لماذا تصدّرت صورة فتاة أسوانية شوارع الدنمارك؟
كتبت-رنا الجميعي:
تستعيد سهام عثمان لحظات ثمينة عاشتها منذ شهور، ففي شهر يونيو الماضي وجدت صورتها داخل ميادين الدنمارك، كواحدة ضمن 12 سيدة مُؤثرة في الشرق الأوسط.
من مصر وتونس والمغرب والأردن اختار المصور الدنماركي "Martin thaulow" لـ 12 بنت مؤثرات في المجتمع، وسعوا لإحداث تغيير، وأقام معرض صور دار أنحاء المُدن الدنماركية، واختيرت صورة سهام ضمن مجموعة من الصور التي وُضعت كبوسترات في الشارع للدعاية للمعرض.
حين سمع المصور الدنماركي عن مُبادرة جنوبية حرة تحمّس له، فيما تم اختيار سهام لتمثيل المبادرة النسوية، ويجدر الإشارة أن جنوبية حرة هي مؤسسة نسوية تهتم بتسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة في جنوب مصر، لم تتوقع سهام أن يقع عليها الاختيار خاصة أنها ليست واحدة من المُديرات المباشرات للمبادرة، لكن توقيت الترشيح ذلك رفع من روحها المعنوية "كنت محتاجة حاجة زي كدا، لأني كنت محبطة في الوقت ده".
تخيلت سهام أن الأمر مُجرد اختيار صورة لها لتوضع بالمعرض، لكن الأمر كان أكبر من ذلك، حيث قدم المصور الدنماركي خصيصًا إلى أسوان، وقام بتصويرها في الأماكن التي اعتادت على العيش والتنقل فيها "صورني في النوبة وفي البيت"، حيث تعمل سهام بالأساس كمُعلمة، ولم يكتف بذلك بل قام بعمل حوار معها "وسألني في تفاصيل كتير في مشواري في الدفاع عن المرأة، تفاصيل أنا كنت ناسياها".
انخرطت سهام في العمل المُجتمعي منذ عام 2011 وحتى الآن، حيث شاركت في النشاط النوبي وكذلك الدفاع عن حقوق المرأة، ولطيلة مشوارها أصيبت خلاله ببعض الإحباط "كنت ساعات بحس إني معملتش حاجة، وإن العمر بيعدي ومفيش حاجة ملموسة"، وجاءت أسئلة المصور الدنماركي لتدفعها نحو تذكر نقاط القوة في مشوارها داخل العمل المُجتمعي "افتكرت كل اللي عملناه كبنات جنوبية".
قامت جنوبية حرة بالعديد من الحملات من بينها، تجميع شهادات عن التحرش التي تواجهه المرأة في أسوان، كذلك جمعت شهادات للعنف الذي حدث ضد المرأة في أحداث قبيلتي "الهلايلة والدابودية"- وهي واقعة ثأر بين القبيلتين حدثت عام 2014- واستخدمت فيها النساء كورقة ضغط، كما تقوم المؤسسة المشهرة قانونيًا عام 2015 بورش تعريفية بحقوق المرأة.
وتُدرك سهام الآن حجم التغيّر الذي قامت به كواحدة من النسويات في جنوب مصر "دلوقت الستات بقت بتتكلم عن العنف اللي بيحصل لها في البيوت، ده كان زمان مبيحصلش"، حتى أن البعض صار يتوجه للقانون المصري "ورغم إن احنا بنحاول نغير القانون نفسه اللي مش منصف للمرأة، بس ده في حد ذاته تغيير، لأن الناس كانت بتعتبر اللي بيحصل في البيوت ده محرم الكلام عنه".
وفي يونيو أقيم معرض الصور الذي دار أنحاء الدنمارك على مدار شهرين، ولم تُصدّق سهام ما حدث، هجمت عليها دفعة مشاعر مُختلفة، ما بين إحساسها بالفخر بنفسها وإحساسها أنها لم تفعل شيئًا لكل ذلك الاحتفاء، وقد فاجئتها إحدى صديقتها بصورة لها برفقة البوستر الخاص بها في الدنمارك "صاحبتي بتدرس في فرنسا وكانت في أجازة وراحت الدنمارك ولقتها باعتالي صورتها"، كانت مفاجأة سارة بالنسبة لسهام.
الآن تُدرك سهام حجم التغير التي شاركت فيه، صحيح أنها ليست وحدها بل برفقة فتيات أخرى قويات مثلها، لكنها واحدة منهن، وفيما يعتريها الإحباط من وقت لآخر بسبب طيلة الرحلة المُجهدة في الدفاع عن حقوق المرأة "لكن عارفة إني طالما قدرت أعدي بأوقات صعبة، هقدر أعدي منها تاني لما تيجي"، ولازالت سهام تعمل ضمن جنوبية حرة، تُفكّر مُجددًا فيما يُمكن فعله من أجل تغيير أوضاع المرأة في مصر، خصوصًا أن المُجتمع صار أكثر قابلية بعد سنوات من الصمت "دلوقت ناس كتير بقت تتكلم في قضايا المرأة ودا في حد ذاته تغيير".
لمعرفة تفاصيل أكثر عن مؤسسة جنوبية حرة في هذا الرابط.. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: