيرات كانت شبه عادية". يلتمس أهل غزة أي بعد عن القصف لمواصلة المعيشة بلا ضغط ولو لساعات.
لم يتفاجأ درويش بمشهد خروج "الغزاويين" إلى الشواطيء في الجمعة الأولى بعد توقف القصف. امتلأت الأرجاء في لقطة يتعجب لها الغريب عن القطاع المحاصر، لكنه حال أهل غزة "تواجد الناس ماكنش مجرد نزهة. إنما ضغط القصف لـ11 يوم وانقطاع الكهرباء بشكل كامل حتى إنها جت بعد القصف 4 ساعات وصل. الناس هربت من هاي الإشي على البحر". كان المصور الشاب يعلم ما تخفيه حقيقة اللقطات ومع هذا تسري مثل هذه الصور في نفسه شيء من الهدنة "جميل نشوف الناس مبسوطة ومرتاحة".
حتى الآن يواصل درويش توثيق الحرب على غزة، يلتقط أثرها في الشوارع، ترافقه صدمة لا ينكرها، يلخصها معايشته لمجزرة شارع الوحدة في وسط غزة، والتي انهى فيها قصف الاحتلال حياة 42 شخصًا بينها أسر كاملة، يتذكر كم جلس قرابة الساعة لا يفعل شيء سوى النظر لما يحدث "ناس تحت الأنقاض نهار كامل 10 ساعات". وثق المصور الصحفي واستمر في العمل "لكن في شيء أثر فيا كتير"، وعلى النهج ذاته يمضي.
لا يعرف درويش كيف يعود للحياة بعد الدمار والوضع النفسي الصعب، كل ما يعلمه أنه يتعافى مثل أهل غزة "بنضغط على نفسنا وبنكمل شغلنا بعد الحرب"، يدرك أن ثمة حكايات تنتظر عدسته لترويها، وأن للحرب حكاية لا تكتمل إلا بتفاصيل حياة مَن عاش بعد الدمار.
تابع قصص الملف
عاد للعمل على الأنقاض.. مرحبًا بك في صالون هاشم المدمر بغزة
"بيوت أهل غزة عمَار".. قصة "خليل" في إيواء المتضررين أثناء وبعد الحرب
100 سيدة تقدمت لمبادرتها.. "روزان" تدعم أهل غزة المتضررين من القصف الإسرائيلي
يُخرجون الفرحة من قلب الدمار.. نجوم غزة للسيرك حاضرون بعد العدوان
من كورونا إلى القصف الإسرائيلي.. "فلافل السوسي" باقية رغم الخسائر
فيديو قد يعجبك: