بعد غياب سنوات.. مدرس يعيد الروح لمادة التربية الفنية في الأزهر
كتبت- هبة خميس:
منذ صغره اكتشف المدرس أحمد جاب الله براعته في الرسم، ظل الأمر في إطار الموهبة لكن مع دعم الأخ الأكبر، قرر اتخاذ قرار غير مساره؛ إذ درس الفن أكاديميًا ليصير بعدها فنانًا ومُدرسًا لمادة التربية الفنية، فضلًا عن عرض أعماله في المعارض الفنية مثل كبار الفنانين.
"بعد الثانوية العامة لم أتمكن من دخول كلية الفنون، فاخترت انضم لكلية تربية نوعية فنية علشان أدرس الفن اللي بحبه"، يحكي جاب الله عن قراره، وبعد سنوات اتخرج وعُين عام 2000 مدرسًا للتربية الفنية في المعاهد الأزهرية.
لم يبتعد جاب الله كثيرًا عن تحقيق حلمه وطموحه الفني، فهو يمارس ما يحبه وأيضًا لديه الفرصة الكبيرة في اكتشاف المواهب من الطلاب وتعليمهم كيف يصنع الفن فارقاً في حياتهم، في الفترة التي بدأ فيها العمل كمدرس للتربية الفنية يتذكر بأن تلك المادة كانت مهملة، ينظر لها الكثير باعتبارها ليست ذات قيمة "بعد ما بدأت شغل بفترة، التقى بي المستشار هشام الرفاعي، وهو مستشار التربية الفنية بالمعاهد الأزهرية، ولقيت منه المساعدة الكبيرة لأنه من فترة مكانش فيه في الأزهر الاهتمام بالمادة".
بعد لقاء المدرس الأزهري بالمستشار الرفاعي، ترشح جاب الله للكثير من الدورات التدريبية للمدرسين لمادة التربية الفنية، لتشهد تلك الفترة ازدهارًا في تطوير موهبته وأيضًا تدريس المادة للطلاب، بعد ذلك تمكن من المشاركة في المعارض الفنية على مستوى مصر بين الكثير من المدارس والمعاهد الأزهرية وغيرها، تلك المعارض كانت فرصته في الظهور وامتلاك الخبرة ليحقق طموحه القديم.
"كانت أول مرة الناس في الأزهر تشوف معارض وورش فنية، ودة كان طفرة في المعاهد الأزهرية لدرجة إن ركن الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب كان بيعمل ورش فنية للناس وصممناه بالكامل و دة فاجيء الناس".
يرى الكثير من الناس شبهة الحرام في الفن ومن خلال تدريسه واجه "جاب الله" الكثير من الطلاب بذلك الاعتقاد الذي يراه من خارج فكر الأزهر الشريف، فوّجِه الطلاب لحقيقة الفن الذي نقل لنا تاريخ الفراعنة الكامل وكيف كانت بدايات اللغة رسومًا.
الأسبوع المنصرف، كرّمه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر ضمن مجموعة من المبدعين والمبتكرين من الطلاب والعاملين بالأزهر، وتنوعت هذه الابتكارات والتميز بين اختراعات فى مجال الزراعة وحماية البيئة والرسم والكاراتيه والابتهال، إلى جانب حفظهم للقرآن الكريم.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتلقى فيها جاب الله التكريم على يد شيخ الأزهر، فمنذ عامين تم تكريمه برفقة المدرسين البارزين والمتميزين وكانت تلك بالنسبة له "فرحة خلتني طاير"،
يرى المُعلم أن الاتجاه العام في الأزهر للتجديد ضد الجمود، فصارت المعارض شيء معتاد ويشارك فيها الكثير من الطلاب الموهوبين وهناك مقترح بإنشاء جامعة للفنون تابعة للأزهر.
"الفن هو وسيلتنا علشان نعبر عن نفسنا، وأتمنى إن كل الطلاب يتمكنوا من ده، لما بدخل مسجد عريق واتأمل الرسوم في السقف والرموز الهندسية بحس بالجمال، وفي كل مرة انبهر بكل العظمة دي". يقول جاب الله.
منذ شهورأُصيب المُدرس الأزهري بجلطة في المخ أثرت على صحته لكنها لم تفقده القدرة على الرسم والتدريس، وتوجيه الطلاب لذلك. يشعر تلك المرة بأن تكريمه من شيخ الأزهر جاء في وقته، ليقول له أنه مازال لديه الكثير ليعطيه للطلاب ومازال الفن هو الجمال الذي يتفق عليه الناس ووسيلتنا لمواجهة الواقع.
تابع موضوعات الملف:
مواهب الأزهر.. طلاب ومعلمون على منصة التتويج (ملف خاص)
كيف أنقذت الموهبة طالب أزهري من عُزلة التوحد؟ (حوار)
أحمد يُقاتل في الكاراتيه من الكُرسي المتحرك ويحصد الذهب (حوار)
فيديو قد يعجبك: