14 مشاركة وفوز روايتين.. تاريخ الأعمال المصرية في جائزة البوكر العربية
كتبت-رنا الجميعي:
ضمت الجائزة العالمية للرواية العربية منذ تأسيسها عام 2008، نحو 35 رواية مصرية وصل إلى القائمة الطويلة للجائزة، بينما وصل منها إلى القائمة القصيرة 14 رواية، ولم يفز عبر تاريخ أشهر جائزة للرواية العربية سوى روايتين مصريتين إلى الآن.
أعلن أمس خلال حفل الجائزة المعروفة باسم "البوكر العربية"، فوز رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" للكاتب الليبي محمد النعاس، كانت مفاجأة سارة، حيث تعتبر "خبز على طاولة الخال ميلاد" الرواية الأولى للكاتب الشاب من مواليد عام 1991، وفي نفس الوقت حزن القراء المصريون لعدم فوز رواية "ماكيت القاهرة" للكاتب المصري طارق إمام، التي كانت المرة الأولى التي يصل فيها لجائزة البوكر، ووصول مشرف بعد أربع سنوات ظلت فيها الرواية المصرية على مشارف القائمة الطويلة فقط.
وفي أول دورتين للبوكر العربية فازت روايتان مصريتان؛ وفازت رواية "واحة الغروب" لبهاء طاهر عام 2008، السنة الأولى للجائزة، وفي وقت صدور الرواية لاقت نجاحًا جماهيريًّا واستحسانًا نقديًّا كبيرًا بعد صدورها، وفيها عاد الكاتب بهاء طاهر إلى نهايات القرن الـ19، تحديدًا زمن الزعيم المصري أحمد عرابي وهزيمته، وسقوط مصر تحت الاحتلال الإنجليزي.
وبدأت الرواية بخبر نقل ضابط البوليس المصري محمود عبدالظاهر، الذي كان يعيش حياة لاهية بين الحانات وبنات الليل، مأمورًا جديدًا إلى واحة سيوة المتمرد على السلطة المركزية في القاهرة، وتعد "واحة الغروب" العمل الأدبي السابع لبهاء طاهر، أبرز كتاب جيل الستينيات في مصر.
وفازت رواية "عزازيل" ليوسف زيدان في العام التالي، 2009، ودارت أحداث العمل في القرن الخامس الميلادي في صعيد مصر ومدينة الإسكندرية الساحلية، وشمال سوريا، من خلال الراهب هيبا الذي يعاصر أحداثًا وُصفت بالدموية في تاريخ الكنيسة المصرية.
وعلقت رئيسة لجنة التحكيم يمنى العيد آنذاك: "اتسم عمل لجنة التحكيم بقدرة لافتة على التفاهم، انطلاقًا من وجهات نظر نقدية مختلفة سعت الى التعمّق والإنصاف، ولم تكن عملية الاختيار بالسهلة نظرًا لما تتمتع به أعمال القائمة القصيرة جميعها من تميز".
وعلى مدار تاريخ الجائزة وصلت 14 رواية للقائمة القصيرة؛ حيث وصلت رواية "تغريدة البجعة" لمكاوي سعيد، ونافست رواية "واحة الغروب" في نفس العام، وتناولت رواية تغريدة البجعة تحليلًا لمجتمع وسط البلد، من خلال حكايات التغيرات التي طرأت في مصر منذ ثورة 1952 وحتى وقت صدور الرواية عام 2008.
وتسابق أيضًا الكاتب محمد البساطي عن رواية "جوع" في نفس السنة التي فاز فيها الكاتب يوسف زيدان. وتدور أحداث الرواية في مجتمع الريف المصري، وما يعانيه أفراده من مشكلات حياتية واجتماعية.
وضمت القائمة القصيرة للبوكر العربية روايتان مصريتان؛ رواية "يوم غائم في البر الغربي" لمحمد المنسي قنديل، ورواية "وراء الفردوس" لمنصورة عز الدين، وتتناول رواية يوم غائم في البر الغربي فترة ثلاثينيات القرن الماضي، وقتها كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني، وتدور أحداث الرواية حول فتاة بسيطة تترك قريتها في صعيد مصر وتنتقل للدير.
وتناولت رواية "وراء الفردوس" أيضًا الريف المصري، وتحكي عن فتاة مصرية تعيش بين عالم القرية وعالم خيالي من وحي قراءتها للروايات.
وضمت القائمة القصيرة للبوكر عام 2011 روايتان مصريتان أيضًا، هما رواية "رقصة شرقية" لخالد البري، وتحكي قصة شاب مصري يتزوج من بريطانية أكبر منه سنًا، وتعالج الرواية أحلام الشباب في السفر والهجرة.
ونافست في القائمة القصيرة رواية "بروكلين هايتس" لميرال الطحاوي، وتحكي عن رحلة أم مع ابنها الوحيد، تستعرض حياة الجالية العربية في أمريكا.
عام 2012 أيضًا ضم روايتان مصريتان، هما رواية "عناق جسر بروكلين" لعز الدين شكري فشير، ورواية "العاطل" لناصر عراق، وتحكي الرواية الأولى عن حكايات متعددة لمصريين وغربتهم في أمريكا، أما العاطل فقد ناقشت حكاية شاب مصري عاطل ينتقل إلى العمل في دبي.
بعد عام 2012 قل وجود الرواية المصرية في القائمة القصيرة، حيث ضمت قائمة عام 2013 رواية واحدة، هي رواية "مولانا" لإبراهيم عيسى، التي تناولت ظاهرة شيوخ الفضائيات، فيما ضمت القائمة القصيرة للبوكر العربية عام 2014 رواية "الفيل الأزرق" لأحمد مراد، وتدور أحداث الرواية حول الطبيب النفسي يحيى الذي يعمل في مستشفى للأمراض العقلية، وتدور الرواية في عالم من الفانتازيا.
ولم تصل الرواية المصرية في القائمة القصيرة بعد ذلك سوى عام 2016، مع رواية "عطارد" لمحمد ربيع، والتي ترسم صورة سوداوية لمصر عام 2025.
وفي العام التالي، 2017، وصلت رواية "في غرفة العنكبوت" لمحمد عبد النبي إلى القائمة القصيرة، وتدور أحداث الرواية حول عالم المثليين المسكوت عنه، وكيفية عيشهم في مجتمع محافظ.
ظلت الرواية المصرية بعد ذلك على حدود القائمة الطويلة فقط، حتى نجحت رواية "ماكيت القاهرة" لطارق إمام في الوصول إلى القائمة القصيرة عام 2022، وتصنع الرواية مستقبلًا خياليًا للقاهرة، وتدور أحداثها في ثلاثة أزمنة بين عام 2011 وعام 2020 وعام 2045.
فيديو قد يعجبك: