"فينيسيا" بين الشرق والغرب.. كيف تجولت كاميرا السينما؟
كتبت- هبة خميس:
بين منطقة تنتمي للإسكندرية الحقيقية المطلة على البحر وأصوات النوارس، بينما يعمل معظم سكانها بالصيد، ومدينة أيقونية تنتمي للرومانسية والحلم في أوروبا، تنتقل الكاميرات وصناع السينما والدراما.
فور سماع أحدهم كلمة "المكس" يربطها بالمصطلح الذي أطلق عليها: "فينيسيا الشرق"، فالمنطة المطلة على البحر في غرب الإسكندرية تقطعها ترعة سميت بترعة الخندق، وعلى الجانبين كانت تتواجد بيوت الصيادين الملونة في مشهد أيقوني تكرر كثيراً في السينما والدراما ضمن أكثر من سياق.
فالمنطقة التي ظهرت في الدراما والسينما مبكراً، ظلت خفية على مجتمع الصيد والصيادين، العديد من معالمها تكررت في أكثر من فيلم قديم مثل "اللوكاندة الحمراء"، وفيلم "رصيف نمرة 5" ضمن قتال بين رجال "محمود المليجي" و"فريد شوقي"، كما برزت في الكثير من لقطات الأفلام.
ومنطقة الفنار القديم التي كان يقطنها اليونانيون في كبائن خشبية ظهرت بطلاً للأحداث في مسلسل "ليلة القبض على فاطمة" بطولة "فردوس عبد الحميد" المأخوذ عن فيلم بنفس الاسم بطولة "فاتن حمامة".
في المسلسل تتجه عربة مستشفى الأمراض العقلية للقبض على "فاطمة" وإيداعها المستشفى، لكنها تهدد بإلقاء نفسها من أعلى بناية، وتحكي قصة أخوها السياسي اللامع وأختها.
اتخذ المسلسل منطقة الفنار القديم بالمكس مسرحاً لمعظم أحداثه لتبرز تلك الصورة عن الإسكندرية في أذهان الناس، بيوت الصيادين الخشبية والفنار وأصوات النورس في الخلفية.
لسنوات ظلت الكاميرات ترصد الحي كمجتمعاً للصيد والأنشطة المختلفة المرتبطة به، ففي مسلسل "أوبرا عايدة" الذي أنتج عام 2000 ويحكي حادثة الممرضة "عايدة" من وجهة نظر مختلفة تناقش الموت الرحيم ويدعم "عايدة" وقضيتها المحامي الشهير بـ"سيد أوبرا"، يجتمع "أوبرا" في الكثير من الحلقات مع مجتمع للصيادين بمنطقة المكس و يدافع عنهم.
ربما ظلت المكس عالقة في أذهان الناس على اعتبارها منطقة صيد باقتدار، لكن في السنوات اللاحقة ظهرت في ثوب مختلف، في أحد مشاهد فيلم "الشبح" الصادر عام 2007 من إخراج "عمرو عرفة"،وفيه يسعى "سعد" الذي قام بدوره الفنان "أحمد عز" لمعرفة هويته الحقيقية، ومن خلال رحلة بحثه يظهر في أحد المشاهد في منطقة "ترعة الخندق" بالمكس.
وفي فيلم "من 30 سنة" بطولة منى ذكي وأحمد السقا وشريف منير تظهر "حنان البغدادي" كفتاة سكندرية قادمة من مجتمع فقير لأب صياد وعائلة كريمة رغم فقرها، فتصطحب "أحمد السقا" و"شريف منير" لعزومة على أصناف الأسماك في بيتها، وتم تصوير المشهد بمطعم "سي اللول" الواقع أمام الفنار القديم بالمكس.
ومن المنطقة التي يطلق عليها "فينيسا الشرق" لمدينة "فينيسا" بإيطاليا، المدينة التي خلدتها السينما لتصبح مقصداً للرومانسية والرقة، اتجهت الكاميرات لمدينة "فينيسا" مبكراً، فالمدينة تأسس بها مهرجان للأفلام عام 1932 أصبح من أشهر مهرجانات السينما عالمياً، لكن التفت الجمهور للمدينة بالتحديد كان في منتصف الخمسينات مع صدور فيلم "summertime"، والفيلم بطولة "كاثرين هيبورن" وإخراج "ديفيد لين"، وهو فيلم رومانسي يدور حول سيدة أمريكية تبحث عن الحب في مدينة "البندقية".
أبرز الفيلم كل العناصر الجمالية في مدينة "فينيسا" على اعتبارها بطلاً من أبطال الفيلم، ليتابع بعد ذلك المشاهدون المدينة التي ترمز للرومانسية والحب.
في عام 1971 صدر الفيلم الشهير "death in vennice"، والمأخوذ عن رواية "توماس مان" وإخراج "لوتشينو فيسكونتي"، وفيه يسافر البطل للمدينة لأسباب صحية، لكن يداهم المدينة وباء "الكوليرا"، حيث يلاحظ نزلاء الفندق ذلك، بينما البطل مشتتاً بين قربه من الموت بسبب مرض القلب وبين إدراكه للحياة، ففي الفيلم تظهر لمدينة "البندقية" رائحة الموت العفنة وتهاجمها الأشباح في صورة غير نمطية للمدينة التي يسكنها الموت.
في عام 2009 أخرج "فلوريان هنكل" فيلمه الشهير "the tourist"، بطولة "انجيلينا جولي" و"جوني ديب"، والفيلم يعتبر إعادة إنتاج لفيلم فرنسي بنفس الاسم، حيث تم تصوير الفيلم بأكمله في مدينة البندقية مع جولة في الفنادق الفاخرة وأضواء المساء، لنتعرف على الجانب الفاخر لتلك المدينة، وتدور أحداث الفيلم حول قصة خداع لص معروف عالمياً لإحدى العصابات، بينما تقع صديقة اللص في منتصف الأحداث.
وداعًا المكس.. النسائم الأخيرة لأهل البحر قبل الرحيل (ملف خاص)
قصة غرام مع البحر.. مرثية أهالي المكس لذكرياتهم قبل الرحيل (صور)
"باي باي يا بحر".. أطفال المكس يودعون البراح واللعب على الرمل
في وداع المكس.. جولة لإلقاء النظرة الأخيرة على المنطقة التراثية
فيديو قد يعجبك: